تشرين.. بين التصحيح والتحرير
مَازالَ خريف تشرين ربيعاً متجدّداً على امتداد سنين وسنين ويعبق الياسمين نصراً وشَاماً ومجداً.. إنّها الشآم.. تتهادى من قاسيونها دمشقُ الحضارةِ.. دمشقُ الحياةِ.. دمشقُ العشقِ الأبديّ.. تختصر التصحيح والتطوّر والزمان في تلك الحقبة المباركة من السبعينيّات.. كلّنا نتذكر هذه الفترة هي من جيلنا وأجيال الذين سبقونا، لقد كانت تلك المرحلة نبض الرّوح.. كانت من أسرار بوح التّاريخ، تتوهّج منها ذكريات أشعّة النّور الأبديّ..
قالوا قديماً: إنّ الوقوف في منتصف الطريق هو أكثر الأشياء تضييعاً للوقت ، وفي ذلك جاءت هذه النبضة المباركة لتقول: تشرين الاستمرار!!
وبما أنّ مثل هذه الأحداث العظيمة لابدّ لها من أشخاص عظماء، فنحن لا نتذكر الحركة التصحيحيّة ومن بعدها الحرب التحريريّة إلّا ونتذكر فارسها القائد المؤسّس حافظ الأسد..
ذلك المؤسّس لذلك الجدار السّوريّ الذي استند إليه ماضي سوريّة القريب، ويستند إليه حاضرها ومستقبلها، حتى ذلك المستقبل البعيد..
ومَا تلك مشاعل النّصر التي نراها الآن مشاعل الشّهادة ومشاعل الشّهداء مَا هي إلّا مشاعل أنوار تضيء درب سوريّة وتضيء على مستقبلها نتاجاً من نتائج هذا الجيش العقائديّ الذي نتج بدوره عن الحركة التصحيحيّة..
جيش ولا كالجيوش إنّهم أبناء وأحفاد القائد المؤسّس.. إنّهم صدى لموسيقى الشام الواحدة.. موسيقى العزّ والمجد والكرامة ممّا ألّف حياة نبضت بإشراق تفاؤلٍ وثقةٍ.. حياة نبضت بحاضرٍ صامدٍ يقوده الأسد بن الأسد ..
فإذا كان الأب قائد الحركة التصحيحيّة.. فها هو يتجدّد صموداً راسخاً وتصدّياً منتصراً ببشار الأمّة يقود من جديد كلاً من الحركة التصحيحيّة والحرب التحريريّة..
.. وكـلّ عَـام وثـالوثـنا المقـدّسِ جِـيـشـاً وشَـعـبـاً وقَـيادةً بِـألـفِ خـيـرٍ. عَاشَت سُوريّة الأبيّة.
د. سحـر أحمد علي الحارة