المطران سلوانس النعمة: الأيام الآتية على سوريتنا ستكون أفضل وأجمل لتبقى سورية وطن المحبة والسلام

حمص ـ نسرين السلوم

خمس سنوات مرّت على آلام لا تزال حاضرة في ذاكرة القرية وأهلها، خمس سنوات تعاقبت على ذكرى تركت من الألم فائضاً من الشجن والأسى، هي الحياة التي لا بدّ أن تبقى مستمرّة في كنف شعب تجرّع مرارة الألم والحرمان. إنها صدد تلك البلدة التي وصفها ابن الاثير بأنها «قرية في طرف البرية عند حمص».

خمس سنوات مرت على الفاجعة الأليمة التي حلت بالبلدة كزائر غير مرحب به وطأت أقدامه أرض كنعان، وكان لا بدّ ان يعود أدراجه بأيّ ثمن، انها سوداوية الحرب التي حطت رحاها في بلدة صدد التي بدأت تتعافى بهمة وإرادة أهلها، وبهذه المناسبة نظمت أخوية الجامعيين بصدد فرقة «شباب ع طول» فعالية لتكريم أبطال الجيش السوري من أبناء البلدة المسرّحين من دورات 102/245/246/، برعاية مطران حماة وحمص وطرطوس وتوابعها للسريان الأرثوذكس سلوانس بطرس النعمة، وذلك في صالة كنيسة مار جرجس بمشاركة جميع الفاعليات الأهلية في البلدة.

وتحدث تامر خشوف من أخوية «شباب ع طول» عن الفعالية بالقول «إنها تقام بمناسبة مرور العام الخامس لذكرى دحر الإرهاب عن بلدة صدد، ولتوجيه تحية لأرواح شهداء القرية وشهداء سورية أجمعين، بالتعاون مع باقي الفئات الأخرى لتأتي الفعالية خدمية وكنسية في الوقت نفسه، ولنسترجع من خلالها هذه الذكرى الأليمة بمزيد من القوة، ولتكن منطلقاً لفعاليات أكثر توسعاً بحيث تشمل خدمات الفرقة أكبر شريحة من المتضرّرين جراء ذلك الهجوم الذي اكتسح القرية منذ سنوات.

بدورها عبلة الحي من منظمي الفعالية تقول: انتصارنا في هذه الحرب يعود لشجاعة أبطال الجيش السوري، وهو العنصر الأساسي في تحقيق هذا الانتصار، والقدرة على الوقوف في وجه الإرهاب والبدء من جديد في إعادة إعمار البلدة، كما هي الحال في كلّ ارجاء سورية، وهذا هو الهدف الأساسي من هذه الفعالية، فإنّ أيّ عمل لا قيمة له إلا إذا حقق إنجازات ملموسة، ونحن اليوم نكمل طريق الأبطال في تحقيق ما بدأوه من انتصارات، ومن خلال هذه الفعالية نحاول أن نفيهم جزءاً من حقهم وبما قدّموه من غال في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض.

… وللمسرّحين كلمة

ورأى فراس مقصود أحد المشاركين في الفعالية والمسرّح من صفوف الجيش السوري أنّ سورية متجدّدة بقوة أبنائها، معبّراً عن استعداده للمشاركة في الدفاع عن بلدته ووطنه انطلاقاً من عمله في الحياة المدنية كما كان يدافع عن أرضه في ساحات القتال أثناء خدمته في صفوف الجيش السوري.

كذلك قال علاء عساف من مسرّحي دورة 245: «خدمنا الوطن في ساحات القتال ونحن اليوم نقوم بدورنا في المقاومة بالعلم والقلم في محاولة للمساهمة ولو قليلاً بإعادة إعمار الإنسان السوري والأرض، ولا بدّ لنا من الوصول إلى مبتغانا هذا لأننا كأشخاص حكم علينا أن نعيش هذه الحرب وننتصر فيها لا محالة.

ويؤكد إيليا سلامة من دورة 102 على الجاهزية التامة لخدمة الوطن وفي أيّ وقت كان، ويقول: تحيا سورية التي بقيت حديقة متكاملة تجمع كلّ الألوان والأطياف وهي أجمل لوحة عرفتها البشرية، وواجبنا كأبناء وطن أن نحافظ على هذه اللوحة ونقف في وجه أعدائنا صفاً واحداً.

رئيس البلدية

وقال رئيس مجلس بلدية صدد ثائر قسطون في حديثه لـ «البناء»: في الذكرى الخامسة لتحرير البلدة نعيش الذكرى بمزيد من الألم والفرح في الوقت نفسه، وبهذه المناسبة نحاول أن نقدّم لأبطالنا – ولو قليلاً من حقهم علينا كأبناء دافعوا عن شرف أرض استباحها الإرهاب وعاث فيها فساداً، إلا أننا وبعزيمة أبطالنا استطعنا أن نعيد الأمن والاستقرار لبلدتنا صدد ونتمنّى أن يعمّ السلام في ربوع سورية قاطبة، ونحن ننطلق لمرحلة إعادة الإعمار في البلدة والتي تتطلب المزيد من العمل والجهد».

المطران النعمة

وتحدث المطران سلوانس بطرس النعمة لـ «البناء» قائلاً: «إنّ عنوان احتفالنا هو شهداؤنا الأبرار الذين ما بخلوا بأعزّ ما يملكون في سبيل تحرير الوطن وطرد الإرهابيين، والذين بعزيمتهم تحقق النصر بأسرع وقت ممكن في هذه البلدة وشتى أنحاء سورية، وكلنا أمل أن تتحرّر الأراضي السورية كاملة بهمّة سواعد أبطالنا وتحت لواء القائد بشار الأسد وبصمود شعبنا الذي صمّم على البقاء، متأمّلين بأنّ الأيام الآتية لسوريتنا ستكون أفضل وأجمل، وتبقى سورية بلد المحبة والسلام، ونسأل الله الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى وعودة قريبة للمخطوفين وليعمّ أمنه وسلامه في أنحاء العالم».

هي إرادة حياة باقية في القلوب متأصّلة في العقول ومتجذرة في الأرض… انها صدد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى