رئيس الجمهورية التقى وفوداً رياضية وتلقى برقيات تهنئة بالاستقلال: الأزمة الحكومية كبرت
شهد قصر بعبدا سلسلة استقبالات رياضية، إذ استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بحضور رئيس لجنة الشباب والرياضة النائب سيمون أبي رميا، ممثلين من جمعية «التعاطف والعطاء» – جبيل، ومن منتخبات لبنان وسورية والأردن والعراق الذين شاركوا في المهرجان الرياضي العربي الثالث في كرة الطاولة وكرة السلة للأشخاص ذوي الحاجات الخاصة على الكراسي المتحركة، والذي اقيم في مجمع الرئيس ميشال سليمان الرياضي في عمشيت في 21 و22 الشهر الحالي، بدعوة من الجمعية.
في مستهل اللقاء، ألقى أبي رميا كلمة توجّه فيها الى الرئيس عون، مؤكداً «أهمية هذا اللقاء اليوم معكم، ونحن نعرف مدى الأهمية التي تولونها الى ذوي الحاجات الخاصة، واعتباركم هذا الملف بمثابة الأولوية».
وردّ الرئيس عون بكلمة رحّب فيها بأعضاء الوفد، معبرا عن فرحته باستقبالهم من مختلف الدول العربية، وقال: «انتم كنتم المبادرين، وقد أسمعتم صوتكم عالياً، فعمد أصحاب القلوب الكبيرة الى الاهتمام بكم. عشت الآلام مع مئات العسكريين الذين سقطوا جرحى، ومنهم من اصبح من ذوي الحاجات الخاصة. واهتممت بهم وكنت الى جانبهم لسنوات. وتكراراً كنت أقول لهم: لا تخافوا اذا ما بترت ساقكم او تعطلّت وظيفة أيديكم. فهذه ليست بإعاقة. ان الإعاقة الحقيقية هي التي تصيب اي احد في قلبه او عقله ممن لا يعرف ان يفكّر بغيره او لا يكنّ عاطفة للغير. انتم، على العكس، لديكم الشجاعة لبذل الجهود والمحافظة على صلابة معنوياتكم واظهار ما لديكم من كفاءات كبرى تضاهي من يسير على أرجله ويحرك يديه».
سباق الاستقلال
كما استقبل الرئيس عون، عند مدخل البهو الرئيسي للقصر الجمهوري، المشاركين في سباق البدل السنوي لعيد الاستقلال والوفد الإداري والتنظيمي برئاسة رئيس المعهد الانطوني في بعبدا الذي ينظم السباق الأب جورج صدقة.
في مستهلّ اللقاء، تسلّم الرئيس عون من العدائين العلم اللبناني وعلم المعهد الأنطوني. والقى الأب صدقة كلمة قال فيها: «عرفكم القاصي والداني انكم رجل المواقف والقرار، لذا أتيناكم اليوم، لنشدّ على اياديكم، ويكون شبابنا زخم مسيرتكم الإصلاحية في قيامة لبنان، لتحققوا كل الآمال التي يعقدها عليكم شعبنا، في السيادة والحرية والاستقلال. وانطلاقا من شعاركم الجديد لمناسبة الاستقلال: «نيل الاستقلال أسهل من الحفاظ عليه»، نعاهدكم مع هذه الشبيبة بأن نثابر معكم في الحفاظ عليه لأنه أثمن ما لدينا في هذا الوطن».
ورد الرئيس عون بكلمة رحب فيها بالوفد، مهنئاً العدائين بما أنجزوه لمناسبة الاستقلال، ومتمنياً لهم دوام العطاء والنجاح، وقال: «عندما تحملون العلم اللبناني فهذا يعني انكم تحملون لبنان بأسره، لأنه وحده يدل على جميع اللبنانيين وهو رمزهم جميعاً، حيثما كنّا في أي احتفال او مقام دولي او زيارة رسمية. وفي هذا العام نحتفل باليوبيل الماسي لاستقلال لبنان الذي دُفِع ثمنه في مراحل عديدة. صحيح اننا نلناه في العام 1943 إلا أنه تعرض الى كبوات عدة، وكدنا نخسره في كل مرة. لكن كان هناك على الدوام رجالات انقذوا الوضع».
أضاف عون: «نجتاز اليوم ازمة تأليف الحكومة التي لم تعد ازمة صغيرة لأنها كبرت. وهي ازمة يحضرني فيها حكم سليمان الحكيم يوم أتت اليه امرأتان مع طفل وكل منهما تدّعي انّها امه. وبعد جهد جهيد، قال انه سيحكم بالعدل بينهما بأن يتم تقطيع الطفل الى قطعتين لكل واحدة قطعة. فصرخت إحداهن: لا تقتله بل اعطه كلّه الى الأخرى، فعرف سليمان عندها مَن هي الام الحقيقية. ونحن اليوم نريد ان نعرف مَن هي ام لبنان لكي نعطيها لبنان. وسأكتفي بهذه الكلمة الموجزة».
وختم: «أهنئكم بإنجازاتكم، وبالرموز التي حملتموها معكم من راشيا الى بعبدا».
وفي ختام الاحتفال، قدّم الأب صدقة الى رئيس الجمهورية لوحة تذكارية عليها صورة قلعة راشيا والى جانبها صورة رئيس الجمهورية، ومكتوب عليها شعار الرئيس عون لعيد الاستقلال لهذه السنة: «نيل الاستقلال أسهل من الحفاظ عليه». وتم التقاط الصور التذكارية.
برقيات تهنئة
الى ذلك، تلقى رئيس الجمهورية مزيداً من برقيات التهنئة لمناسبة عيد الاستقلال، أبرزها من الملك فيليبي ملك اسبانيا، التي شدّد فيها على عمق روابط الصداقة التي تجمع بلاده الى لبنان، متمنياً «للبنان وشعبه المحبوب اطيب التمنيات بالسلام والرفاهية».
ومن الأمينة العامة للفرنكوفونية ميكايل جان عبّرت فيها عن «تقدير منظمة الفرنكوفونية للبنان في دفاعه عن القيم الإنسانية العالمية التي تحملها، من اجل مستقبل سلام وهناء قائم على التضامن بين الشعوب»، متمنية «ان يسهم إنشاء المركز الإقليمي للشرق الأوسط للفرنكوفونية في بيروت بتوطيد هذه الرسالة أكثر، بدفع مباشر من فخامتكم».