في الذكرى الأولى لدحر الإرهاب في العراق.. محطات رحلة الجيش للقضاء على «داعش»
قبل عام من اليوم، أعلن رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي تحرير كامل الأراضي العراقية من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك بعد انتهاء جميع المعارك التي خاضتها القوات العراقية المشتركة ضد التنظيم.
وعانى العراق لأكثر من 3 سنوات من بطش التنظيم الإرهابي، الذي سيطر على مناطق شاسعة، ما أدى إلى تشريد الملايين وقتل الآلاف من العراقيين.
نشأة التنظيم
ففي 9 أبريل/ نيسان 2013، أعلن تنظيم «دولة العراق الإسلامية» اندماجه مع تنظيم «جبهة النصرة» في سورية، ليتشكل ما يسمى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف اختصاراً باسم «داعش».
وبعد 10 أشهر، في يونيو/ حزيران 2014، اجتاح مئات المسلحين من تنظيم «داعش» مناطق شاسعة من العراق، وخاصة مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن البلاد، كما احتلوا قسما كبيرا من محافظتي كركوك وصلاح الدين والأنبار، وانسحب الجيش العراقي من ساحة المعركة من دون قتال. وذلك بعد أن تمكن التنظيم من السيطرة على مدينة الفلوجة القريبة من بغداد ومناطق من محافظة الأنبار في غرب العراق.
التحالف الدولي
ومع توغل التنظيم الإرهابي في الأراضي العراقية، قرر الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، شن غارات جوية تستهدف معاقل «داعش»، ليطلق ما يسمى «التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب»، وضم عشرات الدول من مختلف أنحاء العالم، أهمها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وتركيا وكندا والسعودية والإمارات وقطر.
إعادة بناء الجيش
وتمكن الجيش العراقي من إعادة تنظيم صفوفه بمشاركة الفصائل المسلحة وقوات الحشد الشعبي، وفي مارس/آذار 2015، استعادت القوات العراقية مدينة تكريت بإسناد من «التحالف الدولي» الذي نفذ عمليات قصف جوي استهدف معاقل التنظيم.
في العام نفسه، استعادت قوات البيشمركة الكردية مدعومة بقوات التحالف الدولي منطقة سنجار. وفي عام 2016 استعادت القوات العراقية مدينة الرمادي والفلوجة.
عملية الموصل
وكانت عملية استعادة مدينة الموصل هي الأكبر على الإطلاق، إذ أعلن العبادي انطلاقها في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، وشارك فيها عشرات الآلاف من المقاتلين من الجيش والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب، بدعم قوي من قوات «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة.
كما تولت قوات البشمركة الكردية العمليات العسكرية في الجانب الشمالي الشرقي من الموصل، في حين تولت قوات الحشد الشعبي العمليات غرب المدينة.
في بداية شهر نوفمبر، أعلن الجيش العراقي بدء الدخول إلى المدينة، ليخرج زعيم التنظيم الإرهابي، أبو بكر البغدادي، ليدعو أتباعه للقتال، دفاعاً عن الموصل.
بداية الانتصارات
ثم توالت انتصارات الجيش العراقي، وتمكن من استعادة كامل المطار وموقع الجسر الرابع في القسم الجنوبي من الموصل، ومواقع رئيسية مهمة في غرب الموصل بينها مبنى محافظة نينوى والمتحف. إلى أن توجه العبادي في يوليو/ تموز إلى المدينة ليبارك بتحقيق «النصر الكبير» في «الموصل المحررة».
وأعلن العراق تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم «داعش» في ديسمبر/ كانون الأول 2017 بعد أكثر من 3 سنوات من الحرب ضد التنظيم الإرهابي، راح ضحيتها الآلاف من العراقيين.