قنبلة نووية
بلال شرارة
الناس عندنا بعضهم خائف من الغد وبعضهم غير مهتمّ بالتهديدات ومما قد يحدث من أن تعود «إسرائيل» تقدر عصاها فينا ، خائف مما تمّ تحشيده من مقاتلين وتجميعه من سلاح وعتاد ومحاولة اغتيال بلدنا عقاباً له على ما تعتبره «إسرائيل» مساساً بمصالحها وتهديداً لأمنها. خائف من التحشد الإسرائيلي على حدود غزة مع فلسطين الأخرى ؟ .
بلدنا وقع طيلة عقود ولا يزال على منظار التصويب الاسرائيلي»، جيش العدو دمّر مدننا وبلداتنا وقرانا ودساكرنا، ارتكب المجازر في كلّ قرية حتى علم الأمم المتحدة في قانا، اجتاح حدود لبنان في أعوام 1973 و 1978 و 1982 و 2006 وشنّ اعتداءات بلغت حدّ الحرب لا تعدّ ولا تحصى منذ العام 1948. ونحن إذا نسينا فكيف ننسى شهداء عناقيد الغضب الإسرائيلية عام 1996 والشهداء الأطفال ضحايا قنابل الكانستر و.. و..؟ ولكننا بالنتيجة انتصرنا ـ وإسرائيل على حدودنا انكسرت وهي تعاني من فشل استراتيجي. نعرف انّ أرضنا لا تزال مزروعة بالألغام من الحدود الجنوبية الى جرود عرسال، الى سوق الغرب، ومزروعة بمئات آلاف القنابل العنقودية وما تختزنه خلايا الإرهاب النائمة والمتحفزة من عبوات عدا ما كشفته أجهزتنا الأمنية الوطنية.
نحن فقط لم نجرّب في بلدنا الصغير الكبير سوى القنبلة النووية وسوف لن نخاف اليوم وغداً من تهديدنا بوسائل الحرب او بـ «إسرائيل»، ذلك لأنّ ثقتنا بأنفسنا زادت الى حدّ أننا بتنا نعتقد أننا نحن ربما من يمثل تهديداً للآخرين إسرائيل والنظام العربي وأننا سننقل الحرب الى أرض العدو. نحن أصبحنا مثل اليمنيين الذين يتسابقون حفاة الى أعلى القمم لا نملك ما نخسره، لا نخاف على أملاكنا الشخصية، عقاراتنا، أموالنا المنقولة وغير المنقولة. لا نخاف غداً أن يتهمنا أحد بالفساد او بمسلكنا بالشرور النائمة في نفوسنا.
بصراحة، فقط نخاف من الله ونلتزم خير أنفسنا ونخاف على بلدنا منها… من فتنة الشرق أن تدخل بيوتنا كما تسللت الى الأوطان والناس من حولنا. ونرجو من أشقائنا وأصدقائنا ان ينتبهوا الى أننا لا نستحق العقاب بل الثواب.
بالعودة إلى أنا:
الليل يسهر على يدي أهدهد له فلا ينام، يغمض عينيه بين الفينة والفينة على أحلام يقظته، يضحك وجهه.. يكزّ على شفتيه… يقوم إلى أشباحه فيجدني على سهر مشدوداً إلى فنجان قهوتي السوداء.
صفحة من كتابي القادم سوالف