رئيس الوزراء الإيطالي في الجزائر مرحّباً بمشاركتها في مؤتمر باليرمو
أجرى رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى أمس، في العاصمة الجزائرية محادثات مع نظيره الإيطالي جوزيبي كونتي الذي عبّر عن سعادته بمشاركة الجزائر في مؤتمر باليرمو حول جارتها ليبيا التي تتقاسم معها حوالى الف كلم من الحدود.
وشكل ملف الأزمة الليبية إحدى أهم النقاط التي ناقشها الطرفان قبل اسبوع من المؤتمر الدولي حول ليبيا المرتقب في باليرمو في صقلية في 12 و13 تشرين الثاني، كما أعلن أويحيى وكونتي خلال مؤتمر صحافي مشترك.
وأكد أويحيى أنه «من اليقين أن الجزائر ستشارك في مؤتمر باليرمو وسيعمل الوفد الجزائري مع السلطات الإيطالية على إنجاحه لإيجاد حل سلمي يُرضي الدول المهتمة بليبيا وفي صالح الشعب الليبي».
ومن جهته عبر رئيس الوزراء الإيطالي الذي سبق أن زار تونس جارة ليبيا والجزائر، عن «سعادته لقبول الجزائر دعوة المشاركة»، وهي المشاركة بشكل كامل في المسار الجاري في ليبيا.
وأضاف كونتي الذي وصل ظهر أمس، الى الجزائر، «من المهم ان تشارك الجزائر في هذا المسار وتدعمه».
كما كان ملف الهجرة غير الشرعية للجزائريين نحو جزيرة سردينيا على بعد حوالى 300 كلم من السواحل الجزائرية، إحدى النقاط التي أثارها الطرفان خلال المحادثات. وسجلت وزارة الداخلية الايطالية وصول 1099 جزائرياً منذ مطلع السنة الحالية.
والتزم أويحيى بأن «تعيد الجزائر كل مهاجر غير شرعي في ايطاليا «يثبت انه جزائري»، مشيراً الى ان «عشرات الآلاف من المواطنين يعيشون في إيطاليا بشكل قانوني».
وأوضح أن «هذه النقطة لم تأخذ أكثر من عشر دقائق من المحادثات التي دامت أكثر من ثلاث ساعات».
وعبر كونتي من جانبه عن «أمله في التعاون في ملف الهجرة بين روما والجزائر».
وفي الجانب الاقتصادي ذكر رئيس الوزراء الإيطالي «أن الجزائر تمثل الشريك التجاري الأول في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط لإيطاليا».
وروما هي أهم وجهة للصادرات الجزائرية وخاصة الغاز، حيث ان 16 في المئة من الصادرات الجزائرية سنة 2017 كانت موجهة الى ايطاليا بقيمة فاقت 5.5 مليارات دولار ومتأتية خاصة من تصدير الغاز.
كما أن ايطاليا هي ثالث مموّن للجزائر بعد فرنسا والصين، فقد استوردت الجزائر أكثر من 3.7 مليارات دولار من السلع والخدمات الإيطالية أكثر من 8 في المئة من قيمة الواردات بحسب إحصائيات الجمارك الجزائرية.
وظلت هذه الأرقام مستقرة تقريباً خلال الأشهر الثمانية الاولى من سنة 2018.
ويقدم العملاق الإيطالي للنفط «إيني»، الذي يستثمر في الجزائر منذ 1981، نفسه على انه الشريك الأول لشركة النفط العمومية الجزائرية «سوناطراك» في مجالات النفط والغاز.
وتنتج شركة إيني بالجزائر حوالي 100 ألف برميل نفط يومياً، ما يجعل منها أحد أهم الفاعلين في القطاع. كما أنها شريك سوناطراك في أنبوب نقل الغاز «ترانسميد» الذي يربط الجزائر بإيطاليا عبر الاراضي التونسية.
وفي نهاية تشرين الاول وقع العملاق إيني اتفاقين مهمين مع سوناطراك، أحدهما مع المجموعة الفرنسية «توتال» حول تقييم كميات النفط في المياه الإقليمية الجزائرية التي لم يسبق استكشافها. أما الاتفاق الثاني فتعلق بشراء 49 بالمئة من أسهم سوناطراك في حقل بركين شرق الجزائر.