عرض نتاج الروائي الراحل حنّا مينه في مكتبة الأسد الوطنية

رانيا مشوِّح

أغناها من روحه وفكره ثقافةً وعطاء فأغنته تقديراً، حنا مينه الروائي السوري الراحل جسداً الباقي فكراً، أعطى وطنه عصارة تجارب واختزل مراحل بكتب وروايات فأحاطه الوطن بسوار الحب والوفاء، وتقديراً لمسيرته الأدبية الحافلة التي أغنت المكتبة العربية برصيد ثمين من أعماله الروائية احتفلت وزارة الثقافة ضمن فعاليات يوم الثقافة بالراحل الكبير حنا مينه، حيث أقامت معرض كتب لنتاجه الأدبي، إضافة إلى عرض فيلمين الأول بعنوان «الريس» تأليف وإخراج نضال قوشحة، والثاني «الشراع والعاصفة» للمخرج غسان شميط، وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.

تضمّن المعرض روايات عديدة لمينه منها «الشراع والعاصفة» و»المرصد» و»الرجل الذي يكره نفسه» و»الجسد بين اللذة والألم» و»نهاية رجل شجاع» التي تحول البعض منها إلى أعمال درامية وسينمائية، إضافة إلى دراسات حول إبداعه منها «ملامح من حنا مينه» لصياح الهجيم، و»رسم الشخصيات في روايات حنا مينه» لفريال كامل سماحة و»حنا مينه حارس الشقاء والأمل» لنذير جعفر وغيرها الكثير.

وخلال تصريح صحافي لمدير عام مكتبة الأسد الوطنية إياد مرشد، قال فيها: الراحل حنا مينه قامة ثقافية كبيرة أغنت المشهد الثقافي السوري بأعمال روائية مهمة التي نقل بعضها إلى الشاشتين الصغيرة والكبيرة. خصّصنا هذا اليوم لتكريمه من خلال الإنتاج الإبداعي وبعض الدراسات التي تناولت أدبه، إضافة إلى عرض أعمال سينمائية.

وتابع: فيلم «الريس» يتناول على مدى 28 دقيقة مسيرة حياة الروائي مينه، من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ويصنّف ضمن نمط الديكودراما الوثائقي والروائي.

كاتب فيلم «الريس» ومخرجه نضال قوشحة قال في تصريح صحافي له: الراحل مينه هو اسم كبير في عالم الأدب والفكر السوري، كان لي الشرف بإنجاز هذا الفيلم. قمت بإدخال تفاصيل لم يسبقني اليها أحد نظراً لعلاقتي به التي تمتد لسنوات عديدة ومنذ زمن كان لدي هاجس أن أساهم بتكريمه خلال حياته. هذا الفيلم هو الثالث لي ضمن هذا النمط السينمائي بعد أن قدّمت فيلماً بعنوان «جورج لطفي الخوري» من إنتاج مؤسسة السينما وفيلم «أيقونة الفرح» عن الفنانة صباح ضمن القطاع الخاص. والآن بصدد التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن الفنان الكبير صباح فخري، إضافة إلى أسماء كبيرة أخرى في مختلف المجالات الإبداعية.

أما الفيلم الروائي «الشراع والعاصفة» الذي عُرض فهو مقتبس عن رواية مينه الشهيرة ويجسّد مرحلة تاريخية مهمة عاشها الشعب السوري إبان الحرب العالمية الثانية، وانتهت بانتزاع الاستقلال من المستعمر الفرنسي. يتحدث عن حكاية وطن ويتناول المجتمع السوري المتنوّع والغني، ويتحدّث عن علاقة الصيادين بالبحر وطبيعة عملهم القاسية.

الجدير بالذكر، أن حنا مينه رحل عن عالمنا في الحادي والعشرين من آب الماضي، وهو من مواليد مدينة اللاذقية عام 1924. عمل في مهن مختلفة في مطلع شبابه في كتابة العرائض والمقالات والأخبار للصحف في سورية ولبنان، قبل أن يبدأ مسيرته مع الأدب مع رواية «المصابيح الزرق» تلاها نحو أربعين رواية.

وساهم مينه مع مجموعة من الكتّاب في سورية عام 1951، بتأسيس رابطة الكتاب السوريين ولاحقاً «اتحاد الكتّاب العرب» واتّسم أدبه الروائي بارتباطه بالواقعية والتماهي مع عالم البحر وشخوصه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى