ماذا ينقصنا؟

في دوامة إدارة المجتمعات من أين يبدأ البناء؟ تحيط بِنَا بل ونعيش ضمن منظومة مبنية بكل جوانبها على ثقافة الوسط ماشي الحال وقبول مستوى المقبول.. وتعزيز ثقافة أفضل الموجود رغم تدني المستوى الموجود.. ولا ندرك بأن كل شخص فينا معنيّ، بل وتقع على عاتقه مسؤولية عدم القبول بالمستوى المقبول وجعل مستوى ماشي الحال معياراً للقبول.. فماذا لو كان الحديث عن قِبلة تحلم كل دول العالم الإقبال والانفتاح عليها سوريتنا العظيمة «سورية»؟؟!! ويراودني؟! كيف نرتقي بمجتمعنا السوري لدرجات تفوق مستويات الجودة ونقضي على الثقافات التي لا توسمه بطابع العظمة؟؟ في دوامة إعادة الإعمار.. من أين نبدأ؟ أنبدأ من الاعتراف بأن معظمنا قد لعب دوراً ما من نوعٍ ما في مكانٍ ما وزمانٍ ما لتعزيز ثقافة الوسط والمقبول؟ أم من البحث عن السبب وراء ذاك الدور الذي كرّس تلك الثقافات؟ أيهما الأهم أن نبدأ بداية جديدة؟ أم التنقيب عمن يتحمل المسؤولية.. مسؤولية تلك المعضلة السلوكية؟ ماذا نفعل دون أن نتخذ أي خطوة عملية؟! في دوامة إعادة الإعمار.. قد تبدو الأولويات في تنظيم العمران وإعادة المهجرين وتأمين الخدمات.. حقاً وواجباً.. ولكن ماذا عن إعادة بناء سمات وأخلاقيات وسلوكيات من يقدّم وسيقدّم الخدمات؟؟ أليس هؤلاء وغيرهم ممن تتسم طبيعة عملهم بتعامل وتماس مباشر مع كل مواطن سوري وعربي وغربي يمثلون واجهة وطن، وهم أول من يعكس عن سورية الصورة وكل الانطباعات؟؟!! ألا يحتاج على سبيل المثال كل سائق ميكرو وتكسي وعامل تنظيفات وكل موظف في كل ديوان عام ومراكز الخدمات وغيرهم وغيرهم وعلى كل امتداد المساحة الجغرافية السورية للتدريب على حزمة كبيرة وكبيرة جداً من المهارات؟؟!! لماذا يعتبر بعض من هؤلاء العاملين من موظفي الصف الأول في بعض الدول المتقدمة التي تدرك ماذا تعني «إدارة المجتمعات» فيستحوذ وضعهم كل الاهتمام والرعاية ويعتبر تدريبهم من الأولويات، بينما تعتبر هذه الفئات في مجتمعنا من المنسيات؟؟ لماذا لا يتم لَمْ شمل جميع الرؤى على المستوى الرسمي وغير الرسمي.. تلك الرؤى المشتتة حول تثقيف وتوعية وتدريب بل وتنشئة المجتمعات؟؟!! أينقصنا فنانون لشحذ الطاقات يتجاوزون كل معايير التعليم ليتغلبوا بطرق وأساليب تواصلهم حتى مع الأشخاص المنغلقين؟؟؟!! أم تنقصنا القدرة على خلق رغبات تعطي أمل الشباب الحق بأن يرى الفرصة ضمن مجتمعه في الحياة؟؟!! كم نموذج من تحدي الفكر والذات قادر على إنشائه وكم نموذج من مُتحدي الفكر والذات قادر على الارتقاء بالمجتمع السوري من الجودة إلى العظمة.. نحتاج؟؟!!

ريم شيخ حمدان

سورية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى