هنيبعل كرم: حزبنا الوحيد على مشارف هذه الأمة وضياؤها الذي استطاع أن يصمد بجدارة مروان الخوري: النهج المقاوم أحد ركائز مشروعنا النهضوي الهادف إلى بناء المجتمع على أساس وحدة الأرض والشعب

أقامت مديرية فيع التابعة لمنفذية الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً بمناسبة عيد تأسيس الحزب بحضور عضو الكتلة القومية النائب سليم سعادة، منفذ عام الكورة في الحزب الدكتور جورج البرجي وأعضاء هيئة المنفذية، رئيس هيئة حماية البيئة والتراث في الكورة المهندس رفعت سابا، كاهن البلدة الأب لويس حيدر، عدد من أعضاء المجلس القومي وجمع من القوميين والمواطنين.

استهل الحفل بالنشيد الوطني ونشيد الحزب فكلمة ترحيب من ناموس المديرية رياض الشامي عن معاني التأسيس.

كلمة المديرية

ثم ألقى كلمة المديرية المدير مروان الخوري قال فيها: «أنطون سعاده كان حدثاً عندما نشبت الحرب الكبرى سنة 1914 وكان قد بدأ يشعر ويدرك. وكان أول ما تبادر إلى ذهنه، وقد شاهد ما شاهد وشعر بما شعر وذاق ما ذاق مما مني به شعبه، هذا السؤال: ما الذي جلب على شعبي هذا الويل؟ فأخذ سعاده يبحث عن جواب لهذا السؤال وحل للمعضلة السياسية المزمنة التي تدفع شعبه من ضيق إلى ضيق آخر، و بعد درسٍ أولي منظم قرر أن فقدان السيادة القومية هو السبب الأول في ما حل بأمتنا وفي ما يحل بها. فأخذ يدرس المسألة القومية ومسألة الجماعات عموماً والحقوق الاجتماعية وكيفية نشوئها، وفي دراسته هذه أخذت أهمية معنى الأمة تنمو في تفكيره. ومكّنته دروسه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من تعيينها تعيناً علمياً دقيقاً وإلى تعيين مصلحتها الاجتماعية والسياسية من حيث حالاتها ومشاكلها الداخلية والخارجية».

وتابع: «بما أنّ دراسته لم تكن من أجل المعرفة فحسب، بل لإيجاد الحلول لرد الويل عن الأمة وتثبيت الهوية القومية، كان لا بد أن يقترن بحثه المعرفي بالسياسة ويؤسس حزباً مرتكزاً على عقيدة علميّة جليّة هي «سورية للسوريين والسوريون أمة تامة» ووضع مبادئ الجهة الإصلاحية كفصل الدين عن الدولة وجعل الإنتاج أساس توزيع الثروة والعمل، وإيجاد جيش قوي يكون ذا قيمة فعلية في تقرير مصير الأمة والوطن».

سعاده «أسس الحزب في تشرين الثاني عام 1932 من خمسة طلاب في الجامعة الأميركية إيماناً منه بأنّ الطلبة هم نقطة الارتكاز في العمل القومي، ومن هذا الوسط انتشرت دعوته إلى المناطق بحيث انتظم فيه المئات في غضون السنوات الثلاث الأولى من العمل السري».

ورأى أنّ «ستة وثمانون عاماً من العطاء والبذل والتضحية والإستشهاد، تختصر بفرادة الثبات على الحق، في مواجهة أعتى التحديات. كيف لا ونشيدنا على الدوام «نحن قوم لا نلين للبغاة الطامعين».

وقال: «إنّ النهج المقاوم للحزب، هو أحد الركائز لمشروعه النهضوي، مشروع يهدف إلى بناء المجتمع، بناءً سليماً على أساس وحدة الأرض والشعب وتثبيت مبدأ سيادة الأمة السورية على نفسها وقد دفع حزبنا أثماناً باهظة وقدم التضحيات وآلاف الشهداء في معارك المصير القومي بمواجهة مشاريع التجزئة والتفتيت والتقسيم ولذلك اجتمعت ضده كل قوى الشر الاستعمارية منها واليهودية، ومعها تلك الأدوات المحلية الطائفية والمذهبية والإتنية التي ارتبطت بالمشروع الصهيوني الاستعماري، وشكلت جزءاً من المؤامرات التي استهدفت حزبنا في كل المراحل، وليس خافياً أنّ جريمة اغتيال مؤسس الحزب وباعث النهضة أنطون سعاده، واحدة من أكبر الجرائم وأشدّها فظاعةً بتخطيط صهيوني دولي وتنفيذ محلي. ولكنّ فعل النهضة كان أكبر من كل المؤامرات حيث استمر الحزب على نهجه وخطه ومبادئه ، حزباً مقاوماً وبإيمان قومي يزول الكون ولا يزول».

وأضاف: «نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي نفتخرُ بكل تاريخنا، لأنه تاريخُ بطولةٍ لا خنوع. نفتخرُ بشهدائنا وأسرانا ومناضلينا ونسورنا ومثقفينا والمبدعين منا.. نفتخرُ بكلِ رفيق وطالبٍ وشبل ينادي بحياة سورية. نفتخرُ بآلامنا كافتخارنا بانتصاراتنا لذا تمسكنا بالنهجِ الذي اخترناه بملء إرادتنا، رغم إدراكنا أنّ طريقنا محفوف بالمخاطر. إنّ تاريخ الحزب هو تاريخ واحد منذ تأسيسه حتى الثامن من تموز وإلى اليوم، هو تاريخُ أنطون سعاده، المؤسّس، وتاريخ المؤسسة التي لا يمكن فصل شخصيتها عن شخصية زعيمها والنهج الذي أرساه في حياته واستشهاده».

وأكد أنّ «لعيد التأسيس في السادس عشر من تشرين الثاني هذا العام نكهة مميزة، إذ نكرم فيها رفقاء نذروا أنفسهم لقضية تساوي وجودهم ولا يزالون. رفقاء كانوا قدوةَ في ممارسة عملهم الحزبي ورسلاً للنهضة القومية الاجتماعية ساهموا في نشر فكر الحزب أينما حلوا ودافعوا عن قضاياه، وكانوا السبب في انتماء العديد من الرفقاء. ومن الرفقاء المكرمين الرفيق فايز سليم كرم، وهو الصحافي والكاتب انتمى إلى الحزب في الأول من آذار عام 1967 بحضور شهود الانتماء الأمين أنيس جمال والرفيق رامز سري الدين وبذلك يكون قد أمضى أكثر من خمسين عاماً على انتمائه الحزبي، مظهراً خلال هذه المدة رسوخاً في إيمانه بعقيدة ونظام الحزب والتزاماً بقسمه، ومؤسّساً لعائلة قومية مؤلفة من خمسة رفقاء. وكان الرفيق فايز قد تحمل وتحت أصعب الظروف، كلّ ما أوكل إليه من مسؤوليات ومهام حزبية بكل أمانة وعزيمة صادقة وقد كان دائماً ولا يزال قدوة صالحة تعبّر عن المناقب القومية الاجتماعية. شارك في العديد من المهام الحزبية وتدرج في مختلف المسؤوليات الحزبية منها مفوضاً عاماً لأشبال الكورة في الزمن الذي كانت فيه الكورة تعج بالمخيمات المركزية والتي كانت تستقطب المئات من الطلبة والأشبال من مختلف كيانات الأمة السورية. وتقديراً لمسيرته الطويلة في صفوف النهضة وبناءً على اقتراح المديرية، أصدر حضرة رئيس الحزب الأمين حنا الناشف بتاريخ 22/10/2018 المرسوم رقم 109/86 القاضي بمنحه «وسام الثبات».

أما الرفيق الثاني المحتفى به فهو الرفيق عميد اسكندر سليمان الذي انتمى إلى الحزب في الثامن من تموز 1967 بحضور شهود الانتماء الرفيقين فايز كرم وناهض سليمان، وبذلك يكون قد أمضى أكثر من خمسين عاماً على انتمائه الحزبي، مظهراً خلال هذه المدّة رسوخاً في إيمانه بعقيدة ونظام الحزب والتزاماً بقسمه. وهو لا يزال يمارس عمله الحزبي منتظماً في مديريته. وقد كان دائماً ولا يزال قدوة صالحة تعبّر عن المناقب القومية الاجتماعيّة. وتقديراً لمسيرته الطويلة في صفوف النهضة وبناءً على اقتراح المديرية، أصدر حضرة رئيس الحزب الأمين حنا الناشف بتاريخ 22/10/2018 مرسوم رقم 110/86 القاضي بمنحه «وسام الثبات».

أما مسك الختام فمع الرفيق الكاهن الأب لويس حنا حيدر الذي انتمى إلى الحزب في الأول من اذار عام 1962 بحضور الشاهد الأمين فيلمون جبّور بعد إطلاقه من السجن إثر المحاولة الانقلابية عام 1961 متسلماً مسؤولية مديرٍ لمديرية فيع. الأب لويس هو مثال القومي الاجتماعي و يمثل انسان سعادة الجديد إذ يتمتع بمناقب وأخلاق قومية عالية وهو رسول محبة وسلام يدعو دائماً أبناء رعيته للتحلي بالمناقب القومية الاجتماعية ومشدداً على مثل الحق والخير والجمال، وهو الجندي المقدام في الدفاع عن مصالح الناس وصحتهم فمشهود له وجوده في الخطوط الأمامية لصدّ شركات الموت التي تمعن في تدمير البشر والحجر.

وتقديراً لمسيرته النضالية، منحه حضرة رئيس الحزب الأمين حنا الناشف بتاريخ 22/10/2018 «وسام الواجب».

كلمة المنفذية

وباسم المنفذية تقدم ناظر الإذاعة هنيبعل كرم من الجميع بالمعايدة في هذه المناسبة الماسية، الذهبية، المتألقة، مناسبة تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، ومرور 86 عاماً على تأسيس هذا الحزب الذي مر في كل مراحله بصعوبات كبيرة جداً ولكنه قهرها جميعها. وقال: «إنّ كل سنة هي تأسيس، لأن الإرادة هي تأسيس، لأن الصمود هو تأسيس، وهذا الحزب قد يكون الحزب الوحيد على مشارف هذه الأمة وضياءها الذي استطاع أن يصمد بجدارة، رغم كل ما حيك ضده من مؤامرات، المؤامرات التي لم تزل تستهدف هذا الحزب العظيم لان فكره فكر محي، وثقافته ثقافة سلامية، ومبادئه مبادئ خلاصية».

وتابع: «هذا الحزب ينتصر بكم ولكم فادفعوا بأبنائكم واندفعوا إليه ولا تهابوا شيئا، ولا تتستروا عليه، بل احملوا ثقافته وانشروها بين أهلكم وأصدقائكم وأساتذتكم وتلامذتكم لأنها ثقافة ترفع الرؤوس لا تطئطئها».

وأضاف: «المناسبة الثانية اليوم هي لهذه المديرية المشعة المضيئة العاملة منذ عشرات السنين، لا بل منذ تأسيس الحزب، وقد حافظنا وحافظتم عليها بزرع ثقافة الحزب السوري القومي الاجتماعي في هذه القرية وفي نفوس الجميع. حافظوا على هذه المديرية ولتكن دائماً نموذجاً في الكورة وفي غيرها. وأنا أعي ما أقول لأني عجنت واختبرت في هذا المكان بالذات وأعرف نوعية الرفقاء كما أعرف حجم الألم والمعاناة، وحجم التضحيات التي تبذلونها يوميا. خذوا من هؤلاء المكرمين اليوم الذين حنى الدهر أكتافهم، لأنهم حملوا عليها كرامة لا تشبه أية كرامة، خذوا منهم العبرة والمثل والمثال وليكونوا بعد زعيمنا قدوة لنا في حياتنا وفي تطلعاتنا إلى الحياة الجديدة».

بعدها تمّ تكريم الرفيقين فايز كرم وعميد سليمان بمنحهما وسام الثبات لمضي 50 عاماً على رسوخهما في مبادئ النهضة وبقائهما عاملين في الحزب. كما منح وسام الواجب للرفيق الأب لويس حيدر.

وكانت كلمات شكر من المكرمين أكدوا فيها على إيمانهم الذي لا يتزعزع وثباتهم على مبادئ النهضة. ختاماً، قطع سعادة والمنفذ والمدير والمكرمين قالب حلوى بالمناسبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى