روسيا والصين تقرران اتباع سياسة موحدة على رغم التغيرات الدولية

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إنه يتعين على روسيا والصين التزام خط محدد للتعاون، على رغم التغيرات في الساحة الدولية، مشدداً على ضرورة التعاون بين البلدين للحفاظ على السلام والاستقرار في إطار القوانين الدولية.

تصريحات الرئيس الروسي جاءت خلال محادثاته مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين على هامش المنتدى الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ «آبيك».

فيما أكد الرئيس الصيني ضرورة توسيع وتعميق الشراكة الروسية ـ الصينية في مختلف المجالات وعلى أساس المصالح المتبادلة، بغض النظر عن التغيرات الدولية.

وفي السياق، وقع البلدان مذكرة تفاهم حول توريد الغاز الروسي إلى الصين عبر «المسار الغربي»، إضافة إلى 17 وثيقة أخرى، حيث جرى التوقيع بين شركة الغاز الروسية «غازبروم» والمؤسسة الوطنية الصينية للنفط «CNPC» بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ.

وقال رئيس شركة «غازبروم» الروسية للطاقة ألكسي ميللر إنه وبموجب هذه المذكرة ستصبح الصين أكبر مستورد للغاز الروسي في العالم، حيث يهدف مشروع «المسار الغربي» إلى توريد الغاز الروسي من سيبيريا الغربية إلى الصين مباشرة، ومن المقرر أن يبدأ عمله في نهاية عام 2019.

كذلك جرى توقيع مذكرة تفاهم أخرى بين البلدين، تساهم الصين بموجبها مع روسيا بنسبة 10 في المئة في مشروع تطوير حقل النفط والغاز «فانكور» في شرق سيبيريا، والذي تقدر احتياطاته بنحو 550 مليون طن من النفط الخام، بما يزيد عن 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف إن الرئيسين الروسي والصيني ناقشا إمكان إجراء الحسابات التجارية بين البلدين باليوان مباشرة.

وكان الرئيس الروسي وصل إلى بكين أمس في زيارة عمل، ويشارك في أعمال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ آبيك ، إذ يعقد على الهامش عددا من اللقاءات الثنائية مع رؤساء تشيلي ميشيل باتشيليت، وأندونيسيا جوكو ويدودو، ورؤساء حكومات اليابان شينزو آبي، وأستراليا توني أبوت، وماليزيا نجيب رزاق محمد نجيب عبد الرزاق، إضافة إلى لقاء مع مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.

ولم تستبعد موسكو وواشنطن أن يعقد الرئيسان الروسي والأميركي على هامش القمة «اجتماعاً عابراً»، وقال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي إن لقاء ثنائياً رسمياً بين بوتين وأوباما غير مدرج على جدول أعمال الرئيسين، لكن من غير المستبعد أن يجريا محادثات بصيغة أو بأخرى على هامش قمتي بكين في 10-11 تشرين الثاني و»العشرين الكبار» في مدينة بريزبن الأسترالية في 15-16 من الشهر نفسه.

وتعقد اجتماعات القمة تحت شعار عنوان «تحديد ملامح المستقبل من خلال شراكة آسيا المحيط الهادئ» وتركز على ثلاثة موضوعات رئيسية وهي دفع التكامل الاقتصادي الإقليمي وتعزيز التنمية الابتكارية والإصلاح الاقتصادي والنمو بجانب تدعيم التنمية الشاملة في البنية التحتية والترابط. وتتفق هذه الموضوعات مع اتجاه التنمية الاقتصادية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم الأوسع وتفي بالمطلب المشترك لجميع اقتصادات هذه المنطقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى