منفّذيّة زحلة في «القومي» أحيت عيد التأسيس بأمسية للشاعر غسّان مطر

أحيت منفّذيّة زحلة في الحزب السوري القومي الإجتماعي عيد تأسيس الحزب بـ «أمسية للشاعر غسّان مطر، وذلك في قاعة المؤتمرات – بارك أوتيل في شتورا، بحضور عضو المجلس الأعلى أحمد سيف الدّين، رئيس المحكمة الحزبية حسين عيسى، منفذ عام زحلة إيلي جرجس، منفذ عام البقاع الغربي الدكتور نضال منعم، مدير عام «البناء» د. وليد زيتوني، المدير الإداري في جريدة «البناء» زياد الحاج، وعدد من أعضاء المجلس القومي وهيئات المنفذيات ومسؤولي الوحدات.

كما حضر ممثلون عن: حزب الله، حركة أمل، حزب البعث العربي الإشتراكي، تيّار المردة، حزب الطاشناق، الحزب الشيوعي اللبناني، رابطة الشغيلة، حزب الإتحاد، تيّار العروبة. وحضر ممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية والفصائل الفلسطينية، رؤساء بلديات واتحادات ومخاتير المنطقة، فاعليات اقتصادية وتربوية وثقافية، وممثلو عدد من الأندية الرياضية والجمعيات الأهلية، وحشد من القوميين والمواطنين.

زيتوني

بعد النشيدين اللبناني والسوري القومي الإجتماعي، ألقى كلمة منفّذيّة زحلة ناظر الإذاعة الدكتور لؤي زيتوني قال فيها:

تحيّة الأدب النّهضويّ الذي ما انفكّ يهزّ وجداننا، ويحرّض فينا كلّ عرقٍ للانتفاض من أجل قيم الحقّ والخير والجمال… تحيّة الأدب المتولّد من وعيٍ أصيلٍ بحقيقة النّهضة ودورها في استعادة ريادة هذه الأمّة وعظمتها.

والتّحيّة كلّ التّحيّة… لهذا الحضور الذي يثبت اليوم أنّ الثّقافة ما زالت عنصراً حيويّاً في مجتمعنا، وأنّها العامل الأساس في تمييز الجماعة المتحضّرة، عن تلك التي لا تزال تقبع في المراحل البدائيّة، مهمّا جمّلت واقعها بتزيينات خادعة.

وأضاف:» إن أردنا الكلام عن النّهضة السّوريّة القوميّة الاجتماعيّة فلا مفرّ من النّظر إلى تاريخٍ طويل من الصّراع، الذي خاضته في سبيل استعادة الأمّة لدورها وحيويّتها، على مدى ستةٍ وثمانين عاماً، عبر ميادين شتّى كانت الثّقافة أبرزها، لا بل ومنطلقها… فمؤسّسها أنطون سعاده لم يكن يريد يوماً انتماءً عاطفيّاً متسرّعاً إلى هذه النّهضة، ولم يركن يوماً إلى شعاراتٍ عابرةٍ تُطلَق دون تدقيقٍ أو حساب، لكون الانتماء إلى نهضةٍ من هذا النّوع تؤمن بالفعل التّغييريّ الذي وُلدت من أجله، لم يكن ليتمّ إلاّ من خلال وعيٍ عميقٍ وثقافةٍ واثقة تطوّريّة ومعرفةٍ مجتمعيّةٍ تجعل الشّعب يدرك هويّته ويبني مطامحه العليا ويرسّخ قيَمه المثلى لنكون بالفعل أمّة قويّةً هاديةً للأمم، كما عرفنا التّاريخ…

من هذا المنظور يمكن أن نقرأ كتاب سعادة العلميّ الرّائد: «نشوء الأمم»، بوصفه المنطلق لفلسفته الاجتماعيّة ومن هذا المنظور أيضاً يمكن الدّخول في نهجه النّقديّ للأدب ضمن كتابه المعنون: «الصّراع الفكريّ في الأدب السّوريّ»، الذي أطلق فيه نظرته نحو الأدب، والذي كان العامل الأوّل في نشأة الحداثة الشّعريّة، إلى جانب كتاب «جنون الخلود» ومقالاته في موضوع «أدب الحياة وأدب الكتب»… ما رسّخ البعد النّهضويّ التّغييريّ لحركته القوميّة الاجتماعيّة في المجال الثّقافيّ، كما في غيره من المجالات، والقائم على الصّراع ضدّ عوامل الجمود والتّخلّف في المجتمع بغية تحويل مساره نحو القيامة.

ولماّ كان مفهوم الأمّة قائماً لديه على وحدة العوامل الرّوحيّة – الماديّة، باتت الثّقافة في قمّة هذه العوامل التي تستنهض الأمّة وتحيي قيمها، ولذلك كانت النّتيجة البديهيّة حول أنّ «الأدب هو حصول ثورة روحيّة مادّيّة، اجتماعيّة، سياسيّة، تغيّر حياة شعبٍ بأسره»… وهذا ما ينسحب على الفروع الإبداعيّة الأخرى، من رسمٍ ونحتٍ وموسيقى ومسرح… ولعلّ هذا ما حدا بأحد كبار الشّعراء، وأعني فؤاد رفقة، في حوارٍ خاصّ، إلى القول إنّ القوميّين الاجتماعيّين هم الأغصان الخضراء اليانعة التي ستعيد الحياة إلى عروق هذه الأمّة.

وانطلاقاً من ذلك يمكن فهم طبيعة نهضته الحيّة التي اتّسعت لتحتضن كبار المبدعين والمفكّرين، ومن ضمنهم القامة العظيمة التي نستضيفها اليوم، شاعرنا الكبير غسّان مطر.

وتابعزيتوني قائلاً: «غسّان مطر الشّاعر الرّائد الغنيّ عن كلمات التّعريف والتّنميق، لما له من باع طويلٍ في الشّعر وتصويره، وفي تطويع الكلمات لتكون أدباً يحدث عبر «الاتصال بمجرى حياة يجد فيه الشاعر نفسه ونفس أمته ومجتمعه وحقيقة طبيعة جنسه ومواهبها، وبإدراك عمق النظرة إلى الحياة والكون والفن الملازمة لهذا المجرى الذي يزداد قوة مع الأيام»، كما أراد سعاده معلّمه.

مطر

وألقى الشاعر غسّان مطر مجموعة من قصائده الوطنية والقومية النهضوية التي لاقت استحسان الحضور وتفاعلهم، وهي تحاكي الواقع المأسويّ للعالم العربيّ وللأمّة، ومنها:

مربايا مرآةٌ تفضحنا

سكّينٌ تغتال بقايا عزّتنا

إن كان هناك بقايا.

مربايا اسمٌ مألوف في قاموس السّلطان العربيّ

ويعني

سوقاً لمقايضة التّاريخ العربيّ بفخذين،

ومقبرة الشّهداءِ بخمسٍ

أو ستّ بغايا.

من أين أبدأ؟ من فلسطين التي

ذُبحتْ وبارك موتها الزّعماءُ

القُدسُ بيعَت والكنائس هُجّرَت

وتكسّرت أجراسها الخرساءُ

هي وجهنا الباقي قتلناها

وما جفّت على وجه القتيل دماءُ

وإذا الدّماء استصرخت من بابلٍ

ردّت على الصّرخات سامرّاءُ

كلٌّ أميرٌ، والمعرّي كافرٌ

والعقلُ رجسٌ والحوارُ هباءُ

هذي عواصمنا استُبيح ترابها

واحدودبت من حزنها الأجواءُ

وأكاد أنكرها وأنكر أهلها

لولا دمشق وصدرها المعطاءُ

أنا يا دمشقُ إذا جزعتُ

فلأنني أدرى بما يتربّص اللّقطاء

أدرى بحقد الإخوة الأعداء

إن أمر الوصيّ، وكلّهم أعداءُ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى