رؤية مختلفة… والعرض واحد

ابراهيم وزنه

على عادتي ومنذ عشرات السنين، أحرص على متابعة عرض عيد الاستقلال العسكري الذي يقام صباح كلّ 22 تشرين الثاني من كلّ عام.

في صغري وشبابي وحتى بعدما رزقني الله بولدي حسن كنت في طليعة الوافدين الى مكان العرض المتنقّل بحسب الظروف والمتغيّرات والمعطيات. أكثر من 15 سنة مرّت وأنا أتابع العرض عبر التلفاز، أشرح تفاصيله لأولادي والزائرين، لافتاً نظرهم إلى كلّ جديد ومضاف على العروض السابقة التي كنت قد تابعتها ميدانياً.

بالأمس، في العيد الـ 75، استيقظت باكراً رغم سهري إلى ما بعد الثانية عشرة ليلاً، فالواجب الإنساني الوطني يدعوني لمواصلة جهدي في تنمية الروح الوطنية وتفعيل الانتماء للبنان في نفوس أبنائي.

… وخلال متابعتي للعرض عبر المحطات الناقلة، لفتتني طريقة التعليق على المجريات وما تلاها من معطيات واستنتاجات… ممثلو المحطات يقدّمون معلوماتهم مع بعض الإضافات التي تدلّ صراحة إلى هوية المحطة وطبيعة انتمائها السياسي. وما أورده مندوبا محطة «ال بي سي» بعد العرض كان بمثابة دعاية صريحة للسلاح الأميركي الموجود بحوزة جيشنا والدعم الفرنسي والاهتمام الأوروبي الذي انعكس فعالية وقوّة في صفوف جيشنا الباسل، حتى وصلت وقاحة التعليق إلى حدّ القول إنّ معارك نهر البارد ومعركة الجرود لم تكن لتحسم لمصلحة الجيش اللبناني لولا السلاح الأميركي والمعدات الحديثة التي مدّه بها الأوروبيون، متناسين الروح القتالية وعقيدة الجيش والعزيمة والإصرار لصون الأرض والإنسان. وفي المقابل، استرسل مندوب محطة «المنار» في شرح معاني الاستقلال الحقيقي للأوطان، مع التذكير بالاحتلال العثماني والانتداب الفرنسي وما أصاب لبنان خلالهما، والتأكيد على جدوى المعادلة الثلاثية التي حمت لبنان «الجيش والشعب والمقاومة»، والإشادة بصلابة الجيش اللبناني في مواجهة المحن وخصوصاً الداخلية منها، مع سعي قيادته الحكيمة للنأي بنفسها عن كافة التجاذبات السياسية الداخلية.

في المحصّلة، عرض واحد، وجيش واحد، في عيد واحد يجب أن يجمعنا على العزّة والكرامة ويوحّدنا لمقاومة من يسعى إلى قلب المفاهيم الوطنية، نحن نريده استقلالاً ناجزاً والبعض يتمنّاه انصياعاً دائماً. أما التعليقات فجاءت مختلفة… «وكلّ يغني على ليلاه».

ختاماً، أيها اللبنانيون، كفانا تسويقاً وتزلفاً للخارج أياً كان هذا الخارج، الرؤساء الثلاثة تابعوا العرض وتلقوا التهاني وعبارة واحدة يجب أن نحفظها عن ظهر قلب «كلنا للوطن للعلى للعلم»… وكلّ استقلال وانتم موحدون على فهم معانيه ومتعاونون للمحافظة على كرامة الإنسان في لبنان، الوطن الرسالي بكلّ معنى الكلمة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى