صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
نتنياهو يؤكد التزام «إسرائيل» السلام مع الأردن
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو أجرى اتصالاً هاتفياً بالعاهل الأردني الملك عبد الله مساء أوّل من أمس الخميس، وذلك في أعقاب التطوّرات الأخيرة في القدس والمسجد الأقصى، واستدعاء السفير الأردني من «تل أبيب».
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو أكد للعاهل الأردني أن لا تغيير في الوضع الراهن في المسجد الأقصى ولا في الوضع الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية، مؤكداً التزام «إسرائيل» معاهدة السلام مع الأردن.
وأوضحت الصحيفة أنّ نتنياهو وعبد الله دعيا في الوقت ذاته إلى إنهاء كلّ أشكال العنف في المسجد الأقصى، وأكد عبد الله أنه يُدين كلّ الخطوات التي من شأنها المسّ بالمسجد الأقصى والتي تعرّضه للخطر.
… ويُصدر قراراً بإغلاق الطرق المؤدّية إلى المسجد الأقصى
ذكر موقع «واللا» العبري أنّ النائب العربي في «الكنيست» أحمد الطيبي ألقى كلمةً أمام أعضاء البرلمان الأوروبي، وتطرّق في كلمته إلى الوضع المتوتر في المسجد الأقصى، متهماً «إسرائيل» عموماً واليمين المتطرّف خصوصاً، بالمسؤولية عن التصعيد الأخير في القدس.
وأضاف الموقع أنّ الطيبي قال إن الوضع في القدس سينفجر في أي لحظة، بسبب إغلاق المسجد الأقصى أمام المسلمين وإدخال المتطرّفين اليهود، استعداداً لوضع مستقبليّ يتم فيه بناء الهيكل المزعوم.
وتابع الطيبي أن نتنياهو أصدر قراراً من أجل إغلاق الطرق المؤدّية إلى المسجد الأقصى والسماح لليهود بالصلاة فيه، مضيفاً أنّ هناك أعضاء في «الكنيست» يتفوّهون بكلمات غير لائقة ويجب إسكاتهم مثل ميري ريغف ووزير الإسكان أوري آرييل.
… ويسعى إلى إبعاد مقدسيين إلى غزّة
كُشف النقاب أمس عن أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بتأييد من رئيس «الشاباك» يورام كوهين، يسعى إلى إبعاد مقدسيين إلى قطاع غزّة، وأن حكومته تبحث في هذه الأثناء في شرعنة خطوة كهذه بادّعاء أن من شأنها أن تؤدّي إلى ردع الفلسطينيين في القدس الشرقية، والقضاء على الهبّة في المدينة المحتلة.
ووفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، فإنه خلال مداولات طارئة عقدها نتنياهو مساء الأربعاء الماضي، ساد شعور لدى المشاركين فيها بأن يجب الإقدام على تنفيذ عملية أمنية جديدة وفعّالة. «شيء ما يغيّر قواعد اللعبة دفعة واحدة، وإلا فإننا سندخل إلى انتفاضة». واعتبر المجتمعون أن ما لا ينجح بالقوة، سينجح باستخدام قوة أكبر.
وأضافت الصحيفة أن رئيس «الشاباك» يقود الخطّ المتشدّد، وأنه مقتنع بتعصب، بقوّة ردع العقوبات البيئية الجماعية : فرض عقوبات بالسجن وغرامات على الأهالي الذين يضبط أولادهم بإلقاء الحجارة، هدم بيوت، إبعاد إلى غزة، جباية ضرائب بالقوة.
وأفادت الصحيفة أن قيادة الشرطة «الإسرائيلية» تؤيّد موقف كوهين، كما أن رئيس بلدية الاحتلال في القدس، نير بركات، يؤيّده.
