قوات الاحتلال استأنفت رفع السواتر الترابية مقابل منتزهات الوزاني الجيش: مزاعم العدو بوجود أنفاق عند الحدود الجنوبية مجرد ادّعاءات
فيما أعطى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل التعليمات لتحضير شكوى ضدّ العدو «الإسرائيلي» إلى مجلس الأمن الدولي حول الخروق الاسرائيلية المتكرّرة تجاه لبنان والتي تعدّ نحو مئة وخمسين خرقا شهرياً، تابعت قوات العدو «الإسرائيلي»، رفع السواتر الترابية خلف الشريط التقني مقابل متنزهات الوزاني، وقامت دورية مؤلفة من جيب «هامر» بتفقد محطة المراقبة التي تقع مقابل المتنزهات.
وانعقد أمس الإجتماع الثلاثي الدوري في إحدى مقار الأمم المتحدة في رأس الناقورة، برئاسة قائد قوات «يونيفيل» اللواء ديل كول ستيفانو وبحث البنود السابقة كالحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق وعدم إنتهاكه من قبل الأطراف ووضع العلامات على طول هذا الخط، وانسحاب العدو «الإسرائيلي» من شمال الغجر كما جرى البحث في موضوع «الأنفاق».
وأعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان أنّ الجانب اللبناني برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوات الأمم المتحدة العميد الركن الطيار أمين فرحات، شدّد خلال الاجتماع، على موقف الحكومة اللبنانية المتمسك بسيادة لبنان على أراضيه ومياهه البحرية وثرواته النفطية، والرافض لخروق العدو «الإسرائيلي» الجوية والبحرية والبرية والاستفزازات المتكررة وطالب بوقفها. كما جدد مطالبته بالانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم المحتلّ من بلدة الغجر. واعتبر أنّ مزاعم العدو المتعلقة بوجود أنفاق عند الحدود الجنوبية هي مجرد ادّعاءات لحينه، مطالباً بمعلومات دقيقة وإحداثيات عن الأماكن التي زعم العدو «الإسرائيلي» أنها تحتوي على أنفاق، وذلك ليُبنى على الشيء مقتضاه. كما شدّد على عدم قيام العدو بأيّ أعمال داخل الأراضي اللبنانية.
وأكد الجانب اللبناني التزام لبنان بالقرار 1701 وبحدوده المعترف بها دولياً، مطالباً بتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 13/L73 القاضي بالطلب من العدو «الإسرائيلي» ضرورة دفع المستحقات المترتبة على عدوانه على المنشأة النفطية في الجية في عام 2006، والتي نجم عنها أضرار بيئية جسيمة بقيمة نحو 856.4 مليون دولار، ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى الضغط على العدو «الإسرائيلي» لتنفيذ القرار المذكور.
وأفاد بيان لبعثة «يونيفيل»، أنّ الاجتماع الثلاثي الذي كان من المقرّر عقده قبل بدء عمليات الجيش «الإسرائيلي» أول من أمس على الجبهة الشمالية، شكّل «منتدى لمناقشة القضايا المتعلقة بأنشطة الجيش الإسرائيلي الجارية، لضمان أن يسود الهدوء العام».
وأكد ديل كول «الدور الحاسم لآليات الارتباط والتنسيق التي نضطلع بها لتخفيف حدة التوترات من خلال التواصل المستمرّ، ويأتي في صلب هذه الآليات المنتدى الثلاثي».
وشدّد على «أهمية ضمان وصول يونيفيل بشكل كامل إلى جميع المواقع على طول الخط الأزرق»، في الوقت الذي ناشد فيه الأطراف تقديم الدعم الممكن للحد من «مستوى الخطاب المرتفع».
وفي الاجتماع، تمّ الاتفاق أيضاً على أن ترسل «يونيفيل» «فريقاً تقنياً إلى إسرائيل في 6 كانون الأول للتأكد من الوقائع».
وركزت المناقشات على مسائل أخرى تتعلق بتعاون الأطراف لناحية قيام «يونيفيل» بالمهمات الموكلة إليها في إطار قرار مجلس الأمن الدولي 1701 2006 ، والقرارات ذات الصلة 2433 2018 و2373 2017 ، الى جانب الانتهاكات الجوية والبرية.
ودعا ديل كول الأطراف إلى «الامتناع عن القيام بأي عمل أحادي قد يؤثر سلباً على الوضع». وقال «عام 2019، سنواصل يونيفيل وأنا دعم كلّ الجهود لنزع فتيل التوتر من خلال الحوار والاستفادة من جميع الفرص لبناء الثقة». وشدّد على أنه «يجب على جميع الأطراف أن تدرك أنّ وقوع أيّ حادث بسيط نسبياً، قد يتحوّل بسرعة إلى شيء أكثر خطورة وذي عواقب لا تحمد عقباها».
عسيران
إلى ذلك، اعتبر عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب علي عسيران في تصريح أنّ «المزاعم الإسرائيلية حول اكتشاف أنفاق على الحدود ما هي إلا أكاذيب صهيونية»، مؤكداً أنّ «لبنان سيدافع عن حدوده في ما لو أقدمت «إسرائيل» على أيّ عمل عسكري عدواني ضدّ لبنان بحجج كاذبة، وكما أنّ «إسرائيل» تستبيح الأجواء اللبنانية يومياً، من حق لبنان أيضاً أن يدافع عن نفسه بالشكل الذي يراه».
وأكد أنّ «الجميع يعرف أنّ أيّ شرارة قد تحصل من على الحدود اللبنانية المتاخمة للمستوطنات الاسرائيلية فإننا، كلبنانيين، سنكون يداً واحدة وكلمة واحدة لمواجهة أيّ عدوان وهذا يتطلب من الفرقاء في الداخل رؤية واضحة للتمكن من تشكيل حكومة تكون بمستوى مسؤولية الظروف الاقتصادية، النقدية الأمنية والعسكرية على حدودنا الجنوبية».
«الاتحاد»
بدوره، رأى «حزب الاتحاد»، أنّ «الحفريات الصهيونية التي تقوم بها قوات الاحتلال على حدود لبنان مع فلسطين المحتلة هي محاولة من قادة العدو الصهيوني لتعويض خسارتهم في معارك غزة الأخيرة، وتحويل الأنظار إلى الحدود الشمالية داخل الكيان الصهيوني، عن مآزق تلك القيادات من انتكاسات عسكرية ورشى، وهي محاولات لن تتخطى الحدود لأن العدو يعلم تماماً أن لبنان لم يعد لقمة سائغة يمضغها كلما سال لعابه في المس بالسيادة الوطنية اللبنانية».
وقال الحزب في بيان أمس «لم يعد العدوان على لبنان في ظل المعادلات التي أوجدتها المقاومة، قادراً على استباحة السيادة الوطنية اللبنانية، وهذا يشكل اعتزازاً كبيراً للبنان ولأمنه وسيادته، خصوصاً في ظل معادلة التلاحم بين الجيش والشعب والمقاومة، هذه المعادلة التي يصعب كسرها او تخطيها مهما كبرت وسائل الفتن في الداخل ومهما علت صيحات العدوان وخربشاته على الحدود، لأن هذه المعادلة تمتلك من القوة والقدرة ما لا يستطيع أي عدوان اي يحقق مبتغاه لأنه سينهزم من جديد بهذه الإرادة الصلبة».
ودعا «كل القوى السياسية اللبنانية إلى الوعي لمحاولات محاصرة المقاومة عبر فتن داخلية، لأن ذلك يشكل خدمة للعدو الصهيوني والسماح له باستضعاف لبنان من جديد».
ذبيان
وأشار رئيس تيّار «صرخة وطن» جهاد ذبيان إلى أنّ «مسرحية الأنفاق التي يقوم بها جيش العدو الإسرائيلي عند حدود لبنان مع فلسطين المحتلة ، تكشف مدى الرعب والقلق الذي يعيشه الكيان الصهيوني، وما الدعوة التي وجهها المندوب الإسرائيلي لعقد جلسة في مجلس الأمن لمناقشة مسألة الأنفاق المزعومة، إلاّ خطوة في سياق مسلسل التحريض على المقاومة ولا سيما بعد دورها ومساهمتها في القضاء على الإرهاب في سورية».
وشدّد في بيان على أنّ «هذا السيناريو بات مكشوفاً ولم يعد بإمكان العدو الإسرائيلي أن يخدع العالم والرأي العام الدولي، لا سيما أنّ جرائمه في غزة كشفت من هو المجرم الحقيقي، لكن العدو الصهيوني يسعى الى تبرير أيّ عدوان ضدّ لبنان، في وقت هو يدرك جيداً أنّ المقاومة باتت لديها الإمكانات والقدرات للوصول الى المستوطنات في الداخل الفلسطيني المحتلّ، وليست بحاجة الى حفر الأنفاق»، مشيراً الى أنّ «قيادة جيش الإحتلال تدرك أنّ أيّ مواجهة مع لبنان ستنتهي بهزيمة مدويّة للكيان الصهيوني، ولكن على ما يبدو فإنّ كيان العدو يريد الخروج من الأزمة السياسية التي عصفت به بعد إنتصار غزة الأخير، من خلال اتبّاع سياسة الهروب الى الأمام، ولهذه الغاية قام بإختلاق قضية «أنفاق حزب الله «.