الحريري: ما حصل الأسبوع الماضي يُصيب لبنان
رأى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن «إدارة البلاد لا يمكن أن تحصل في ظل الخلافات بين أبناء الوطن، بل بالتفاهم والمشاركة والتعاون»، وقال: «لدينا كامل الثقة بمؤسساتنا وبالدولة، ولكن ما يحصل يصب في خانة العراقيل أمام تشكيل الحكومة، والمشكلة أصبحت واضحة ولا أحد يمكن ان يختبئ وراء أي أمر يقوم به لهذه الغاية. إن قناعاتي السياسية معروفة وارتهانات غيري مكشوفة».
كلام الحريري جاء خلال استقباله، في بيت الوسط، وفداً من اللقاء التشاوري في إقليم الخروب تقدمه النائبان محمد الحجار وبلال عبدالله، وضم ممثلين عن الحزب التقدمي الاشتراكي والجماعة الإسلامية وتيار المستقبل ورؤساء بلديات ومخاتير قرى الإقليم.
وأبدى أعضاء اللقاء «تأييدهم للرئيس الحريري ولمواقفه وتوجهاته السياسية ودعمهم لمؤسسات الدولة»، مؤكدين «ضرورة الالتزام باتفاق الطائف للخروج مما يعاني منه البلد من تعطيل سياسي واقتصادي».
وتحدّث الحريري أمام الوفد فقال: «هناك من يقول إن اتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب اللبنانية وأصبح دستوراً للبلاد وأرسى عقداً بين اللبنانيين ليحكموا البلد، هذا الاتفاق الذي التزمنا به منذ إقراره وما زلنا، أصبح بحاجة الى تغيير، وانا اقول اليوم: إن أي دستور نضعه اليوم في لبنان او في اي بلد، في ظل وجود تصرفات من قبل البعض تخرق الدستور والقانون، لن يكون صالحاً، فالمهم هو احترام الدستور وليس المنافسة على خرقه وخرق القوانين».
وتابع: «المسألة ليست مسألة «مرجلة»، فإذا أردنا أن نكون بلداً حضارياً، يجب علينا أن نحترم الدستور والقانون. إن آلية تشكيل الحكومة استناداً الى الدستور واضحة، وهي تنص على ان يقوم رئيس الحكومة المكلف بتشكيل الحكومة بالتفاهم مع فخامة رئيس الجمهورية ونقطة على السطر. هذا هو الدستور الذي وضعه من شاركوا في اتفاق الطائف بعد الحرب الاهلية الدامية التي عاشها اللبنانيون».
وأضاف: «لا شك في أن هناك متضررين كثر من تنفيذ اتفاق الطائف، وتطبيق واحترام الدستور والقوانين. وقد أصبح واضحاً ما يريده هؤلاء الناس وما هو مشروعهم، وما حصل خلال الأسبوع الماضي، لسوء الحظ، لا يصيب سعد الحريري، بل يصيب لبنان».
وسأل: «هل اللغة التي سمعها اللبنانيون والعرب تعبر عن صورة لبنان الحقيقية وعن عادات اللبنانيين وتقاليدهم؟ وهل تجسد الصورة التي نريد إعطاءها للعالم العربي والعالم أجمع؟ هل نريد ان نعطيهم صورة الدولة العاجزة عن تطبيق القانون؟ ام نقدّم إليهم سيل الخطابات السياسية التي تكيل الشتائم لي ولسواي من دون الاحتكام الى القضاء؟ فالتشهير والقدح والذم هي من صفات مطلقيها».
وقال الحريري: «لديّ كامل الثقة بأننا سننهض بمؤسساتنا وبالدولة، وكل ما يحصل يصب في خانة وضع العراقيل امام تشكيل الحكومة، المشكلة أصبحت واضحة، ولا أحد يمكن أن يختبئ وراء أي أمر لتبرير ما يقوم به. إن قناعاتي السياسية معروفة وارتهانات غيري مكشوفة. ما حصل أمر يسيء الى لبنان وعائلتي، وهذا أمر لن أسمح ولن أرضى به مهما فعلوا، وعلى كل واحد في النهاية أن يتحمل مسؤولية أفعاله».
وكان الرئيس الحريري قد استقبل المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان بالإنابة بيرنيل داهلر كارديل، وعرض معها آخر تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة.
كما استقبل مساء في «بيت الوسط» وفداً من المتخرجين من مؤسسة Jean Charles Bonenfant في كيبيك، برئاسة كريستيان جاويش الذي أوضح على الأثر أن الوفد أطلع من الرئيس الحريري على موقفه بشأن الإصلاحات في قوانين الانتخاب والنظام القائم في لبنان بهذا الخصوص.
ثم استقبل رئيس مؤسسة كارنيغي للشرق الأوسط وليم بيرنز بحضور الوزير غطاس خوري، وعرض معه الأوضاع العامة.