تمثال الحرية في خليج نيويورك يذرف الدمع

عمر عبد القادر غندور

كان واضحاً منذ الإعلان عن قتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول انّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يكن جاداً في تهديداته بشأن جريمة القتل المروعة، انتصاراً للديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، الى أن قال أخيراً بعد ان طوّقت المعلومات رقبة ولي العهد السعودي: لا شيء يتقدّم على مصالح اميركا مع السعودية وثروتها سواء كان ولي العهد متهماً أم لا!!

هذا يعني انّ الولايات المتحدة التي تدّعي أنها حامية الديمقراطية والثوابت الإنسانية، وضعت المبادئ والمعايير القيمية والأخلاقية على الرفّ، وأكدت بلسان رئيسها أنّ استجرار المال النفطي الخليجي وغيره من ثروات العالم هو الأول والأخير، برغم تأكيد وكالة الاستخبارات الاميركية سي أي آي أنها تملك الأدلة القوية على انّ ابن سلمان هو الذي أعطى الأمر بالقتل!

مع هذا التلوّث لأكبر دولة في العالم تدّعي الريادة في دنيا المبادئ والأخلاق، ما قيمة تمثال الحرية الذي يطلّ على خليج نيويورك 1886 والذي تجسّده سيدة تحرّرت من قيود الاستبداد وتُمسك في يدها اليمنى مشعلاً يرمز الى الحرية، وعلى رأسها تاج مكون من سبعة أسنة ترمز الى البحار السبعة والقارات السبع.

واسمه الكامل La Libert clairant le monde.

بينما الولايات المتحدة عملياً عطلت الحرية والمبادئ والشرائع والقيم والأخلاق بفعل فرض سيطرتها على العالم بالقوة والحصار!

ولو قُدّر لسيدة تمثال الحرية في خليج نيويورك ان تتكلم، لرأيناها تذرف الدمع على الحرية…

رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى