خـيـرُ الكـلام ِ خـيـرُ الكـلام ِ
يوسف المسمار
العقيدة القومية الاجتماعية فلسفة اجتماعية مناقبية أخلاقية بامتياز تناولت النفس الاجتماعية في الفرد والمجتمع فكان لها مفهومها المناقبي الفريد في النيّة، والقول، والفعل الذي جعلها في طلائع العقائد التي ترفع الإنسان الى أسمى درجات الرفعة. ومن وحي هذه الفلسفة القومية الاجتماعية الإنسانية الرائدة أقدّم لرفيقاتي ورفقائي وأبناء وطني هذه الخواطر عن نوع «الكلام» الذي تقول وتنصح به هذه الفلسفة.
لا تـُكـثـرنَّ مـنَ الكــلام ِ فـإنـــهُ
عـيـبٌ إذا كــان الكــلامُ مُـكَـررا
واجـعـَلْ حـديـثـكَ إنْ أردتَ تَـحَـدثـا ً
يـمـتـازُ بـالصـدق ِ الـذي لن يُنـكـَـرا
فالقـولُ موسيقى النـفوس ِ إذا صـفـا
والقـولُ داءُ المُفـسـديـن إذا افـتَـرى
مـا كـان إلحـاحُ النـفـاقِ فـضيـلـة
بل كـان في الإلـحـاح ِ قـولٌ مُـزدرى
لَطِّـفْ كلامكَ ما استـطعـتَ ولا تـقُــلْ
إلا َّ الجـمـيـلَ المـستـطـابَ الـخـَـيِّـرا
حُسنُ الكـلام ِ هـوَ الـذي يـنـسَـلُ في
الأسـمـاع ِ كـاللحـن ِ الشـجيِّ مـُؤَثِّــرا
فيذيب جلمـودَ المـشاعـرِ خـارقـا ً
بلطـافـةٍ صـمَّ القـلـوب ِ مُـطـَهـِـرا
لا تـنـطـقـَنَّ إذا نـطـقـتَ بـغـيـرِ مـا
يـهـدي ويـنـفَعُ تـائـهـا ً أو مُـعْسَرا
زيـنُ الكـلام ِ هــدايـة ٌ في حـكـمـة ٍ
بطـهـارهـا المخـبـولُ صـارَ مُـفـَكـِرا
فالنطقُ كـان ولا يزالُ وسـوف يـبـقى
للخـلـيـقـة ِ في الـوجـود ِ مُـحـَضـِّـرا
وقـداسـة ُ النـُطـْق ِ التـَرَفُّــعُ دائـما ً
عـن كـلِّ قـول ٍ قــد يـكـونُ مُـزَوَّرا
وخلاصـةُ النُطـق ِ الـمـُفـيـد ِعـبـارة ٌ:
أن نـَحـمـِدَ اللهَ الحـَكـيـمَ ونـشـــكـُـرا
فـهـُوَ الـذي خَـلَـقَ العـوالـِمَ كـلّـهـا
وهـو الـذي يـبـقى العـَظـيـمَ الأكـبـَـرا
لمْ يُـعْـط َ للإنسان حـقٌ مُـطـلَـقـا ً
أنْ يـسـتـهـيـنَ بـكـائـن ٍ ويُـحـَقّــِرا
لـمْ يُمـنَـح الإنسان حِـسٌ كي يـعيشَ
مُـجـَـدّفـا ً ومُـنــافـقـا ً ومُـثـَـرثـِـرا
لمْ يُوهب الإنسان عقلا ً كي يعيـشَ
مُـســــَوِّفـا ً مُـتــَذلـِلا ً أو جـائـِـرا
بل أُبـدِعَ الإنسان كي يبني الحـيـاةَ
تـنـامـيـاً، وتـنـافـسا ً، ومُـعـَمِّــرا
قـولُ الحـقـيـقـةِ وحـدهـا مـا يـنـبـغي
أن يُـسـتـَطـابَ ويُسـتـسـاغَ ويُـذكَـرا
وحـقيـقة ُ الأمـر ِ الأهـمّ ِ هـيَ الـتي
أن يـسـتـَمـِرَّ القـولُ قـولا ً مُـثــْمـِـرا
لـتــثــورَ أمـتُـنـا عـلى أعـدائـهـا
المـُتـَغـطـرسين تَكَــبُّـرا وتَجَبـُّرا
لا حــقَّ في هــذا الـوجــود ِ لأي
شخص ٍأن يُـحَـدثَ أو يُـرَوِجَ مُـنكَـرا
لا عـدلَ في هـذي الحـيـاة ِإذا انـتـهى
الإنسان في بـحـرِ المـفـاسـد ِ مُـبـحـِرا
طَيْبُ الكلام ِ بـأن نـثـورَ على الطـُغـاة ِ
ونـسـتـَفـيـق مـن التـخـامـل ِ والكَـرى
ونـسـيـر في الخـط ِ القـويـم ِ تـألُّـقـا ً
وتـنـافـســا ً وتـسامـيـا ً وتـعَبـقُـرا
ونرى بـأطـفـال ِ الحـجـارة ِ حـافـزا ً
للنـصـرِ مـَهـَّـدَ للمـعـالي المـعـبَـرا
ونـرى بـأبـطـال ِ العـراق ِ طـلائـعـا ً
إلا الحـيـاة َ وعـزّهـا لن تـنـظـرا
ونـرى بلـبـنـانِ المـقـاوم ِ حـصـنَـنـا
بـجـمـاجـم ِ الأبـطـال ِ صـارَ مُـسَوَّرا
فعلى المُفـاخِـرِ بـالفـصـاحـة ِ فليَقُلْ:
إلا بـمـوهـبـة ِ البـصـيـرة ِ لا نـرى
وبـغـيـرِ تـكـريـس البـطـولـةِ والفـِدى
لـنْ نـبلغَ الهَدفَ العـظـيـمَ ونـبـصـرا
إنَّ الكـلامَ متى نَـطـقـنا مـيـزة ٌ
إلا َّ بـهـا الإنسان لـنْ يـتـنـوَّرا
أسـمى الكـلام ِ هـوَ التـفـوُّهُ دائـمـا ً
بـالعـدل ِ حـتى بـالفـضـيـلة يـكـبـرا
لا شأن يـبـقى في الوجـود لمـنْ طَغى
أو خافَ واسـتـجـدى الطـغـاةَ وسـايـَرا
أبـدا ً نـقـولُ بـأنَّ فـيـنـا قــوة ٌ
إنْ مُورسـت ســيرُ الحـيـاة تَـغَـيَرا
فـالله أعـطـانـا المـواهبَ نـعـمـة ً
لـنـكـونَ فـعـلا ً خـافـقا ً ومُـثَـوَّرا
هـذا هـو القـولُ المـفـيـد ونـورُه
أبـــدا ً يَـشـعُ مُـنـوِّرا ً ومُـطَـوِّرا
فـالعـبـدُ مـنْ بَث َّ الضـلالَ مُـثـَرثـِرا
والحـرُ مَـنْ قــالَ الحـقـيقة ِأكـبـرا
تهـوى الفـضيـلةُ أن يكون شعارُنا
خـيـرُ الكـلام ِ بـأن نـقـولَ الأخـيَـرا
شاعر قومي مدير إعلام عصبة الأدب العربي المهجري في البرازيل.