دمشق تتهم دولاً أجنبية بمدّ الإرهابيين بالمواد الكيميائية وموسكو ترى أنه يهدف إلى إفشال التهدئة وتطالب بإدانته
أدانت دمشق الهجوم الكيميائي على أحياء مدينة حلب، معتبرة أن الهجوم جاء نتيجة تسهيل دول أجنبية وصول تلك المواد السامة إلى الجماعات الإرهابية.
وقالت الخارجية السورية: «هذا العمل الإرهابي يأتي نتيجة لقيام بعض الدول بتسهيل وصول المواد الكيميائية إلى المجموعات الإرهابية المسلحة لاستخدامها ضد الشعب السوري واتهام الحكومة السورية بذلك عبر مسرحيات وتمثيليات تمّ إعداد سيناريواتها مسبقاً في غرف سوداء لمخابرات بعض الدول الراعية للإرهاب».
وطالبت الحكومة السورية مجلس الأمن «بالإدانة الفورية والشديدة لهذه الجرائم الإرهابية وبالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، عبر اتخاذ إجراءات فورية رادعة وعقابية بحق تلك الدول والأنظمة الداعمة والممولة للإرهاب».
وأشارت الخارجية إلى تورّط عناصر منظمة «الخوذ البيض» في الهجوم على حلب، وقالت: «إرهابيو «الخوذ البيض» متورّطون أيضاً في هذا العمل الإرهابي، حيث تمّ إطلاق القذائف من المناطق التي ينشطون فيها وتحديداً من المنطقة الجنوبية الشرقية لقرية البريكيات في ريف حلب».
وتعرّضت أحياء الخالدية وشارع النيل وجمعية الزهراء في حلب أول أمس، لهجوم بقذائف صاروخية احتوت على غازات سامة أطلقتها الجماعات الإرهابية المسلحة.
ووفقاً للإحصائيات السورية، فقد أصيب 107 مدنيين على الأقل بحالات اختناق تراوحت بين الخفيفة والمتوسطة.
وفي السياق، أدانت وزارة الخارجية الروسية قصف المسلحين لحلب السورية، مؤكدة أنه يهدف إلى إفشال جهود التهدئة في سورية.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: «قصف مدينة حلب الآمنة، الذي نفّذه الإرهابيون والمسلحون من المناطق الخاضعة لسيطرتهم، هو محاولة لمنع تطبيع الحياة في سورية، ويتطلب إدانة غير مشروطة من المجتمع الدولي، لا سيما وأن الأمر يتعلق باستخدام الكلور في الهجوم».
وذكرت وكالة «سانا» السورية أن 107 مدنيين على الأقل أصيبوا بحالات اختناق تراوحت بين الخفيفة والمتوسطة، بعضها احتاج لدخول العناية المشددة نتيجة الهجوم الكيميائي على أحياء الخالدية وشارع النيل وجمعية الزهراء في حلب.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الجوية الروسية قصفت مواقع الإرهابيين التي تم منها القصف بالذخائر الكيمائية في حلب.
قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشنكوف إن: «نتيجة للهجمات التي قامت بها القوات الجوية الروسية تم تدمير جميع الأهداف التي هاجم فيها المسلحون مدينة حلب السورية، وقد تمّ تحذير الجانب التركي مقدماً عبر الخط الساخن حول الضربات».
وتابع المتحدث أن: «اكتشفت القوات الروسية في الجمهورية العربية السورية في المنطقة المنزوعة للسلاح في محافظة إدلب أسلحة حربية، استخدمها المسلحون لضرب مدينة حلب بالمواد السامة، كما ظهر أن الإرهابيين كانوا يستعدون لإعادة استخدام الأسلحة النارية مع مواد سامة».
وقامت المجموعات الإرهابية أول أمس، باستهداف أحياء شارع النيل والخالدية والشهباء الجديدة في حلب السورية باستخدام قذائف صاروخية معدلة تحمل رؤوساً تحوي مواد سامة مشيرة إلى أنه يتم تحديد نوعها عبر فرق متخصصة.
وأشار مدير صحة حلب الدكتور زياد حاج طه إلى أنه من المرجح أن يكون الغاز المستخدم من قبل المجموعات الإرهابية هو غاز الكلور طبقا للأعراض على المصابين.
وذكرت مصادر طبية في مشفيي الرازي والجامعة أنه تم استقبال «107» مدنيين مصابين بحالات اختناق متنوعة بين الخفيفة والمتوسطة وبعضها احتاج للدخول إلى العناية المشددة.
وكان تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في إدلب السورية قام بنشر نحو 50 صاروخاً مزوّداً بالمواد الكيميائية السامة في جبهات عدة وبحوزة تنظيمات إرهابية أخرى عدة.
وكشفت مصادر في إدلب أن مسلحي «هيئة تحرير الشام» قاموا بنقل ما يقارب 50 صاروخاً فجر أمس الأحد، وذلك بعد أيام من تعديلها من قبل خبراء فرنسيين في أحد مقار النصرة بالقرب من سجن إدلب المركزي، حيث باتت هذه الصواريخ تحمل رؤوساً مزوّدة بمادة الكلور.
وكشفت المصادر أن عملية النقل تمت على خمس دفعات وتوزعت في ريف إدلب الجنوبي الشرقي حيث تم تسليم فصيل «أجناد القوقاز» 10 صواريخ في منطقة تل السلطان، كما سلمت الهيئة تنظيم «جيش العزة» عدداً من الصواريخ المماثلة في بلدة كفرزيتا شمال مدينة حماة، وسلمت «حراس الدين» الموالي لتنظيم «القاعدة» عدداً من الصواريخ تم نقلها إلى مدينة مورك في ريف حماة الشمالي، فيما تولت «هيئة تحرير الشام» نقل وتسليم مجموعتين من الصواريخ لمسلحي «الحزب الإسلامي التركستاني»، ولجهة أخرى لا تزال مجهولة.
وشنت «هيئة تحرير الشام» مساء أول أمس السبت هجوماً بالصواريخ المحملة بالمواد الكيميائية على أحياء شارع النيل والخالدية والشهباء الجديدة في مدينة حلب ما أدى إلى إصابة عشرات المدنيين بحالات اختناق.
ونقل عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله: إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المسلحين قاموا باستهداف أحياء شارع النيل والخالدية والشهباء الجديدة بقذائف صاروخية معدلة تحمل رؤوساً تحوي مواد سامة يتم حالياً وعبر فرق متخصصة على تحديد نوعها.
بدوره، قال مصدر طبي في حلب لوكالة «سبوتنيك» إن الفحص الأولي للحالات التي أصيبت باختناق وإغماء نتيجة استهداف المسلحين أحياء حلب بقذائف صاروخية تحمل مواد سامة يؤكد أن المادة المستخدمة هي غاز الكلور.
وفي سياق متصل، ولليوم الثالث على التوالي واصل «التحالف الدولي» مجازره في ريف ديرالزور الشرقي حيث استشهد 14 مدنياً من عائلة واحدة في غارات جديدة لطائراته الحربية على بلدة الشعفة.
وذكرت مصادر أهلية أن طيران «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة من خارج مجلس الأمن بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي قصف اليوم منازل الأهالي في بلدة الشعفة ما تسبب باستشهاد 14 مدنياً من عائلة واحدة جلهم من الأطفال والنساء.
ولفتت المصادر إلى أن غارات طيران «التحالف الدولي» المتواصلة دمّرت الكثير من منازل الأهالي والبنى التحتية نتيجة قوة تأثير الصواريخ التي تطلقها الطائرات المعتدية.
واستشهد خلال اليومين الماضيين 31 مدنياً جلهم نساء وأطفال نتيجة غارات مماثلة على مدينة هجين وبلدة الشعفة بالريف الشرقي للمحافظة بحجة استهداف إرهابيي تنظيم «داعش».
وطالبت سورية مراراً عبر عشرات الرسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بالتحرّك الفوري لوقف الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها طيران «التحالف الدولي» غير الشرعي بقيادة الولايات المتحدة واتخاذ ما يلزم لإنشاء آلية دولية مستقلة ومحايدة للتحقيق في هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها.
وتزعم واشنطن التي شكلت «التحالف الدولي» من خارج الشرعية الدولية ودون موافقة مجلس الأمن منذ آب 2014 بأنها تحارب الإرهاب الدولي في سورية على حين تؤكد الوقائع أنها تعتدي على البنية التحتية لتدميرها وترتكب المجازر بحق المدنيين.