الصحف البريطانية: نصائح بعدم التسرّع في فرض عقوبات على السعودية
ذكرت الصحف البريطانية الصادرة أمس أنّ عملية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في مقر القنصلية السعودية في اسطنبول كانت بمثابة رسالة مرعبة وجهتها الأنظمة القمعية العربية لمعارضيها في الخارج مفادها أنّ هذه الأنظمة مستعدة للقيام بأيّ شيء في سبيل قطع الطريق أمام أيّ محاولات لانتفاضة جديدة على غرار «الربيع العربي» الذي اندلع عام 2011.
وحذرت الصحف الغرب من مغبّة التسرّع في فرض عقوبات على المملكة العربية السعودية في أعقاب مقتل خاشقجي.
وقالت انّ المستشارة الالمانية انجيلا ميركل تعاني من أزمة أخرى في انتخابات محلية، وقالت إنها الخسارة الثانية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تقوده المستشارة خلال أسبوعين، حيث تظهر النتائج أنّ الناخبين في مقاطعة هيس الهامة قد اختاروا عدم التصويت للحزبين الكبيرين المتحالفين في قيادة البلاد.
نشرت «الفايننشيال تايمز» مقالاً أعدّته هبة صالح من القاهرة وسايمون كير من دبي واندرو انجلاند من لندن بعنوان «أنظمة الشرق الأوسط الاستبدادية: مقتل خاشقجي رسالة مرعبة للمعارضين».
تقول الصحيفة إنّ عملية قتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في مقرّ القنصلية السعودية في اسطنبول كانت بمثابة رسالة مرعبة وجهتها الأنظمة القمعية العربية لمعارضيها في الخارج مفادها أنّ هذه الأنظمة مستعدة للقيام بأيّ شيء في سبيل قطع الطريق أمام أيّ محاولات لانتفاضة جديدة على غرار «الربيع العربي» الذي اندلع عام 2011.
وتضيف الصحيفة أنّ الحكام العرب بدءاً من الإمارات والبحرين حتى مصر استهدفوا المعارضين بحزمة من الإجراءات القمعية بعد مرور سبع سنوات على الانتفاضة التي شكلت تحدياً شعبياً واسعاً لسلطات حكام هذه البلاد.
وتنقل الجريدة عن خالد البلشي الصحافي المسؤول عن أحد المواقع التي منعتها السلطات المصرية ضمن مئات المواقع والمدوّنات على شبكة الإنترنت قوله إنّ «مقتل خاشقجي بهذه الطريقة يعتبر رسالة مرعبة لأنه يوضح إلى أيّ مدى يمكن لهذه الأنظمة أن تذهب بينما كان الناس في الماضي يتخيّلون أنّ هناك حدوداً للقمع».
وتشير الجريدة إلى أنّ حلفاء السعودية في العالم العربي والذين يعوّلون على دعمها المالي مثل مصر والأردن سارعوا للاحتفاء بتشكيل لجنة تحقيق تركية سعودية للتحقيق في مقتل خاشقجي على اعتبار أنها مثال للشفافية، بينما قوبل هذا القرار في العالم الغربي بالتشكك في الرواية الهشة التي ساقتها الرياض لتبرير الجريمة، وقالت فيها إنه قتل أثناء عراك داخل مقر القنصلية.
وتضيف الجريدة أنّ الأسرة المالكة السنية في البحرين والتي تحكم أغلبية شيعية تعتقل في سجونها الآن نحو 3 آلاف معارض منذ اندلاع الاحتجاجات عام 2011.
وتعرّج الجريدة على الإمارات حيث شنّت الحكومة حملة من الإجراءات القمعية بحق المعارضين الذين طالبوا بإصلاحات ديمقراطية، وتعتقل المعارضين والنشطاء سواء كانوا إسلاميين أو حقوقيين، وصحب ذلك حزمة من القوانين الجديدة التي تجرّم انتقاد النظام حتى على منصات التواصل الاجتماعي.
وتختم الجريدة بأنّ البعض يرى أنّ اغتيال خاشقجي يمهّد لإصلاحات قادمة على المنطقة ومنهم سعد الفقيه المعارض السعودي المقيم في لندن منذ عام 1994، والذي أعرب عن اعتقاده بأنّ ما حدث يمكنه أن يفتح الباب أمام تغيير كبير في البلاد بحيث يصبح أمام المعارضين هامشا أكبر من الحرية.
«تمهّلوا في العقوبات…!»
نشرت الإندبندنت مقالاً لبن شو محرّرها للشؤون الاقتصادية حذر فيه الغرب من مغبّة التسرّع في فرض عقوبات على المملكة العربية السعودية في أعقاب مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي.
ويطرح شو سؤالين في بداية المقال قائلاً «ما مدى أهمية السعودية للاقتصاد العالمي، وهل تمسك الرياض بمصير الاقتصاد العالمي في يديها؟»
ويوضح شو أنّ إجابة السؤالين ليست مسألة نظرية تتعلق بالتطورات المنتظرة خلال الأيام المقبلة بسبب مقتل خاشقجي وموقف الحكومات الغربية إذا ظهرت أدلة قوية تؤكد أنّ مقتله لم يكن خطأ من «قتلة مارقين بل تمّت بناء على أمر من ولي العهد القوي محمد بن سلمان».
ويضيف شو أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب هدّد بعواقب وخيمة إذا تأكد ذلك، لكن الحكومة السعودية من جانبها أشارت إلى أنها لن تقبل فرض حظر اقتصادي عليها أو أيّ عقوبات أخرى من الغرب مضيفة أنها ستردّ على بإجراءات مماثلة وربما أقوى.
ويضيف شو أنه بالرغم من أنّ الطرفين لم يذكرا النفط في التصريحات المتبادلة إلا أنه أمر لا يحتاج إلى الذكر، فالحظر السعودي للنفط خلال عام 1973 عندما أوقفت دول الخليج إمدادات النفط للولايات المتحدة وبريطانيا واليابان خلال الحرب بين مصر وسورية من جانب و»إسرائيل» من جانب آخر كان أكبر هزة تعرّض لها الاقتصاد العالمي منذ الحرب العالمية الثانية.
ويوضح شو أنّ بريطانيا ودول أوروبا الغربية لا زالت تعتمد على صادرات الوقود الخارجية وهو ما يعني أنها ستتعرّض لصدمة شديدة في حال ارتفعت أسعار النفط بشكل دراماتيكي وسيؤثر ذلك على حياة المواطنين في هذه الدول.
ويخلص شو إلى أنه يجب على الغرب أن يتعامل مع المملكة كدولة مستقلة تنسّق في ما بينها وليس ككتلة واحدة آخذة في الاعتبار الدور الاستخباراتي الذي تلعبه الرياض في مكافحة الإرهاب ولكن دون أن يعيدوا خلق أزمة النفط في سبعينات القرن الماضي.
خسائر ميركل
نشرت «الغارديان» موضوعاً بعنوان «ميركل تعاني من أزمة أخرى في انتخابات محلية، قالت الصحيفة إنها الخسارة الثانية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تقوده المستشارة الالمانية انغيلا ميركل خلال أسبوعين حيث تظهر النتائج أنّ الناخبين في مقاطعة هيس الهامة قد اختاروا عدم التصويت للحزبين الكبيرين المتحالفين في قيادة البلاد.
واوضحت أنّ هذه النتائج يمكن أن تقوض الحكومة الإئتلافية في ألمانيا حيث حصل حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي على نحو 28 في المائة من الأصوات وهي أسوأ نتيجة للحزب في المقاطعة منذ انتخابات عام 1966.
واشارت إلى أنّ التحالف الديمقراطي المسيحي يعوّل على التحالف مع حزب الخضر لتأمين الفوز بحكم المقاطعة لصالح فولكر بوفيير حاكم المقاطعة الحالي وعضو حزب التحالف الديمقراطي المسيحي المقرّب من ميركل.
وأضافت أنّ بعض أعضاء الحزب يخشون من أنه في حال خسر بوفيير حكم مقاطعة هيس فإنّ ميركل ستواجه صعوبات كبرى عندما تحاول الفوز بفترة أخرى في منصب المستشارية.