يازجي من جبل الشيخ: سورية هي الوحدة الواحدة الموحّدة من شمالها الى جنوبها
وجّه بطريرك انطاكية وسائر المشرق لطائفة الروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي من منطقة جبل الشيخ رسالة للعالم، قال: «نحن عائلة واحدة تعيش بروح المحبة والتلاقي وكل ما حصل في ديارنا مرفوض وغريب عن قيمنا وثقافتنا».
واستهلّ يازجي جولته في بلدات منطقة جبل الشيخ بزيارة بلدة عين الشعرة، حيث كان في استقباله أبناء رعية القديس جاورجيوس. وأدّى مع الوفد الكنسي المرافق صلاة الشكر على نية أهالي البلدة، حضور رئيس بلدية عين الشعرة فؤاد بشارة، مختار البلدة سالم عبو والشيخ بهاء الدين أبو حماد ومؤمنين.
بعد الصلاة، قال البطريرك يازجي: «هذا البلد هو بلد العلم والثقافة والعيش المشترك، والذي يتعلّم يؤمن بلغة الحق. وأكد أن الإرهاب هو غريب عن لغتنا ونقول لهؤلاء نحن باقون»، مضيفاً «نعم، لقد دفعنا فاتورة غالية، ولكننا ما زلنا متمسّكين بإيماننا وإرثنا وحضارتنا».
بعد ذلك، قدّم البطريرك يوحنا أيقونة «والدة الإله» لكاهن الرعية الأب متى حداد تذكاراً لزيارته الرعائية. ثم توجّه البطريرك يوحنا العاشر إلى بلدة دربل، حيث أقام له الأهالي استقبالاً شعبياً في ساحة البلدة. والتقى الشيخ أيمن الخالد في جامع دربل الكبير، وكانت كلمات متبادلة شدّدت على «المحبة والتلاقي والأخوة بين أبناء الوطن الواحد».
بعدها، تفقد البطريرك يازجي رعية القديس جاورجيوس في عرنة – جبل الشيخ، وأقام صلاة الشكر في الكنيسة، بحضور أئمة ومشايخ من طائفة الموحدين الدروز على رأسهم الشيخ أبو نبيه سليمان كبول، القاضي الشيخ أبو عبدالله سليمان مسعود، رئيس البلدية محمد كبول، مختار عرنة حسين محمود كبول وفاعليات حزبية، أمنية، روحية ومؤمنين.
وألقى يوحنا العاشر كلمة قال فيها: «إنه ليوم تاريخي سيكتنز فؤادي ووجداني، حيث تذكرنا في جبل الشيخ عبارات الوفاء، المروءة، الصمود. تذكرنا الثبات في هذا الجبل الشامخ».
وتابع: «لقد مررنا بصعوبات كثيرة أعاقت اجتماعنا مع بعضنا، ولكننا نلتقي اليوم لنوجّه رسالة إلى كل أنحاء العالم بأننا كلنا عائلة واحدة تعيش بروح المحبة والتلاقي، نحن خلائق الله وعلينا أن نتحلّى بنوره وبفضيلته، لأننا أصحاب حق وعدالة، وأن كل ما حصل في ديارنا هو أمر مرفوض وغريب عن قيمنا وثقافتنا».
أضاف: «نحن في جبل الشيخ جبل حرمون ، هذا الجبل المقدس الذي وطأه القديسون والرجال العظماء، نحن معكم وإلى جانبكم في جبل الشيخ والسويداء وجرمانا وفي كل المناطق، والدليل على ذلك أن بطريركيتنا قد وقفت إلى جانبكم أثناء حادثة السويداء وقدّمت ما بوسعها من مساعدة لتؤكد روح الأخوة والتلاقي والمحبة».
وختم: «بوركت عرنة وبورك هذا الشعب الطيب، واسمحوا لي أن أحيي المطران جاورجيوس أبو زخم وهو إبن هذه البلدة العريقة التي أنبتت الغرس الصالح أمثال المطران جاورجيوس، كما أحيي كل الشهداء وكل مَن هو في ضيق أو شدة نتيجة الظرف الذي تمر به بلادنا اليوم». كذلك زار البطريرك يوحنا العاشر بلدة حينة – جبل الشيخ، وترأس قداساً إلهياً في كنيسة مار الياس، كما دشّن بئر النعمة. وقال: «نحن مدعوون إلى أن نتحلّى بالخليقة الجديدة وهي المحبة، وسورية هي الوحدة الواحدة الموحّدة من شمالها الى جنوبها».