لافروف: على المجتمع الدولي تسهيل عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم.. وانطلاق أعمال الجولة الحادية عشرة من اجتماع أستانا حول تسوية الأزمة

جدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعوة بلاده المجتمع الدولي إلى المساهمة في تسريع إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية وتسهيل عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السويسري اينياتسيو كاسيس في جنيف أمس:» أطلعنا شركاءنا في سويسرا على الجهود التي تبذلها روسيا مع بقية الدول الضامنة إيران وتركيا في إطار منصة أستانا لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية عبر تطوير الحوار بين مختلف الأطراف السورية»، موضحا أن جولة جديدة لمحادثات أستانا بدأت اليوم وتستمر يومين ونأمل أن تحقق المزيد من التقدم في ما يتعلق بالتسوية السياسية.

ودعا لافروف المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الدعم للمساهمة في تسريع عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم بعد أن هيأت الحكومة السورية الظروف اللازمة لهذه العودة.

إلى ذلك، انطلقت في العاصمة الكازاخية أستانا صباح أمس أعمال الجولة الحادية عشرة من اجتماع أستانا حول تسوية الأزمة في سورية بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري ووفود أخرى.

وأعلن رئيس قسم آسيا وأفريقيا في وزارة خارجية كازاخستان حيدر بك توماتوف في تصريح للصحافيين أن جميع المشاركين في محادثات الجولة الحادية عشرة من اجتماع أستانا وصلوا إلى العاصمة الكازاخية.

وأشار توماتوف إلى أنه وصل إلى أستانا أيضاً بصفة مراقب وفد الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستافان دى ميستورا كما سيشارك في الاجتماع أيضاً مراقبون عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

من جانبه أكد رئيس الوفد الروسي الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف في تصريحات للصحافيين أن المشاركين في الجولة الحالية من اجتماع أستانا سيناقشون مجموعة من القضايا بما في ذلك الوضع في إدلب وعودة المهجرين السوريين إلى وطنهم ومكافحة الإرهاب والوضع المرتبط بلجنة مناقشة الدستور الحالي.

إلى ذلك استهلّ وفد الجمهورية السورية لقاءاته في اليوم الأول لانطلاق اجتماع أستانا بلقاء مع وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمانوف، حيث جرى التشاور حول سبل إنجاح هذا الاجتماع، وتناول اللقاء جدول أعمال اجتماع أستانا إضافة إلى تبادل الآراء حول أفضل السبل لدفع مسار عملية أستانا نحو الأمام.

كما عقد وفد الجمهورية السورية لقاء مع الوفد الروسي برئاسة لافرنتييف في إطار الجولة الحالية من اجتماع أستانا.

وتمّ خلال اللقاء تبادل للآراء حول جدول أعمال اجتماع أستانا الحالي واستمرار التنسيق بين البلدين في مكافحة الإرهاب وتطبيق اتفاقات أستانا ذات الصلة ولا سيما المتعلقة باتفاق خفض التوتر في إدلب.

وجرى التطرّق إلى الاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت مدينة حلب بالأسلحة الكيميائية من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة الموجودة في إدلب وضرورة الضغط على الجهات الداعمة لهذه المجموعات لوقف مثل هذا التصعيد الخطير.

وقال لافرنتييف قبل اللقاء إن «روسيا تتوقّع أن تنجح عملية القضاء على بقايا المجموعات الإرهابية في الضفة الشرقية لنهر الفرات»، معرباً في الوقت ذاته عن الثقة بأن هذه العملية ستتطور بشكل إيجابي.

وجرت لقاءات ثنائية وثلاثية بين مختلف الأطراف المشاركة في الاجتماع على أن تعقد الجلسة العامة اليوم الخميس.

وكان وفد الجمهورية السورية برئاسة الجعفري التقى مساء أول أمس، الوفد الإيرانى برئاسة حسين جابري أنصاري كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة، حيث تناول اللقاء التشاور والتنسيق حول موضوعات اجتماع أستانا الحالي.

واستضافت العاصمة الكازاخية أستانا منذ كانون الثاني عام 2017 تسعة اجتماعات حول الأزمة في سورية، فيما عقد الاجتماع العاشر في مدينة سوتشى الروسية أواخر تموز الماضي بصيغة أستانا وأكدت في مجملها الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية فيها حتى دحرها نهائياً.

إلى ذلك، أعلن مصدر في الوفد الروسي إلى محادثات أستانا حول سورية، أن تشكيل اللجنة الدستورية السورية يتم بصعوبة، معرباً عن أمله في الموافقة على قائمة أعضائها قبل نهاية العالم الحالي.

ونقلت وكالة «إنترفاكس كازاخستان» عن مصدر مطلع على سير الجولة الـ11 من محادثات أستانا أمي قوله: «عملية تشكيل اللجنة الدستورية تتم بصعوبة من كلا الجانبين. ولا نريد الاستعجال في هذا الأمر، وسنسعى لإقرار قائمة أعضاء اللجنة الدستورية مع حلول نهاية العام الحالي».

وأضاف: «لقد تمت الموافقة على 75 من قائمة الأعضاء، ويتعين علينا حالياً الموافقة على 15 أو 16 مرشحاً لعضوية اللجنة من ممثلي المجتمع المدني».

وفي السياق، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف أن إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب تحتاج إلى وقت إضافي، مؤكداً استعداد موسكو لمساعدة المعارضة في تطهيرها من «النصرة».

وقال لافرينتييف الذي يرأس الوفد الروسي إلى لقاء أستانا الدولي الـ11 حول التسوية السورية، إن المجتمعين أكدوا استقرار الوضع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، بما فيها جنوب البلاد على الحدود مع العراق.

وأضاف الدبلوماسي الروسي، خلال مؤتمر صحافي أجراه أمس «نأمل أن تتمكن الفصائل المسلحة للمعارضة السورية المعتدلة من ضبط الوضع في هذه المنطقة المضطربة بأنفسها، وإذا اقتضت الضرورة، فإننا مستعدون لتقديم مساعدتنا، بما في ذلك مع إشراك القوات الحكومية».

وقال لافرينتيف إن حوالي 15 ألف مسلح من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي لا يزالوا موجودين في منطقة إدلب السورية ، وموسكو مستعدة للمساعدة في إعادة الاستقرار هناك». وأضاف «في منطقة إدلب لا يزال هناك وجود لجبهة النصرة» أكثر من 15 ألف متشدّد . ونحن نأمل أن تتمكن التشكيلات المسلحة للمعارضة المعتدلة من التعامل مع الوضع في هذه المنطقة المتأزمة واستعادة الاستقرار بقواتهم الخاصة».

وتابع المسؤول الروسي: «إذا كانت هناك حاجة، بالطبع، نحن مستعدون لتقديم كل مساعدة ممكنة، بما في ذلك بمشاركة وحدات من القوات الحكومية السورية».

من جهة أخرى، أعلن المكتب الصحافي للكرملين، في بيان له، أمس، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بحث مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي، الأوضاع في سورية وأن الرئيسين اتفقا على تحفيز الجهود من أجل التوصل إلى الاستقرار في إدلب.

وجاء في بيان الكرملين: «استمرت مناقشة الأوضاع في الجمهورية السورية. وتم الاتفاق على تحفيز الجهود المشتركة لتنفيذ مذكرة استقرار الأوضاع في إدلب، وتمّ تأكيد أهمية عمل الدول الضامنة لعملية أستانا للدفع بالحوار السوري السوري».

وفي سياق متصل، علّق مصدر في الوفد الروسي المشارك في الجولة الـ11 من محادثات أستانا، على احتمالات تنفيذ روسيا عملية عسكرية واسعة النطاق في إدلب السورية، إثر تصاعد نشاط التنظيمات الإرهابية هناك.

ونقل عن المصدر أمس، أن روسيا لا تخطط لمثل هذه العملية، لكنها ستردّ بقوة على أي هجمات يشنها الإرهابيون، وأضاف: «سنضرب مصادر استهداف السكان المدنيين، وستكون ردودنا قاسية، لكنها ستبقى ضمن إطار الاتفاق الموقع في 17 سبتمبر في سوتشي». وأضاف: «سنعمل مع الأتراك من أجل حل هذه المشاكل بطرق سلمية، ولن نتحرك إلا للرد على الاستفزازات».

تأتي هذه التصريحات بعد أيام من تدمير طائرات حربية روسية مواقع لمسلحي «جبهة النصرة» في إدلب، رداً على استهدافهم أحياء في مدينة حلب بالمواد السامة، ما أسفر عن إصابة نحو 100 شخص.

ميدانياً، حققت وحدة من الجيش السوري العاملة بريف حماة الشمالي إصابات دقيقة في صفوف مجموعة إرهابية تسللت باتجاه نقطة عسكرية شمال مدينة محردة للاعتداء عليها في خرق جديد من قبل الإرهابيين لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب.

وذكر مصدر في حماة أن رمايات دقيقة نفذتها وحدة من الجيش مرابطة شمال مدينة محردة ضد مجموعة إرهابية تسللت عبر الأراضي الزراعية في محيط قرية الجيسات باتجاه نقاط عسكرية في المنطقة أدت إلى إصابات مباشرة في صفوفهم.

ولفت إلى أن عناصر الرصد والاستطلاع في الجيش تحققوا من قيام إرهابيين بعمليات تحصين هندسي من خلال حفر أنفاق في بلدة كفرزيتا وخنادق طويلة داخل بلدة مورك للتحصن فيها بعد اتخاذهم المدنيين دروعاً بشرية هرباً من ضربات الجيش الذي يتخذ جميع الإجراءات ويتبع التكتيكات المتناسبة مع المناطق السكنية حفاظاً على حياة المدنيين.

وأشار المراسل إلى أن المجموعات الارهابية واصلت محاولاتها للتسلل عبر المنطقة منزوعة السلاح وعند أطرافها على الحدود الإدارية بين حماة وإدلب بقصد الاعتداء على النقاط العسكرية المنتشرة في المنطقة.

وتعمد التنظيمات الإرهابية المنتشرة في إدلب وريف حماة الشمالي إلى استغلال اتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب لتقوية صفوفها وإعادة انتشارها وزيادة تحصيناتها وتسلحها بالتعاون مع الدول الراعية لها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى