المقداد لـ الخير الله: فتح المعابر الحدودية بين سورية والعراق تزيد من مناعتهما.. ودمشق تطالب بتحقيق دولي في مجزرة تحالف واشنطن في «هجين»
طالب الدكتور فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية والمغتربين، بضرورة تطوير العلاقات بين سورية والعراق والعمل المستمر على تعزيزها في كل المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية معبراً عن تقدير سورية لوقوف العراق إلى جانبها في حربها على الإرهاب.
وكان المقداد التقى صباح أمس، السفير عدي الخير الله رئيس إدارة الدول المجاورة في وزارة الخارجية العراقية والوفد المرافق له.
وأشار الخير الله إلى أن زيارته إلى سورية تأتي انطلاقاً من حرص العراق على التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة وفي مقدمتها سورية منوهاً بأهمية تحقيق التكامل بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، ومؤكداً أهمية سورية بالنسبة للعراق خاصة أنها تشكل مجالاً حيوياً لتلبية متطلبات التنمية والتقدم الاقتصادي للعراقيين.
وأشاد المقداد بالتنسيق المستمر بين الجيش العربي السوري والجيش العراقي والحشد الشعبي في مقاومة إرهاب «داعش» وتحقيق الإنجازات للقضاء عليه وعلى المجموعات المتطرفة في البلدين. وأضاف: إن إعادة فتح المعابر الحدودية بين البلدين تزيد من مناعتهما وتعزّز علاقاتهما الاقتصادية وتوفر فرصاً للتبادل الاقتصادي والتجاري بما يلبي حاجات ومصالح الشعبين الشقيقين.
وكان الوفد أجرى في وقت سابق جولة مباحثات مع الجانب السوري برئاسة السفير أحمد عرنوس مستشار وزير الخارجية والمغتربين تم خلالها بحث العلاقات الثنائية والتنسيق والتعاون بين البلدين.
حضر اللقاء السفير عرنوس والسفير غسان عباس مدير الإدارة القانونية ومرتضى الجمال مدير إدارة الوطن العربي وأسامة علي مدير مكتب نائب وزير الخارجية والمغتربين.
إلى ذلك، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين السورية مجلس الأمن الدولي بإنشاء آلية دولية مستقلة للتحقيق فيها.
ووجّهت الوزارة رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بشأن الجريمة التي ارتكبتها طائرات التحالف مساء أول أمس شرق دير الزور، مشيرةً إلى أن هذه الجريمة تعري مجدداً مزاعم الولايات المتحدة الزائفة عن مكافحة الإرهاب وتؤكد أن هدفها هو قتل أكبر عدد ممكن من السوريين وإلحاق مزيد من الدمار بالبنية التحتية.
وكان 26 مدنياً استشهدوا وأصيب العشرات بينهم أطفال ونساء بعد ارتكاب طائرات التحالف الأميركيّ مجزرةً جديدةً في هجين شرقي دير الزور.
وكالة «سانا» ذكرت أنّ التحالف الأميركي تعمّد استهداف منازل المدنيين شرق البلاد ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا، مشيرةً إلى أن عدد الشهداء مرشّح للارتفاع بسبب الغارات المتواصلة وصعوبة انتشال الجرحى من تحت الأنقاض.
المجزرة الجديدة للتحالف جاءت بعد أربعة أيام فقط على قصفه منطقة السوق الجديد في بلدة هجين بقنابل مصنعة من الفوسفور الأبيض المحرم دولياً، ما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين واشتعال العديد من المحلات التجارية والمنازل.
وأشارت مصادر لـ»سانا» إلى أن التحالف يتعمّد قصف منازل المدنيين في البلدة تحت ذريعة استهداف إرهابيي «داعش»، مشيرة إلى أن عدوان التحالف المستمر تسبب بتشريد وتهجير مئات المدنيين الذين أصبحوا بلا مأوى نتيجة تدمير منازلهم.
وسبق أن نفى متحدِّث باسم البنتاغون استخدام طائرات أميركية قنابل فوسفورية في سورية، بعد اتهام موسكو قوات التحالف الأميركي الذي تقوده واشنطن بأنها شنّت غارات جوية على بلدة هجين بقنابل فوسفورية حارقة محظورة.
وتقود الولايات المتحدة التحالف الدولي ضد «داعش» منذ صيف عام 2014 دون أي دعوة أو موافقة من قبل السلطات السورية، التي تتهم الجيش الأميركي وحلفائه بانتهاك سيادة الدولة وارتكاب مجازر متكررة بحق المدنيين الأبرياء.
في حين ترفض الولايات المتحدة المغادرة بذريعة وجوب مواصلة العمليات ضد «داعش» وإعداد قوات محلية قادرة عن التصدي للإرهابيين.
وكان مسؤول أميركي قال في 3 نيسان/ أبريل الماضي إن الرئيس دونالد ترامب وافق على بقاء قواته في سورية «لمدة أطول» لم يحددها، ولكنه يريد سحبها في وقت قريب نسبياً، كما أنه أخبر السعودية أنها قد تضطر لدفع الأموال لبقاء قواته في سورية.
موسكو كانت قد دانت مراراً عمليات التحالف الأميركي في سورية والتي تسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، مؤكدة أن وجود القوات الأميركية على الأراضي السورية غير شرعي.
على الصعيد الإنساني، اختتمت الأمم المتحدة بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري أعمال إيصال مساعدات إنسانية لمخيم الركبان للنازحين السوريين في فترة من الثالث وحتى الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.
وقالت الأمم المتحدة، في بيان أمس، إنه «خلال الفترة من 3 إلى 8 تشرين الثاني/نوفمبر، أرسلت الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري بعثة مساعدة لإنقاذ حياة 50 ألف شخص في مخيم الركبان، بمنطقة التنف الحدودية بين سورية والأردن. على مدار 6 أيام قدّمت البعثة الطعام والإمدادات الطبية والمواد المنزلية، بالإضافة إلى تطعيم أكثر من 5 آلاف طفل، وتقييم الاحتياجات الإنسانية».
ونقل البيان عن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سورية، علي الزعتري، إنه «بالرغم من إيصال المساعدات بنجاح إلا أن وضع الناس هناك لا يزال صعباً وغير مستدام. الكثير منهم موجود في مخيم الركبان منذ 3 سنوات ويبحثون عن مخرج».
ودعت الأمم المتحدة في البيان إلى «دعم التوصل إلى حلول أكثر استدامة بما فيها ضمان حرية الحركة لساكني الركبان إلى مناطق أكثر أمناً، وأن أي تحرك يجب أن يكون طوعياً».
وأضاف الزعتري أن «الأمم المتحدة طالبت بإرسال قافلة أخرى قبل نهاية العام تركز على تلبية احتياجات موسم الشتاء حتى يتم التوصل إلى حل طويل الأمد»، مؤكداً «ضرورة استمرار تقديم الدعم الإنساني اللازم».
وأعلن الزعتري في 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي أن التحضيرات جارية لقافلة مشتركة بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري لإيصال مساعدات إنسانية إلى الركبان، بعد موافقة الحكومة السورية.
ويقع مخيم «الركبان» على الشريط الحدودي بين الأردن وسورية في أكثر المناطق الصحراوية قسوةً بالنسبة للنازحين السوريين.
هذا وقد كانت المرة الأخيرة التي تم فيها إيصال مساعدات الأمم المتحدة إلى مخيم الركبان في كانون الثاني/يناير 2018 عبر الأردن.
ميدانياً، واصلت التنظيمات الإرهابية انتهاكاتها لاتفاق منطقة تخفيف التوتر في إدلب عبر محاولات إرهابييها الاعتداء والتسلل باتجاه نقاط الجيش السوري المتمركزة في ريف حماة الشمالي.
وأفاد مصدر في حماة بأن وحدات من الجيش رصدت تحركات لمجموعات إرهابية يتبع أغلبها لتنظيم جبهة النصرة و»الحزب التركستاني» حاولت التسلل من محاور محيط مدينة مورك وتل الصخر اللطامنة ومعركبة إلى النقاط العسكرية المتمركزة على هذا الاتجاه.
واشار المصدر إلى أن وحدات الجيش تعاملت مع محاولات التسلل بالوسائط النارية المناسبة وأفشلتها بعد أن أوقعت العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين وأجبرت الباقين على الفرار ودمرت أسلحة وعتاداً كانت بحوزتهم.
وتصدّت وحدات من الجيش أول أمس، لاعتداءات ومحاولات تسلل مجموعات إرهابية باتجاه نقاط عسكرية في محيط قرية تل ملح وعلى محور حاجزي زلين والزلاقيات بريف حماة الشمالي.