زاسيبكين: أميركا فقدت المبادرة وتحاول تأجيج الخلافات إقليمياً ودولياً
نظّمت السفارة الروسية في لبنان بالتعاون مع «المركز الثقافي الروسي» في لبنان و»مجلس خبراء البرامج الاجتماعية والإنسانية» في وكالة «روسسترو دونيتشيستفو»، طاولة مستديرة دولية عن « دور روسيا في الحفاظ على الإرث الثقافي للعالم العربي»، في حضور السفير الروسي ألكسندر زاسيبكين، النائب أسامة سعد، ممثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مفوض الإعلام في الحزب رامي الريس، مدير «معهد الأبحاث الاستراتيجية والتشخيص السياسي لدى الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب» البروفسور ديمتري يغور تشينكوف، ومدير «المركز الثقافي الروسي» فاديم زايتشيكوف، وخبراء وأكاديميين في مجال حفظ التراث والاَثار من لبنان وروسيا وسورية، وممثلي أحزاب وقوى سياسية.
وأشار زاسيبكين في كلمته الافتتاحية، إلى أن «التعاون الروسي – العربي شهد تقدماً مهما خلال السنوات الماضية، في ظلّ إدراك مشترك بأنّ النظام العالمي القائم على فكرة القطب الواحد لم يعد مقبولاً، وكذلك لم تعد مقبولة البلطجة السياسية».
ولفت إلى أنّ «روسيا تمتلك علاقات جيدة مع كل بلدان المنطقة، خصوصاً أنها وضعت نصب أعينها أهدافاً سامية مثل القضاء على الإرهاب وتعزيز الوحدة الجغرافية والإقليمية للدول فضلاً عن إعادة الإعمار وعودة النازحين وتحقيق التسوية السياسية عن طريق الحوار الوطني من دون تدخل خارجي».
وأشار إلى «أننا في سورية، وبالتعاون مع الجيش السوري وحلفائه، نجحنا في تغيير الوضع الميداني، وكان لذلك انعكاس سياسي، من خلال تعزيز العملية السياسية، ومن خلال منصة أستانا يتم تطهير الأراضي السورية من الإرهابيين، إلى جانب تحسين الأوضاع الإنسانية واعادة اللاجئين إلى ديارهم، والحفاظ على السيادة الوطنية السورية وعدم التدخل في الشؤون السورية».
وأكد أنّ «السيادة السورية تتطلب انسحاب كل القوات الأجنبية من سورية، بما في ذلك القوات الأميركية»، مشيراً إلى أنّ «الولايات المتحدة التي فقدت المبادرة، تحاول تأجيج الخلافات سواء في الاطار الاقليمي، أو في المضمار الدولي، وتفرض عقوبات جائرة، وتوجه اتهامات باطلة ضد سورية وإيران، وتنشر معلومات مزيفة، على رغم كونها هي من استغل تنظيم القاعدة و جماعة الاخوان أدوات لتنفيذ مشروعها».
وأكد أنه «على رغم ذلك، فروسيا منفتحة على الحوار»، معتبراً أنّ «الحديث مع الولايات المتحدة يجب أن يتناول كل المسائل الحساسة بما في ذلك الوضع في الشرق الاوسط وسورية، بما يساهم في تحسين الاوضاع في هذا البلد، وتسريع عملية عودة اللاجئين بمساعدة الاسرة الدولية لأن في ذلك مصلحة للجميع».
وفي الجلسة الأولى، أكد تشينكوف أنّ «منطقة الشرق الأوسط كانت ولا تزال منطقة التنافس السياسي والجيوسياسي لأنها منطقة غنية بالغاز والنفط»، معتبراً أنّ «التنافس الجيوسياسي في الشرق الأوسط سيبقى خلال الفترة المقبلة، وسيبقى الغاز والنفط العنصرين المهمين لتطور العالم».
من جهته، أشار ممثل المركز السوري للأبحاث الاستراتيجية عقيل محفوض، إلى أنّ «الأزمة السورية أتت كاشفة لما يجري في الشرق الأوسط والنظام العالمي»، مذكراً بعبارة «مكر التاريخ لهيغل التي تنطبق على الحالة السورية».
بدوره، شدد مدير مجلس الخبراء في وكالة «روس سترودنيتشيستفو» مكسيم ماير على دور روسيا في «دعم تطلعات شعوب المنطقة في تأمين سيادتها الوطنية وتعزيز السلام وتحسين الأوضاع ليس فقط السياسية بل الثقافية والحضارية».
أما الناب سعد، فأكد أنّ «من المهم ان تلحظ روسيا لنفسها دوراً في مجال الإرث الثقافي، لأنّ هذا الإرث يفتح الباب على الاقتصاد والسياسة والأمن»، لافتاً إلى أنّ «روسيا تلعب دوراً مهماً وهو محل تقدير، بعدما كانت الساحة الدولية، وما زالت في جانب منها، مفتوحة على السياسة الأميركية من دون قيود».
واعتبر أنّ «هذه التوترات أدت إلى حروب وإجحاف للشعوب العربية وحقها في الحرية والديمقراطية والأمن والاستقرار».
وبعد الجلسات، افتتح زاسيبكين معرض صور للمصور الحربي يفغيني كيل بعنوان «تدمر لا تنهزم وسورية بين الحرب والسلم»، من إعداد رئيس ممثلية وكالة الأنباء الدولية «روسيا اليوم» ميخائيل علاء الدين.