«طيور أيلول» على مسرح الجامعة اللبنانية الأميركية

رواية «طيور ايلول» الرواية الشهيرة للكاتبة إملي نصرالله هي موضوع المسرحية التي أعدتها وأخرجتها المحترفة لينا أبيض على مسرح «اروين» في حرم بيروت في الجامعة اللبنانية الأميركية. وذلك بمشاركة طلاب المسرح في قسم فنون التواصل في كلية الآداب والعلوم في الجامعة إلى جانب متخرجين ومتخرجات ممن يجمعهم حبّ المسرح، مع الإشارة الى أن غالبيتهم يخوضون تجربتهم الأولى ما انتزع تصفيقاً حاراً على الأداء والإخراج المسرحي «الذكي» والخارج عن المألوف في مقاربة قضايا لبنانية بامتياز ولها وقعها في حياة الريف اللبناني عموماً وقرية الكفير مسقط رأس إملي نصرالله ومصدر إلهامها الأدبي الغزير.

حازت رواية «طيور ايلول» على إعجاب النقاد عند نشرها العام 1962 ولم تجد المخرجة لينا أبيض في الذكرى السنوية الأولى لغياب إملي نصرالله شيئاً أفضل من اقتباس النصّ الروائي وتحويله مسرحية هي العرض الأول في العالم الذي يجسّد حكايات المجتمع والقرية اللبنانية والتي لم تختلف فيها العقليات والعادات والتقاليد كثيراً عن أيام طفولة نصرالله في الكفير.

إنّ اقتباس النص في عمل مسرحي لم يكن خالياً من التحديات، ولم يكن منصفاً للوصف الحسّي والشاعري الذي أبدعته إملي نصرالله عن المكان والفصول والحياة القروية، لكنه أي الاقتباس المسرحي سعى الى تجسيد حكايات الهجرة والحب والمرأة والسعي الى حياة أفضل وأحلام صعبة التحقّق.

وأضاف التقديم: «هذا النص القوي لإملي نصرالله يتحدث عنا وعن وضعنا اليوم في بيروت وطرابلس والبقاع أو في قطر وسان باولو.

وأوضحت المخرجة لينا أبيض أن المسرحية هي نتاج صف «الأداء المسرحي»، ونتاج قرار الجامعة اللبنانية الأميركية منح الطلاب هذه الفرصة لاختبار فعاليات المسرح الحقيقي. وهكذا عملت ابيض على إعداد النصّ منذ شهر تموز الفائت، وأعدت الحوارات استناداً الى حرفية نصّ رواية «طيور ايلول» وعملت على تعديل اللغة المستخدمة من العربية الفصحى الى العامية.

وكشفت أبيض أنها التقت الكاتبة الراحلة إملي نصرالله قبل غيابها واتفقتا على إعداد نصّ أدبي للعمل عليه مسرحياً، لكن مرضها ورحيلها عن هذه الدنيا دفع المخرجة أبيض الى العمل وحيدة فعمدت إلى قراءة مؤلفات نصرالله كاملة، وتفاعلت مع إصرار نصرالله على كتابة سيرة شخصيات عائلتها وتجذرها في الأرض والوطن، إلى أن وقع اختيارها على «طيور أيلول» كأفضل النصوص الذكية. واستكملت لينا أبيض أبحاثها بالاجتماع مع ابنة إملي نصرالله السيدة مهى حيث استمعت منها الى المزيد من التفاصيل عن مقاربة والدتها قضايا المرأة والهجرة والوطن والقرية وعاداتها وتقاليدها.

يحتلّ موضوع المرأة صدارة الاهتمام في مسرحية «طيور ايلول»، الأمر الذي تختصره لينا أبيض بأن الرواية نسوية بامتياز لجهة مقاربتها نماذج مختلفة للمرأة وشخصيتها وأفكارها وطموحاتها في العلم والعمل والعائلة والزواج بين الطوائف المختلفة والمشاعر الممنوعة. أما الهجرة التي ترى لينا أبيض أن لا تفسير لها والناجمة عن الطموح الزائد لدى اللبنانيين برأيها واستطراداً فهي ترى أن تاريخ الهجرة في لبنان غير منطقي ومطار بيروت لا مثيل له في العالم حيث يبكي الجميع مغادرين وعائدين.

ويستمرّ عرض المسرحية حتى 25 من الشهر الحالي اعتباراً من الساعة الثامنة والنصف على «مسرح اروين» في حرم الجامعة في بيروت. كما ثمة عرض خاص نهار الأحد 25 تشرين الثاني الساعة 12 ظهراً في بلدة الكفير حاصبيا والدعوة عامة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى