سعد لـ«أن بي أن»: بجهود الجيش تخطت طرابلس المرحلة الصعبة
اعتبر عضو اللجنة السياسية في تيار المرده المحامي شادي سعد ان «الأسباب التي دفعتنا الى التمديد في المرة الاولى لم تتغيّر، فالأوضاع السياسية والامنية والاقتصادية غير طبيعية، وهناك ازمة في البلد لا يمكن اختصارها بمسألة التمديد فقط، ولا احداً كان يتصور في لبنان انه ستجري انتخابات، لأن المانع هو الوضع الأمني المتوتر، وهناك فريق اساسي في البلد قال بشكل واضح: في حال اجراء انتخابات سوف ننسحب منها».
وقال سعد: «طالما انّ الامور في لبنان مرتبطة بأزمة المنطقة، لذا فنحن بين الفراغ او التمديد فضلنا التمديد، ومن اخذ موقفاً ضدّ التمديد هو موقف مبدئي، وما قاله العماد ميشال عون منذ سنة وسبعة اشهر كرّره اليوم، ونحن نتفهّم الموقف السياسي للتيار الوطني الحر».
وسأل: «اذا وصلنا اليوم الى فراغ من دون رئيس، ومن دون مجلس نواب، واذا اجريت الانتخابات وفاز من فاز، من يُجري استشارات لتشكيل الحكومة؟ لقد كانت الامور واضحة، فمعظم الكتل الاساسية كانت مع التمديد، خاصة في هذا الواقع الامني المتفجر، وما يطالب به العماد عون نحن معه خاصة قانون انتخاب عادل، وانتخاب رئيس جمهورية قوي، ونحن كفريق مسيحي اتفقنا أمام اعلى مرجعية كنسية على الاتيان برئيس للجمهورية قوي ومن الاقوياء بين المسيحيين».
وحول مسألة قانون جديد للانتخابات قال سعد: «نحن جاهزون لإقرار قانون جديد للانتخابات، انما المشكلة ان هناك فريقاً بين اللبنانيين غير مقتنع بأن المسيحي هو شريك في هذا الوطن، من هنا نحن نطالب بقانون لا يشعر به المسيحيون انهم «اهل ذمة»، ونوافق على قانون يأتي على الاقل بستين نائباً مسيحياً، من هنا نطالب المسيحيين بالوقوف معاً في اي مطالبة لقانون يحفظ حقوقهم».
وحول مسألة انتخابات رئاسة الجمهورية قال: «هناك فرصة حقيقية اليوم، للاتيان برئيس جمهورية قوي، رئيس يمثل المسيحيين بشكل فعلي».
وعن العلاقة مع البطريرك الراعي قال: «ننتظر عودة البطريرك من الخارج حتى نرى، لاننا نعلم ان البطريرك لديه مواقف مبدئية من بعض الامور نحن معه فيها، خاصة مسألة رئاسة الجمهورية، وبكركي لديها قناعة بأن وجود اي رئيس للجمهورية افضل من الفراغ، ونحن نقول اننا مع رئيس قوي للجمهورية، وان النائب سليمان فرنجية قدّم نموذجاً اخلاقياً عندما استمر بدعمه للعماد ميشال عون وان لا يترشح هو شخصياً، ونحن لم نلمس اي انزعاج من التيار الوطني الحر من موقفنا الاخير حول التمديد، وقد قال سليمان فرنجية في هذا الاطار نحن متفقون على 90 من الامور مع التيار، ولكن لجهة مسألة التمديد كل له وجهة نظره»، لافتاً الى ان «اسوأ الامور التي كانت ستحصل هي التمديد للرئيس ميشال سليمان».
وعن مبادرة الرئيس سعد الحريري الاخيرة قال: «إنّ الرئيس الحريري بمبادرته استطاع تغطية الجيش اللبناني من دون شروط، ورفع الغطاء عن كل المخلين بالامن، وما قاله النائب فرنجية هو انه ذكّره بموقف والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري اثناء احداث الضنية، من هنا لاقانا بعض النواب من تيار المستقبل الى منتصف الطريق، ولو تمّت معالجة هذه الظواهر التكفيرية منذ البداية لم نكن لنصل الى ما وصلنا اليه».
وشدّد سعد على انّ «ما حصل في طرابلس هو جرح كبير وطال لبنان كله، خاصة الأقضية المسيحية في الشمال، لانها نقطة ارتكاز، ونتيجة ما قام به الجيش استطاعت عاصمة الشمال تخطي هذه المرحلة الصعبة، ونأمل ان تكون دماء شهداء الجيش حلاًً لكل مشاكل لبنان».
وعن الزيارة اللافتة للرئيس نجيب ميقاتي الى بنشعي قال: «لم تكن العلاقة الشخصية متوترة على الاطلاق مع الرئيس ميقاتي، ومواقفه الاخيرة من احداث المدينة جاءت لتعبّر عن قيم طرابلس ومبادئها وهذا امر جيد».
ولفت سعد الى ان «ما حصل في عرسال هو خديعة كبرى والجيش اللبناني كان ضحية، وهناك مسؤولية على السلطة السياسية، ففي ظل التركيبة الطائفية الموجودة في لبنان يأخذ القرار وقتاً طويلاً».
وعن الهبة الايرانية قال سعد: «الاولوية هي ان يتسلح الجيش، وان أية هبة للجيش غير مشروطة نحن نوافق عليها، من هنا يجب خلق استراتيجية تموينية للجيش».
وحول مسألة النازحين السوريين راى «اننا دائماً نعالج الامور بشكل عشوائي، ومن دون اي خطة، هناك اكثر من مليوني نازح في لبنان اكتسبوا صفة لاجىء، وإنّ حل هذه المشكلة يبدأ بدراسة شاملة عن كل نازح، ونحن ضد إقامة مخيمات داخل الاراضي اللبنانية، لان المخيمات قد تحوي اشخاصاً خارجين عن القانون والدولة ستواجه صعوبات في الدخول اليها».