وبحسب الصحيفة فإن المستشار القضائي للحكومة، يهودا فاينشتاين، يعارض العقوبات الجماعية، لأنه ليس مقتنعاً بأن فرض عقوبات كهذه على أقارب وجيران ستُحدث ردعاً، بل ربما يكون مفعولها عكسياً: تصاعد كراهيتهم والبحث عن الثأر.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن فاينشتاين أيّد خلال العدوان الأخير على غزّة إبعاد قياديين من حركة حماس في الضفة الغربية إلى القطاع.
وعُقد في وزارة القضاء «الإسرائيلية» مؤخراً، وكانت مداولات بمشاركة كبار خبراء في القانون الدولي من الوزارة والجيش، وتوصلوا إلى الاستنتاج بأن الإبعاد غير ممكن، لأن خطوة كهذه ستضع «إسرائيل» في قفص الاتهام في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
على إثر ذلك، استدعى فاينشتاين البروفسور يورام دينشتاين، وهو خبير في القانون الدولي ويحمل آراء يمينية. وبعد أن استعرض فاينشتاين الموضوع أمامه، ردّ دينشتاين: «عليك ألا تفكر حتى في خطوة الإبعاد».
وطلب نتنياهو من فاينشتاين ردّاً حول ما إذا كان يصادق على إبعاد مقدسيين إلى غزّة. وأجاب الأخير: لا تضغط عليّ. وإذا ألزمتني بردٍّ، فإن الجواب سيكون سلبياً.
وقالت الصحيفة إنه خلال المداولات التي أجراها نتنياهو منذ أيام، طرح الموضوع مجدّداً، وقال فاينشتاين إن الموضوع معقد وشائك.
مسؤولون مصريّون يحذّرون «إسرائيل» من التوتر حول الأقصى
ذكر موقع «واللا» العبري أنّ القاهرة تعمل في الوقت الراهن على إنهاء الأزمة في مدينة القدس، فبعد ساعات من الاتصال الهاتفي الذي جرى بين رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو والعاهل الأردني الملك عبد الله من أجل تهدئة الأوضاع في القدس، أرسلت مصر رسائل إلى «إسرائيل» في هذا الصدد. وأضاف الموقع أنه طبقاً لمصادره في مكتب نتنياهو، فإن شخصيات كبيرة مصرية في الحكومة وفي الجهات الأمنية حذّروا مسؤولين في «تل أبيب» خلال اليومين الماضيين من أن التوتر حول المسجد الأقصى والقدس سيؤدّي إلى خطر فعليّ لتدهور المنطقة. وأوضح الموقع أنّ المسؤولين المصريين حذّروا «الإسرائيليين» من مغبّة التصريحات التي يطلقها السياسيون «الإسرائيليون» خلال الأيام القليلة الماضية حول الأفصى، مثل الوزير أوري آرييل وزير الإسكان، والنائب في «الكنيست» ماري ريغف، وموشي فيغلين، النائب في «الكنيست» عن حزب «الليكود».
وقال المسؤوليون المصريون إن هذه التصريحات ستؤدّي إلى زيادة التوترات حول المسألة الحساسة للغاية، وستؤدّي إلى لفت انتباه الإعلام العربي. وأشار الموقع إلى أن المسؤولين المصريين قالوا إن الأردن الذي سحب سفيره من «تل أبيب» للتشاور لن يكون الدولة العربية الوحيدة المهتمة بالأحداث الأخيرة حول المسجد الأقصى، إنما هي محور اهتمام العالم العربي.
وتابع الموقع «الإسرائيلي» أن المسؤولين المصريين طلبوا من «إسرائيل» الاعتذار وبشكل مفصل عن تصريحات المسؤولين «الإسرائيليين»، مضيفاً أنّه بغضّ النظر عن الرسائل المصرية، فقد أجرى نتنياهو والرئيس «الإسرائيلي» ريبلين اتصالات مع سياسيين في كتلة «الليكود»، من أجل تهدئة الأوضاع. كما هاجم وزير الخارجية أفيغادور ليبرمان بحدّة السياسيين عديمي المسؤولية الذين يثيرون الأجواء حول الأقصى، وعلى رأسهم عضو «الكنيست» موشي فيغلين.