معرض بيروت العربي الدولي للكتاب بنسخته الـ62.. سميفونية الحروف والألوان والعلوم ووفاء لراحلين

إعداد: رنا صادق

وسط زحمة الطلاب والأساتذة والأطفال تناثرت الكتب والقصص والدراسات على أنواعها في معرض بيروت الدولي للكتاب الـ62 في اليومين الماضيين، ففي عطلة نهاية الأسبوع يتفرّغ القراء ومتعطشو العلم للحصول على متطلباتهم واهتماماتهم الفكرية والثقافية، فتشهد مداخل العاصمة بيروت زحمة معطّرة بروح الثقافة.

وزاوية تشكيلية برياش 40 فناناً

توزّع نشاط معرض بيروت الدولي للكتاب في نسخته الـ62 في سي سايد أرينا في وسط بيروت، ما بين ندوات ولقاءات الوفاء لكتاب رحلوا والتعرّف إلى أوكرانيا باللغة العربية واكتشاف العقل بطريقة إبداعية، إضافةً إلى عشرات تواقيع الكتب المتنوّعة، حيث غصّت أروقة المعرض بالزوار، مع الإشارة إلى زاوية الفن التشكيلي التي يشارك فيها نحو أكثر من 40 فناناً تشكيليا يعرضون ما أبدعت رياشهم في المعرض.

نشاط اليوم الثاني من فعاليات المعرض

نظّم النادي الثقافي العربي لقاء وفاء وتقدير للراحل الأب د. جورج مسوح، شارك فيه كل من صديقَيه الوزير السابق د.طارق متري والدكتور رضوان السيد، الى جانب مقدّم اللقاء الدكتور خالد زيادة، كخطوة مبتغاها تجديد المحبّة تجاه أحد أعمدة الفكر المستنير في انطاكية ولبنان والعالم العربي. وقدّم متري تأمّلاً في بعض ما قدّم وما وعد به مسوح في حياته القصيرة، متحدّثاً عن علاقته به بدءاً من لحظة تعارفهما، ومروراً بحياته الفكرية والروحية، باعتباره «رجلاً قد صالح انتماءاته المتعددة»، مع الإشارة الى أسلوبه النقدي ومقالاته المتميّزة.

وكذلك تحدّث السيد، عن كتابات مسوح وأفكاره، مستعرضاً بعضاً منها أمام الحضور، دون أن يغفل الحديث عن علاقته الشخصية به وصفاته وعشرته الطيّبة.

أوكرانيا بالعربية.. تدوين تاريخها بأقلام أوكران حتى 2016

نظمت السفارة الأوكرانية في لبنان، عرضاً حول كتاب «تاريخ أوكرانيا» للكاتب الأوكراني ألكسندر بالي والترجمة العربية لـ رائف عماد الدين، وهو أول كتاب تاريخي حول أوكرانيا يترجم للغة العربية من إعداد وكتابة اوكرانيين، يسرد تاريخ اوكرانيا حتى عام 2016.

حضر الندوة السفير الاوكراني في لبنان ايهور اوستاش، مترجم الكتاب رائف عماد الدين، أعضاء الجالية الأوكرانية في لبنان، القنصل الفخري لأوكرانيا في سورية تامر التونسي، سفير غينيا بيساو علي نور، وعدد من الشخصيات المتنوّعة.

وتحدث خلال الندوة السفير الاوكراني عن الكتاب قائلاً، «يشكل هذا الكتاب نقلة نوعية بين العلاقات العربية والأوكرانية للجيل المقبل وتعريفهم على تاريخ أوكرانيا والحضارات المتعاقبة عليها».

وكان للكاتب بالي كلمة متلفزة توجّه من خلالها للحضور لتعذّر تواجده في لبنان، متحدثاً عن تجربته أثناء الكتابة وأهم المحاور التي يتضمنها الكتاب.

وبالتزامن، أطلق القاموس الأوكراني العربي الأول، كما تخلل اللقاء عرض لأربع أغانٍ من التراث الاوكراني قدمتها فتاة أوكرانية ناقلة ثقافة بلادها للحضور الذي توافد على مدار ساعة.

نشاط اليوم الثالث من المعرض:

«أولادنا والمسؤولية» محاضرة للتربوي ناصرالدين

يحرص الباحث التربوي الدكتور سلطان ناصر الدين، كل عام وخلال فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، على تنظيم محاضرات تُعنى بتربية الطفل وكيفية انخراطه في المجتمع بشكل سليم، وذلك بتنظيم من دار البنان.

وضمن فعاليات اليوم الثالث من معرض بيروت العربي الدولي للكتاب بنسخته الـ62، حاضر الدكتور ناصر الدين بحشد كبير من مدراء المدارس ورؤساء الجمعيات والأهل والطلبة والمهتمين من مناطق مختلفة، بعنوان «أولادنا والمسؤولية ثروة مستدامة للأهل والوطن»، مؤكداً أن المسؤولية هي قيمة من القيم الإنسانية والأخلاقية عند الإنسان، وتمثّلها يؤدي إلى النجاح في الحياة، في توأم للحرية التي تتجلى بالفكر الحر.

وتابع الدكتور ناصر الدين قائلاً «لبيان هذه الثروة سبيلان، الأول إظهار نتائج غياب المسؤولية، والسبيل الثاني هو نتائج وجود المسؤولية»، لافتاً إلى النتائج المترتبة عن غياب المسؤولية وكيفية العمل بها بما يفيد الناشئة والاجيال القادمة.

وعرض شرحاً مفصلاً حول كل عنوان في ما يخص المسؤولية واهميتها للأهل والوطن، مشدداً على أن المسؤولية التزام مقدّس يؤطر تفكير الشباب وأقواله وسلوكياته، فيصدر كل ما يصدر مع ذي معنى وقيمة.

ذوو الاحتياجات الخاصة:

كرسي متحركة طيلة تجوالهم في المعرض

في إطار توسيع وتطوير نشاط المعرض، أمنت إدارة النادي الثقافي العربي، قناعة منها ويقيناً بحق ومشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في تذوق وانتقاء الكتب وزيارة معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، كرسياً متحرّكًة توضع بتصرفهم للتجوال في أروقة المعرض عندما يشاؤون طيلة وجودهم داخل المعرض وحتى الانتهاء من جولتهم، كذلك فإن هذا الكرسي هو بتصرف كل عاجز أو مصاب يحتاج المساعدة داخل المعرض، لذا فإننا ندعو هؤلاء الناس الى زيارة المعرض دون تردد أو خوف مما قد يربكهم في التنقل داخل المعرض.

نشاط وزارة الثقافة: نشاط للحكواتية نسيم علوان

بمبادرة من وزارة الثقافة، قدّمت الحكواتية نسيم علوان سلسلة من الحكايات الشعبية بطريقة تفاعلية في الجناح الخاص بالوزارة، من ضمنها حكاية «الحقل المسحور»، وتعتبر هذه المبادرة شديدة الأهمية في وقتنا هذا وفق علوان، التي أشارت الى أنّ «هناك نقصاً في الإضاءة على الحكايات رغم أهميتها في بناء شخصية الطفل والإنسان عامة».

واعتمدت علوان أثناء تقديم العرض على مخزون من الحكايات، كانت قد أعدّته بشكل مسبق، ما مكّنها من اختيار الحكايات التي تتناسب مع أعمار الناس الموجودين، وهي التي تعتبر أنّ «الحكواتي يصبح حكواتياً فعلاً عندما يتمكّن من جذب الناس وادخالهم الى حكايته».

كذلك، شهد الجناح ورشة تعليم للخطّ العربيّ قدّمها الفنان علي عاصي، الذي خطّ على الورق الكلمات والأسماء التي طلبها منه الحاضرون مجاناً، كمحاولة منه لتذكير الناس بالخطّ العربيّ الذي هو أساس حضارتنا وإعادة إحيائه في أذهانهم، خاصة أنّ «هذا الخطّ يتعرّض للانقراض شيئاً فشيئاً»، بحسب عاصي.

تواقيع

كالعادة، شهد المعرض حفلات تواقيع لعشرات الكتب في اليوم الثاني، ففي دار أبعاد، وقع الكاتب الزميل هاني الحلبي كتابه «جمال عبد الناصر… الحلم والحضور»، وفي جناح النادي الثقافي العربي وقعت الدكتورة هدى يوسف الصعيد كتابها «الموروث والإرهاب: تقديم الدكتور محمد شحرور». أما في دار النهضة، فقد وقّع الشاعر محمد ناصر الدين ديوانه «أقفاص تبحث عن عصافير»، ووقعت الشاعرة لوركا سبيتي ديوانها «هذا كلّه قلبك». وفي مكتبة حلبي، وقّع ريناد ابو زكي كتابه «A Body and or a Soul»، ووقّعت الدكتورة هتاف أبو زكي كتابها «الصورة الشعرية للألم وولادتها بين تجربتَي بدر شاكر السياب ونزار قباني».

أما اليوم الثالث، فشهد أيضاً عشرات التواقيع، منها: توقيع كتاب «فضاءات مغايرة» لباسم عباس في جناح دار عالم الفكر. وفي جناح دار الرمك ثلاثة تواقيع، «مرايا الرحيل» لفاطمة إسماعيل، و»جرح البيكار» لانتصار زيد و»ظل من المنفى» للشاعر عبد المحسن محمد. ووقع مصطفى غنوم ديوانه «شحاذ» في جناح دار ميرزا، في حين وقعت صبا بزي كتابها «خالد من أرض الجنوب» في دار الولاء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى