المولى: دفعنا أثماناً باهظة في سبيل مواقفنا وخياراتنا.. ولا نندم على أية تضحية قدّمناها في سبيل وطننا

أقامت منفذية الهرمل الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً حاشداً بمناسبة عيد تأسيس الحزب، بحضور عميد الإذاعة داليدا المولى، العميد النائب السابق الدكتور مروان فارس، منفذ عام الهرمل حسين التالا، منفذ عام البقاع الشمالي محمد الجبلي، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهلا رياشي، عضو المجلس القومي حسن نزها، وعدد من المسؤولين الحزبيين وفاعليات الهرمل، وحشد من القوميين والمواطنين.

افتتح الحفل بالنشيدين اللبناني والسوري القومي الاجتماعي، ومن ثم ألقت ريان الجوهري كلمة تعريف جاء فيها:

أنطون سعاده كتب تاريخ هذه الأمة، وأسّس حزباً سورياً قومياً أجتماعياً في كلّ الأمة السورية كاسراً حدود التجزئة المصطنعة.

القوميون حاربوا وقاوموا، اعتقلوا وسجنوا، لكنهم انتصروا بعقيدتهم وبوقفات العز وشهادة الدم.

أنظروا لتراب هذه البلاد أحمر قاني جُبل بالعرق والدماء، أنصتوا لتراب هذه البلاد تسمعون أصوات سناء وثائر وعواد.

ثم تلت ناظرة التربية والشباب أماني الجوهري بيان عمدة الإذاعة بالمناسبة.

كلمة المنفذية

وألقى ناظر الإذاعة في منفذية الهرمل بشير عاصي كلمة المنفذية وجاء فيها: السادس عشر من تشرين الثاني ليس حدثاً عابراً، أو يوماً اعتيادياً، ففي مثل هذا اليوم، انبلج مجد التاريخ وأضاء ليلاً جثم على صدر أمتنا منذ نشأتها، منتهكاً شعبها، مرسياً واقعاً سوداوياً بدءاً بتقسيم الأمة إلى كيانات متناحرة متنافرة زارعاً في نفوس أبنائها حقداً تجلى في عناوين طائفية ومذهبية بغيضة.

في مثل هذا اليوم من العام 1932 خفق نبض التاريخ في شريان الأمة وسرى في عروقها معلناً ولادة نهضة حطمت قيد العبودية ورفعت نفوساً كانت ترزح في قاع سحيق، فعانقت السماء وباتت شعلة لا تنطفئ، نورها كوهج شمس سطعت في تموز الفداء فأضاءت فكراً لا ينضب ووعياً لحقيقتنا الكامنة في نفوسنا معلناً قضاءً وقدراً جديدين توّهجاً بولادة النهضة السورية القومية الاجتماعية.

وأضاف: «إنّ أمتنا ما زالت تعاني من آفات وأمراض أثقلت كاهلها، ومن عدوّ يتربّص بها منذ نشأتها، فها هو اليوم يطلّ من جديد بوجه ربيعي أسود أجّج ناراً لم تخمد بعد، فكلما نظرنا من حولنا نرى لهيباً يحرق جسد الأمة وإن لم تنطفئ يحرقنا جميعاً.

وتابع: لقد عقدنا العزم على المواجهة غير آبهين بآلامنا، وتقدّمنا صفوفاً بديعة النظام حاملين رايات الزوبعة تخفق إيذاناً ببدء التحرير، فها هم أبطال نسور الزوبعة في الشام، يقبضون على الزناد يسطّرون أعظم الملاحم البطولية، رصاصهم يدوي حاملاً في طياته وميضاً ينير عتم الدرّب، دماؤهم مشعال يبشر بنصر قريب. فتحية لهم وتحية لكلّ الشهداء في عيد التأسيس لحسين البنّا، وسعيد العاص في فلسطين، تحية لشهيد الاستقلال الأول سعيد فخر الدين، تحية إلى سناء محيدلي ووجدي الصايغ ومالك وهبي، تحية إلى نورما أبي حسان وعلي غازي طالب، وابتسام حرب، ومريم خير الدين وزهر ابو عساف، تحية إلى أدونيس نصر وفضل الله فارس، وتحية إلى أبطالنا في غزة الأبية الذين جعلوا من عدوّنا كياناً ذليلاً لا حول له ولا قوة أمام إرادة شعبنا. وتحية إلى الشهيد الحي حبيب لشرتوني.

رفقائي، إنّ حزبنا هو أول من وضع أسس الحياة الجديدة المبنيّة على مفاهيم القومية الصحيحة، وعمل على بناء الإنسان الجديد في أمة يسودها الولاء القومي لا الولاءات الطائفية والمذهبية. فحزب مؤسسه وزعيمه وشهيده أنطون سعاده، هو حزب لم ولن ينكسر مهما كانت الأخطار. فانتصروا لحزبكم وتعصّبوا لقوميتكم ولا تفرّقوا، وكونوا صفاً واحداً وابتعدوا عن كلّ ضجيج وثرثرة واذكروا أنه بوحدتنا وعملنا نحيا ونحيا أبداً، وسنبقى نردّد مع زعيمنا: «بهذا الإيمان نحن ما نحن وبهذا الإيمان نحن ما سنكون، وبما نحن وبما سنكون سيظلّ هتافنا يدوّي في العالم: لتحي سورية.

كلمة المركز

وألقت عميد الإذاعة داليدا المولى كلمة مركز الحزب فأشارت فيها الى أنّ تأسيس الحزب لا يعني بالنسبة للقوميين الاجتماعيين حدثاً جامداً أو حدثاً ظرفياً، إنما هو تاريخ بدء تاريخ سورية الصحيح، تاريخ النضال في سبيل حريتها وسيادتها على أرضها وثرواتها، هو تاريخ وحدة الشعب والمصير في بلادنا، والسير معاً من أجل مصلحة الأمة التي لا تعلوها مصلحة.

وأكدت المولى أنّ «مسيرة الحزب السوري القومي الاجتماعي، مسيرة مضيئة بوقفات العز منذ التأسيس وحتى اللحظة في سبيل نهضة الأمة، وتابعت: «هنا في الهرمل وعلى مقربة منها في القصيْر، حيث سقطت حدود الوهم وسطّر الرفقاء في نسور الزوبعة والجيش السوري والحلفاء أروع مشاهد البطولة لصدّ الإرهاب عن البلدات والقرى، وقد نكون دفعنا أثماناً باهظة في سبيل مواقفنا وخياراتنا، إنما كانت مواقف تنمّ عن إرادة القوميين الاجتماعيين بالحياة الحرة، ولا نندم على أية تضحية قدّمناها في سبيل وطننا».

وتوجهت الى القوميين الاجتماعيين: «عليكم الفخر في كلّ لحظة بتاريخ حزبكم فمنه كانت سناء ووجدي ونورما وزهر وخالد وسعيد العاص، ومنه كان شهيد الاستقلال الوحيد في لبنان الرفيق سعيد فخر الدين وشهيد العلم في لبنان الرفيق حسن عبد الساتر، ومنه عظماء في النضال والأدب لا تتسع المنابر لذكرهم من كمال خير بك ونذير العظمة وسعيد تقي الدين وميشال نبعة الى رفقاء كثر خاضوا القتال لتثبيت وحدة الأرض في لبنان والشام وفلسطين ومنه «نسور الزوبعة»، الذين أثبتوا أنّ في الأمة شباب وشابات حاضرون دائماً وابداً للذوْد عن كلّ حبة تراب فيها.

أضافت: «لكم كلّ المجد فحزبكم هو حزب الشهادة والبطولة والحياة، حزب القيم والمثل العليا، حزب المواطنة الحقة، هو حزب المبادئ في خدمة المواطن لا العكس، وكلنا فخر بمسيرته وإيمان بعقيدته والتزام بنظامه ومبادئه واقتداء بمؤسّسه أنطون سعاده».

وختمت بتوجيه التهنئة إلى القوميين الاجتماعيين وكلّ الأمة بمناسبة التاسيس لافتة إلى أنّ عمل حزب سعاده وفكره هو لخير كلّ الشعب السوري.

عمل مسرحي ولوحات راقصة للأشبال

تخللت الاحتفال مسرحية للأشبال والزهرات في المنفذية حول الظروف التي تسود كيانات الأمة، والدعوة الى ضرورة العمل لوحدتها، كما تمّ تنظيم لوحات راقصة للأشبال والطلبة على وقع الأناشيد الوطنية. وختاماً تمّ عرض فيلم توثيقي لعمل منفذية الهرمل الاذاعي والتربوي خلال عام 2018، ومن ثم قطع قالب الحلوى الذي أعدّ بالمناسبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى