هل ينجح معصوم في مهمة إذابة الجليد مع السعودية؟

طيّ صفحة الاتهامات المتبادلة التي طغت على العلاقة بين بغداد والرياض وإذابة الجليد ومكافحة الارهاب، أبرز الملفات التي سيبحثها الرئيس العراقي فؤاد معصوم في زيارته أمس السعودية المتهمة بدعم الجماعات الإرهابية، وقد سبق الزيارة بلقاء خاطف وعاجل مع السيد علي السيستاني والهدف التوّسط لدى قيادة الرياض للعفو عن الشيخ نمر باقر النمر الذي حكم عليه بالإعدام.

وسيلتقي معصوم في زيارته التي تستمر ليومين مع الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز ووزير الخارجية سعود الفيصل… ويكشف مصدر: «أن الزيارة ستتناول أثناء المحادثات الأوضاع الأمنية في المنطقة وتعزيز أمن الحدود المشتركة والحرب ضد تنظيم «داعش» والدعم الدولي لهذه الحرب والتعاون للتصّدي للإرهاب وتجفيف منابعه وتبادل المعلومات، فضلاً عن العلاقات السياسية والأمنية والتجارية بين البلدين».

على الصعيد الأمني، نجحت القوات العراقية، أمس في استعادة بيجي التابع لمحافظة صلاح الدين، وفيما أكد مسؤولون محليون أن استكمال السيطرة على المحافظة متوقف على اقتحام 4 مدن وهي: تكريت والعلم والزوية ويثرب والشرقاط، يرى خبير عسكري بارز أن تنظيم «داعش» أصابه الشلل وبات غير قادر على استعادة المناطق التي كانت تحت نفوذه، مبيناً عدم إمكان تحديد سقف زمني لإنهاء هذه المعركة.

وكان الموقع الالكتروني الرسمي لوزراة الدفاع العراقية نشر خبراً مفاده أن «الجيش العراقي وقوات الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي نفذوا عملية مدبرة واسعة ناجحة فجر الثلاثاء لتطهير قضاء بيجي من عناصر تنظيم «داعش».

وجرى خلال العملية تطهير مركز القضاء وبناية القائمقامية ومديرية الشرطة وجامع الفاتح ورفع العلم العراقي على المباني الحكومية وقتل أعداد كبيرة من إرهابيي «داعش» وإبطال عدد كبير من العبوات الناسفة، بحسب الموقع.

وقال مصدر محلي في محافظة صلاح الدين إن «تنظيم الدولة الإسلامية قام بتفخيخ عدد من المنازل التي غادرها أهلها بسبب العمليات، فضلاً عن زرع الألغام في الشوارع وهو ما يبطئ من تقدم القوات الأمنية». وأضاف أن «معظم المناطق التابعة لقضاء بيجي قد جرى تطهيرها كالحجاج والمزرعة والطعمة باستثناء الصينية التي يوجد فيها المسلحون بكثافة» .

وصول الخبراء الأميركيين

من جهة أخرى، أعلن مجلس محافظة الأنبار وصول 50 خبيراً ومستشاراً عسكرياً أميركياً إلى قاعدة عين الأسد غرب الرمادي، وذلك بالتزامن مع سيطرة الجيش والشرطة العراقية على قضاء بيجي.

وأكد المجلس تجهيز المقاتلين بالأسلحة من أجل تحرير مناطق المحافظة من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال عضو مجلس محافظة الأنبار المهندس أركان خلف الطرموز إن المستشارين الأميركيين سيتولون تدريب عناصر القوات الأمنية من الجيش والشرطة، فضلاً عن مقاتلي العشائر من أهالي المحافظة، مبيناً أنهم سيقدمون أيضاً المساعدات الإنسانية للأهالي وتأهيل القيادات الأمنية.

وأضاف عضو مجلس المحافظة أن «مهمة المستشارين الأميركيين تنحصر بتدريب عناصر القوات الأمنية من الجيش والشرطة، فضلاً عن مقاتلي العشائر من أهل الأنبار». وأضاف الطرموز أن «المستشارين الأميركيين لا يتقبلون فكرة تدريب قوات غير نظامية ولا دستورية، لأنهم مكلفون بتدريب القوات النظامية فقط ودعمها».

وقالت اليسا سميث المتحدثة باسم البنتاغون «يمكنني أن أوكد أن نحو 50 من عديد القوات الأميركية يزورون قاعدة الأسد لإجراء مسح لمرافقها استعداداً لأي استخدام مستقبلي محتمل لها كموقع لتقديم عمليات المشورة والمساعدة لدعم القوات الأمنية العراقية».

أربيل: الخلاف بين الأحزاب يتفاعل

على خلفية ملف النفط

عقد برلمان «إقليم كردستان» جلسة مخصصة لمناقشة الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الإقليم. جلسة سرعان ما أغلقت أمام الصحافيين بطلب من رئيس حكومة الإقليم نجيرفان بارزاني، الرجل يقول: «إن ما سيعرضه من أرقام وأسماء لشركات ومصارف جرى التعامل معها في عملية بيع وشراء النفط، إن علمت بها بغداد، فإنها ستضر بالحوارات بين المركز والإقليم».

عضو برلمان «إقليم كردستان» أنور قادر رأى أن «سبب الأزمة الاقتصادية في الإقليم بصراحة هي بسبب الحكومة السابقة، التي كان تديرها العائلتان اللتان تسيطران على الاقتصاد وقوت الناس»، مشيراً إلى أنه «حتى الآن هم يديرون اقتصاد الإقليم»، وقال: «إذا لم يجر الإصلاح في النظام الاقتصادي والسياسي في الإقليم فإننا لو امتلكنا موازنة العالم وبوجود هذه الحكومة، فإن الأزمة الاقتصادية ستبقى قائمة». في المقابل، أوضح عمر عنايت عضو في البرلمان عن كتلة التغيير أن «الجلسة تمشي بما يريده رئيس الحكومة»، مشيراً إلى أن مغادرة النواب لقاعة البرلمان سببها حصر النقاش برئيس الحكومة وفريقه المؤلف من 17 عضواً وترك الآخرين وكأن ليس لهم الحق في التحدث وتوجيه السؤال إليه. الملفات العالقة مع المركز وجدت حلولاً داخل قبة البرلمان باستقلال الإقليم اقتصادياً عن العراق. فيما وجد البعض الآخر أن الخطورة تكمن في الاتفاقات غير المعلنة.

وقال النائب حاجي كروان عن الاتحاد الاسلامي، إنه «جرى التوصل بشكل أوتوماتيكي أو إن الأمر الواقع فرض نفسه بأن «إقليم كردستان» يحتاج إلى الإدارة المستقلة من الناحية المالية ومن ناحية تصدير النفط». أما النائب فرهاد سنكاوي عن الاتحاد الوطني، فأشار إلى أنه «في كل الحالات يتفقون في الخارج وفي غرف مغلقة ويأتون إلى البرلمان»، معتبراً أن «ما يجرى هو إعدام للديمقراطية».

محتويات مركز معلومات «داعش»

تحت التحليل

تكتّم جهاز مكافحة الإرهاب على أخبار تناقلتها مواقع عراقية كثيرة تفيد بأن ضباطاً من جهاز الاستخبارات العراقي وبالتعاون مع جهاز مكافحة الإرهاب كشفا مركز عمليات لـ«داعش» في قضاء بيجي يحتوي على خرائط مفصلة وباللغة العبرية كان التنظيم المتطرف يستعملها لرصد تحركات القوات الأمنية العراقية.

وقال مصدر في الجهاز إن «الوقت ما زال مبكراً للإعلان عن هذه المعلومة»، مضيفاً: «نحن حالياً بصدد تحليل ما هو موجود في المركز لإعطاء الخبر اليقين لكون الموضوع يملك أهمية خاصة».

وكانت مواقع إخبارية عراقية عدة قد تناقلت تصريحاً لمصدر في الجهاز مفاده أن قوات مكافحة الإرهاب قد استولت على مركز عمليات لـ«داعش» في قضاء بيجي وفيه خرائط ومعلومات مكتوبة باللغة «العبرية»، ما يؤكد وجود مستشارين يتقنون هذه اللغة، ولا يمكن استبعاد أن يكونوا تابعين لأجهزة الاستخبارات «الإسرائيلية».

وتابعت المواقع تأكيد المصدر الذي لم تشأ إعلان اسمه على أن «خطط العراقيين العسكرية تفوق مستوى تفكير عناصر داعش ومستشاريهم»، الأمر الذي جعلهم لا يعرفون كيفية الاستفادة من معلومات الاستخبارات «الإسرائيلية» التي حصلوا عليها.

يذكر أن القوات العراقية عثرت على أسلحة «إسرائيلية» مختلفة لدى إرهابيي «داعش» بعد مداهمة أوكارهم في مختلف المناطق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى