غزة: العدوان الصهيوني الفاشل أظهر جهوزية المقاومة

أجمع المحللون المختصون بالشأن الصهيوني على فشل عملية الاحتلال بالدخول لقطاع غزة ليلة أول أمس ومحاولتهم القيام بمهمة عسكرية شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وأكد المحللون أن هذه العملية سيكون لها مردود سياسي كبير، بعد ظهور جهوزية المقاومة الفلسطينية في التصدّي لأي اعتداء للاحتلال الصهيوني. وقالوا «إنه من الواضح أن الاحتلال أخفق إخفاقًا كبيرًا بعمليته من خلال مقتل أحد ضباطه وجرح آخر وعدم اكتمال مهمته». وأضافوا «أمامنا ساعات لكشف معلومات من المقاومة أو الاحتلال، والتي ستظهر الإخفاق الكبير للاحتلال».

إلى ذلك، أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة عن بدء قصف مواقع ومستوطنات العدو الصهيوني بعشرات الصواريخ، رداً على جريمة أول أمس.

وحذّرت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة العدو بأنه في حال تمادى في عدوانه رداً على قصف المقاومة لغلاف غزة الذي جاء ردا على جريمته العدوانية الغادرة فإن المقاومة ستزيد من مدى وعمق وكثافة قصفها مواقعه ومستوطناته.

جاء ذلك بعد استهداف مدفعية الاحتلال مرصدًا للمقاومة في بيت لاهيا شمال قطاع غزة دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وكانت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة حمّلت أمس الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن «العدوان الغادر وما يترتب عليه»، في تعقيبها على إفشال المقاومة عملية كبيرة حاول جيش الاحتلال تنفيذها شرق خانيونس مساء أول أمس، وأسفرت عن استشهاد سبعة مقاومين أحدهم قائد ميداني في كتائب القسام، بالإضافة إلى مقتل ضابط كبير في جيش الاحتلال وإصابة آخر بجراح.

وكانت قوات الاحتلال قد خرقت الهدنة في غزة، بحيث أعلنت كتائب القسّام الجناح العسكري لحركة حماس، أنّ قوة صهيونية خاصة تسللت إلى شرق خان يونس واغتالت القائد القسامي نور بركة.

وفي بيان لها صباح أمس، قالت القسّام إنّه «في عدوانٍ صهيونيٍ خطير وسافر يثبت عنجهية هذا العدو ونقضه للعهود وإجرامه المعهود، خطط العدو وبدأ بتنفيذ عملية من العيار الثقيل كانت تهدف إلى توجيه ضربةٍ قاسيةٍ للمقاومة».

وأكدت القسّام أنّه «تسللت مساء الأحد قوةٌ صهيونيةٌ خاصة مستخدمةً مركبةً مدنية في خانيونس، اكتشفتها قوةٌ أمنية تابعة لكتائب القسام وقامت بتثبيت المركبة والتحقق منها، كما حضر إلى المكان القائد نور بركة للوقوف على الحدث، وإثر انكشاف القوة بدأ مجاهدونا بالتعامل معها ودار اشتباك مسلح أدى إلى استشهاد بركة والمجاهد محمد ماجد القرا».

وأشار البيان إلى أنّه «حاولت المركبة الفرار بعد أن تمّ إفشال عمليتها، وتدخل الطيران الصهيوني بكافة أنواعه في محاولة لتشكيل غطاءٍ ناريٍ للقوة الهاربة، حيث نفّذ عشرات الغارات، إلا أن قواتنا استمرت بمطاردة القوة والتعامل معها حتى السياج الفاصل، وأوقعت في صفوفها خسائر فادحةً».

وأضاف البيان: «إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام نعلن إفشال مخططٍ صهيونيٍ عدوانيٍ كبير استهدف خلط الأوراق ومباغتة المقاومة وتسجيل إنجازٍ نوعي»، مؤكداً أنّ «المقاومة لقنت الليلة العدو درساً قاسياً وجعلت منظومته الاستخبارية أضحوكةً للعالم».

وختم بيان كتائب القسّام: «ستبقى مقاومتنا ضاغطة على الزناد، فالمعركة بيننا وبين المحتل سجال ولن ينعم العدو بالأمن على أرضنا».

وفي السياق، أعلنت مصادر عبرية مساء أمس عن إصابة أربعة مستوطنين أحدهم جراحه خطيرة جراء استهداف حافلة بصاروخ موجه وإطلاق عشرات الصواريخ باتجاه مستوطنات غلاف قطاع غزة.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن أكثر من 50 صاروخا أطلقت باتجاه الغلاف، بينما تعرضت حافلة قرب كيبوتس «كفار عازا» لإصابة مباشرة عبر صاروخ موجه فأصيب السائق بجراح خطيرة.

ودعا الجيش مستوطني الغلاف للمكوث قرب الملاجئ والغرف الآمنة، بينما أصيب 3 مستوطنين بجراح جراء تعرضهم لشظايا صاروخ بالغلاف.

ولاحقاً أصيب منزل في «نتيفوت» إصابة مباشرة وسقطت صواريخ داخل «سديروت» .

وأفاد مصدر بأن المقاومة تمطر مستوطنات الغلاف بعشرات الصواريخ، مشيرين إلى أن القبة الحديدة تحاول التصدي لها.

وكانت وسائل إعلام العدو الصهيوني أعلنت أن رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو اختصر زيارته لباريس ليعود إلى تل أبيب.

وأضافت أن القبة الحديدية لم تنجح سوى باعتراض 3 صواريخ من أصل 17 أطلقت من غزة ليلة أول أمس، وأشارت إلى قضاء المستوطنين في غلاف غزة ليلتهم في الملاجئ وتوقف العمل والدراسة، وسقوط قذائف هاون عدة في مناطق مفتوحة في مجلس اشكول الإقليمي.

وأفادت «يديعوت أحرنوت» بأن جيش الاحتلال أغلق منطقة غلاف غزة أمام المستوطنين من غير سكان المنطقة بأمر عسكري، وأفاد موقع «روترنت» الصهيوني بفتح الملاجئ في مدينة «أوفاكيم» التي تبعد 20 كلم عن قطاع غزة.

وأوعز الناطق باسم اجيش الاحتلال للمستوطنين بضرورة الالتزام بتوجيهات الجبهة الداخلية والامتناع عن بث الشائعات، والإصغاء للتوجيهات الأمنية.واعترف الاحتلال الصهيوني بمقتل ضابط وإصابة آخر خلال العدوان على خان يونس في غزة.

كما قالت القناة العاشرة الصهيوني أنّ «الهدف كان خطف مسؤول حماس وليس تصفيته، القوة كُشفت والعملية تعقّدت».

وتحدثت القناة عن أنّ «ما جرى على حدود غزة حادث خطير ويمكن أن يؤدي إلى تصعيد، والجيش يعطي توجيهات لسكان غلاف غزة بالبقاء قرب الأماكن المحصنة».

وقالت القناة العاشرة إنّ «وزير الأمن افيغدور ليبرمان وكبار قادة المؤسسة الأمنية اجتمعوا في مقر وزارة الأمن في تل أبيب لإجراء مشاورات أمنية على خلفية الأحداث الأخيرة».

كما تحدثت عن «تغيير مسارات الطائرات التي تريد الدخول إلى مطار بن غوريون»، وأكدت أنّ «ما جرى في غزة مساء الاحد حادث استثنائي من حيث كثافة النيران التي استخدمها الجيش الصهيوني».

ومن ناحيتها، قالت لجان المقاومة إنّ «الاحتلال سيدفع ثمن الحماقة التي ارتكبها في غزة والمقاومة الفلسطينية اتخذت قرارها».

كما اعتبر الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم، في تغريدة له على «تويتر»، أنّ «ما تقوم به المقاومة هو عمل بطولي شجاع يؤكد أنها يقظة وحاضرة بقوة في الميدان».

وأضاف برهوم: «المقاومة تقوم بواجبها الوطني والكبير في التصدّي للغدر الصهيوني والدفاع عن شعبنا وتدفيع العدو ثمن جريمته».

ومن جهته أوضح مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، أنّ «المقاومة صمَام أمان لحماية الأرض والشعب، وما تقوم به الآن شرق خان يونس أوضح دلالة على وحدتها وتماسكها ويقظتها وقوة إرادتها في مواجهة العدو».

كما رأى عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هاني الثوابتة أنّ «الاحتلال يصرّ على الذهاب إلى تصعيد عسكري، والجريمة التي ارتكبها اليوم هي دلالة أنّه كان يدبر لهذه الجريمة من أجل أن يصعد».

وأضاف الثوابتة في حديث مع الميادين أنّ «كل المحاولات خلال الأيام الماضية لإظهار أنّه يريد التهدئة هو لذرّ الرماد في العيون لاستهداف أبطال المقاومة».

وشدد الثوابتة على أنّ «المقاومة على جهوزية عالية للردّ على الاحتلال، ولن نقف مكتوفي الأيدي إزاء الجرائم التي يرتكبها ضد أبناء شعبنا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى