إصدار «كتاب الهايكو الثالث» في «مجمع دُمّر الثقافي»
بلال أحمد
الهايكو نمط أدبي تعبيري يتفق مع الأقوال المأثورة والحكمة بقصر كلماتها وعمق دلالتها ويتفق مع الشعر بشفافيته وملامسته للوجدان وولوجه إلى دواخل الإنسان ويتفق مع شعر الومضة بعدم التزامه بالموسيقى الخارجية للشعر واقتصاره على الداخلية منها.
هذا النمط الأدبي الذي دخل حياتنا الأدبية قبل فترة من الزمن دفع بمجموعة من الشعراء لأن يؤسسوا لأنفسهم مجموعة حملت اسم ملتقى شعراء الهايكو في سورية وأصدروا مجموعات تحمل نتاجاتهم صدر منها ثلاثة آخرها تم توقيعها خلال ملتقى شعراء الهايكو الذي أقيم في «مجمع دُمّر الثقافي».
الدكتور سامر زكريا مشرف على الملتقى ومؤسس أول مجموعة هايكو في سورية أوضح أن عدد المشاركين في العدد الثالث من «كتاب الهايكو» وصل إلى ثمانين مشاركاً، مشيراً إلى أن مجموعته التي أسّسها عام 2013 على مواقع التواصل الاجتماعي وصل عدد مشتركيها إلى 14 ألف عضو.
وبيّن زكريا أن شعر الهايكو بات له دور كبير في تنمية الثقافة العربية وجمعها على كلمة واحدة في ظل الظروف التي حصلت في المنطقة جراء الإرهاب. واعتبر أن هذا النمط الشعري يشكّل إضافة الى أنواع الكتابة العربية من شعر ونثر وليس بديلاً لها.
والهايكو بحسب زكريا يتميّز عن غيره من الشعر باحتوائه مشهدية بصرية واضحة في نصوصه وعن القصة القصيرة جداً بتكثيفه لحظة واحدة هي الحاضر دون تعاقب سردي للأحداث وعن الشذرة بعدم وضوح أنا الشاعر، لكن هذا لا يعني أنها ليست موجودة فالتفاعل الذاتي مع الموضوعي وذوبان الحدود بينهما من سمات الهايكو الأصيل، هو ليس وصفاً محضاً للطبيعة ولا مجرد خاطرة وجدانية وهو رغم بساطته عميق الدلالات.
الإعلامي الشاعر علي الراعي أوضح أن الهايكو ذو منبت ياباني أسسه المعلم الأكبر باشو 1646 ويقال إن الصينيين سبقوه باختراع هذا النمط لينتشر في كل ثقافات العالم كإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة والمكسيك، لكنه لم يأت إلينا إلا متأخراً وكان من أوائل من كتب فيه وترجمه الدكتور محمد عضيمة المقيم في اليابان والدكتور عبدو غبور الذي ترجم عن الألمانية والإسبانية الكثير من الهايكو.
وكان إطلاق المجموعة فرصة لتعريف الجمهور الحاضر بآلة «الديديجيريدو» حيث قام الموسيقي خالد البهنسي بالعزف على هذه الآلة وهي من نوع النفخ وتبدو أسطوانية الشكل والتي تصدر أصواتا شبيهة بصفير الليل وتضع المستمع في أجواء موحشة وغريبة مع مشاركة من محمود الهواري في المؤثرات الصوتية.