رئيس الجمهورية أضاء شجرة الميلاد: الظروف الصعبة تجعلنا نقدّر أكثر أيام الفرح
أضاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللبنانية الأولى ناديا الشامي عون شجرة ومغارة الميلاد في القصر الجمهوري في بعبدا، وذلك في احتفال أقيم عند الخامسة والنصف من مساء أمس، حضره أفراد عائلة رئيس الجمهورية وموظفو المديرية العامة لرئاسة الجمهورية وضباط من لواء الحرس الجمهوري وممثلو وسائل الإعلام التي نقلت وقائع الاحتفال مباشرة. وتمّ وضع شجرة الميلاد في البهو الداخلي للقصر فيما تمّ وضع المغارة في الباحة الخارجية. وكانت لافتة الزينة الضوئية التي اضيئت بها مداخل القصر وحدائقه. ثم أنشد اطفال الجوقة الموسيقية لجامعة سيدة اللويزة ترانيم ميلادية بلغات متعددة بقيادة الأب خليل رحمة، فيما تولت السيدة داليا فريفر الإنشاد الفردي. وكان للرئيس عون كلمة في المناسبة قال فيها: «المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر». هكذا بشّر الملاك البشرية بولادة يسوع المسيح، وعلينا الا ننسى ان هذا الطفل هو المخلّص. به اكتملت العائلة المقدسة، وبه ايضاً وصلت بشارة السلام للبشر أجمعين. هذا العيد هو عيد العائلة، عيد الفرح للأولاد ولجميع الناس. آمل هذه السنة ان يكون عيداً مجيداً ويعود الفرح الى قلوب الناس، على الرغم من الظروف الصعبة التي نمرّ بها، ولكنها تجعلنا نقدّر أكثر أيام الفرح، وعلينا ان نفرح معاً في هذا العيد.
والتقطت بعدها الصور التذكارية للرئيس عون واللبنانية الاولى مع أفراد العائلة والجوقة الموسيقية، قبل انضمام الحضور الى حفل كوكتيل اقيم للمناسبة.
وكان الرئيس عون تسلم خلال استقباله في قصر بعبدا، كتلة نواب اللقاء الديمقراطي رؤية اللقاء والحزب التقدمي الاشتراكي من الأوضاع الاقتصادية الراهنة والتدابير التي يمكن اعتمادها، وفقاً لوجهة نظر الحزب واللقاء، لإنجاز مرحلة النهوض الاقتصادي. كما عرض الوفد للأوضاع الراهنة والتطورات الاخيرة في الجبل، حيث نقل عضو الوفد الوزير مروان حمادة عن الرئيس عون حرصه على أن يسود القانون والشرعية كل أنحاء البلاد وليس الجبل فقط.
وضمّ وفد كتلة نواب «اللقاء الديمقراطي» الى الوزير حمادة، النواب السادة: نعمة طعمة، أكرم شهيب، وائل ابو فاعور، هنري حلو، هادي ابو الحسن، بلال عبد الله، فيصل الصايغ والأمين العام للحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر. وغاب رئيس الكتلة النائب تيمور جنبلاط إثر تعرّضه لوعكة صحية.
وبعد اللقاء، صرح الوزير حمادة للصحافيين فقال: «نعرف حرص الرئيس عون الذي يلتقي مع حرصنا على أن يسود القانون والشرعية كل أنحاء البلد، وليس الجبل فحسب الذي والحمد لله فإن الحركة التي قام بها الجيش اللبناني ليلة العراضات العسكرية لملمت الوضع فيه. وأتصور أن حرص رئيس الجمهورية يلتقي مع حرص وليد جنبلاط في موضوع الإبقاء على سلطة الشرعية المطلقة في جبل لبنان، وطبعاً في كل لبنان».
أضاف: «نقلنا اعتذار رئيس الكتلة تيمور جنبلاط الذي عاد من باريس، ولكن بوعكة صحية حالت دون تمكنه من ان يكون معنا. وقد وضعنا فخامة الرئيس في صورة الأوضاع المالية وهو كان التقى صباحاً حاكم مصرف لبنان. كما بحثنا في الآفاق الحكومية وكلنا نلتقي على الحث على تشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن لتواكب النهوض الاقتصادي الضروري لمنع أي تدهور، وهو حرص يلتقي عليه الجميع. كذلك، قدمنا لفخامة الرئيس الرؤية التي وضعها الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي لإنجاز مرحلة النهوض الاقتصادي المقبلة مع تدابير معينة في كل القطاعات، أكان ذلك في القطاعين العام والخاص أو بالنسبة للضرائب والجباية والكهرباء وغيرها من الأمور، وهي قضايا كنا بحثناها مع الرئيس وفريقه في فترات متلاحقة».
ورداً على سؤال عن أحداث الجاهلية، قال: نحن طوينا هذه الصفحة، وأتصور أن جنبلاط وليس فقط في التغريدات لا بل حتى بالتصريحات أوضح الأمر وقال إنه سيشرح ذلك قريباً في برنامج مطوّل على التلفزيون. ونحن لا نعتبر أن ثمة إشكالا لا يزال قائماً في الجبل، بل هناك مشكلة بين القضاء وشخص معين، يهتم بها القضاء والشخص المذكور. اما الوضع في الجبل في كل مناطقه وقراه فهادئ جداً والقوى الامنية والشرعية تبسط سلطتها في كل مكان، ولا توجد اي مشكلة في اي قرية. واتصور ان الحزب التقدمي الاشتراكي الذي قام بواجباته تجاه الشخص الذي فقد حياته في حادثة الجاهلية، وهو من عائلة قريبة لنا اصلاً، تجاوز الحادثة وحتى العراضة العسكرية التي كانت في غير محلها. ان الجميع اهل في الجبل، والجيش قام بمهمته على أكمل وجه واتخذ التدابير اللازمة لمنع حصول احتكاك اكبر ووقف ظاهرة السلاح التي كانت موجودة في هذه العراضة.
وعما يحكى عن حكومة الـ 32 وزيراً كمخرج للازمة الحكومية القائمة قال: لا أستطيع ان اعطي رأياً، ولو كان وليد جنبلاط موجوداً لكان أعطاكم رأيه. لم يعرض علينا بالتفصيل كيفية تشكيل الحكومة، ولا زلنا على موقفنا القائل بحكومة وحدة وطنية تضم الجميع، وبالتالي، فان نصيحتنا للجميع بدءاً من فخامة الرئيس الى الرئيس المكلف «خدونا بحلمكم وإيدنا بزناركم»، والشعب اللبناني برمته يريد ذلك.
وعرض الرئيس عون مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الاوضاع النقدية في البلاد والاجراءات التي تتخذ لمعالجة الحاجات المالية. واوضح الحاكم سلامة انه يعمل بالتنسيق مع وزارة المال»، حيث تم الاتفاق على كيفية تأمين التمويل للعام 2019 سواء بالعملات المحلية او الاجنبية. وهذا مبني على الإمكانات المتوافرة لدى القطاع المصرفي اللبناني ولا سيما بالودائع التي تملكها المصارف والموجودة لدى مصرف لبنان الذي سيسمح للمصارف بالتصرف بها بهدف الاستثمار بمستندات الخزينة التي تصدرها الدولة اللبنانية بفوائد السوق.
وأكد الحاكم سلامة على الاستقرار المالي السائد في البلاد.
واستقبل الرئيس عون المجلس الجديد لنقابة الصيادلة في لبنان برئاسة غسان الأمين واعتبر أنه لا بد من تعديل بعض التشريعات وإزالة التناقض، بحيث تكون أكثر شمولاً وتناغماً مع بعضها البعض. وابلغ الرئيس عون الوفد انه في صدد عقد سلسلة مؤتمرات تتناول القطاعات كافة لوضع برامج واضحة للعمل تلحظ كل النقاط التي شكلت عقبات في طريقة تحديث القوانين والأنظمة المرعية، لافتاً الى انه في ما خص قطاع الصيدلة، لا بدّ من تكامل بين المستهلك والمستورد وصاحب الصيدلية.