الدفاع الروسية: واشنطن تحتلّ مناطق بالتنف وتحمي 6 آلاف إرهابي فيها
أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الولايات المتحدة تحتل مساحة 55 كيلومتراً مربعاً في محيط منطقة التنف السورية وتحمي آلاف الإرهابيين فيها.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع في روسيا الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف قوله: إن «الولايات المتحدة تستمرّ بعناد غير مفهوم في السيطرة على مساحة 55 كيلومتراً مربعاً حول منطقة التنف وينتشر في هذه المنطقة ستة آلاف إرهابي يعرقلون تفكيك مخيم الركبان بحماية القوات الأميركية الموجودة بشكل غير شرعي على أراضي دولة مستقلة».
وأوضح ميزينتسيف أن واشنطن تتحمّل كامل المسؤولية عن حياة السوريين في مخيم الركبان ولا سيما مع وجود مشكلات إنسانية بالغة الخطورة مؤكداً أهمية إيصال المساعدات إلى المخيم.
وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين مراراً أن وجود القوات الأميركية وأي وجود عسكري أجنبي في سورية دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان موصوف واعتداء على السيادة السورية وانتهاك صارخ لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة.
وفي السياق، أدان خبراء ومحللون سياسيون روس الوجود الأميركي غير الشرعي في سورية مؤكدين أنه انتهاك لقواعد ومبادئ القانون الدولي.
وفي هذا الخصوص، قال كبير الباحثين في قسم الاستشراق التابع لمدرسة الاقتصاد العليا في موسكو أندريه تشيبوريغين: إن الوجود العسكري للولايات المتحدة وأعوانها واعتداءاتهم في إطار ما يسمى «التحالف الدولي» مخالف للقانون الدولي بشكل صارخ ويجب أن يطرح أمام محكمة جنائية دولية لأنه يندرج ضمن أطر الجرائم الحربية ودون موافقة أو دعوة من الحكومة السورية الشرعية.
من جهته، أوضح المحلل السياسي أندريه ستيبانوف أن الهدف الوحيد للوجود العسكري الأميركي في سورية هو إطالة أمد الأزمة، مشيراً إلى أن واشنطن وحلفاءها يخترعون المبررات للمماطلة والبقاء على الأراضي السورية بحجة محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي.
بدوره أكد كبير الباحثين في قسم العلوم السياسية في المدرسة العليا للاقتصاد غريغوري لوكيانوف أن الولايات المتحدة وفي مسعى منها لتحقيق أجنداتها تنشئ بؤر توتر وعدم استقرار مصطنعة في سورية كما أنها تواصل سياستها قصيرة النظر رغم أن الوسائل المتاحة أمامها تتقلص تدريجياً ولم يبق منها سوى مخيم الركبان.
وحول المساعي الدبلوماسية الهادفة إلى التوصل لحل الأزمة في سورية لفت نائب مدير معهد التحليلات والتنبؤات الجيوسياسية ألكسندر كوزنيتسوف إلى أن الأميركيين يحاولون تقويض عملية أستانا مشيراً إلى أن مخيم الركبان يعتبر وصمة عار في جبين الولايات المتحدة التي فرضت وجودها على منطقة التنف لتحمي فيها خلايا الإرهابيين المتبقين من تنظيم «داعش» وغيره.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت أن واشنطن تتحمل المسؤولية عن وصول الوضع فى مخيم الركبان إلى طريق مسدود، مشيرة إلى أن الظروف المعيشية في مخيم الركبان معقدة للغاية وتقترب من الكارثة الإنسانية، حيث يعتبر سكان المخيم رهائن من قبل التنظيمات الإرهابية التي تعمل تحت رعاية الولايات المتحدة.
وتحاصر القوات الأميركية الموجودة فى منطقة التنف آلاف العائلات في مخيم الركبان وتمنع وصول المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء إليهم وتؤكد العديد من التقارير الإعلامية أن المئات منهم بحاجة إلى الأدوية والمساعدات الطبية العاجلة.
ميدانياً، ضبطت الجهات المختصة دفعة جديدة من الأسلحة بينها صواريخ ضخمة مخبأة في أنفاق تحت الأرض في المزارع الحدودية مع الأردن جنوب شرق بلدة نصيب.
أفاد مصدر في درعا بأنه وخلال عمليات البحث والتمشيط تمكنت الجهات المختصة من ضبط مستودع أسلحة وذخيرة متنوعة مخبأة في باطن الأرض ضمن أنفاق تتراوح أعماقها بين 4 ـ 6 أمتار في المزارع الجنوبية الشرقية لبلدة نصيب.
وأشار المصدر إلى أن العناصر الأمنية تمكنت من استخراج الأسلحة التي تضم كميات كبيرة من الصواريخ وحشوات قذائف B9 و آر بي جي وقذائف هاون وذخيرة أسلحة متوسطة.
كما تم استخراج كميات من البارود والأسمدة التي كانت تستخدم لصناعة الشحنات المتفجرة للمفخخات إضافة إلى أسلاك خاصة بصناعة المتفجرات والعبوات الناسفة وكميات كبيرة حشوات القذائف وقذائف الدبابات المتنوّعة التي كانت تستخدمها المجموعات المسلحة سابقاً لاستهداف الأحياء الآمنة ومواقع الجيش السوري في محافظة درعا وريفها.
وأكدت الجهات الأمنية في درعا مواصلة عملها لتطهير كافة مناطق المحافظة من مخلفات المجموعات المسلحة لا سيما الأسلحة والألغام للحفاظ على أمن وسلامة الأهالي.
إلى ذلك، واصلت طائرات تحالف واشنطن الدولي غاراتها الإجرامية على شرق الفرات في سورية، وقصفت نهار الاثنين بـ»الخطأ» مواقع لقوات سورية الديمقراطية «قسد» عند مستشفى مدينة هجين في ريف دير الزور الشرقي.
وذكرت مصادر محلية، أن القصف تم بالطائرات الحربية وتسبب بإصابة 15 عنصراً من قوات سورية الديمقراطية.
وأشارت المصادر إلى أن القصف جاء عقب هجوم معاكس شنه تنظيم داعش على مستشفى بلدة هجين شرق دير الزور، حيث تمكنت «قسد» من السيطرة على المستشفى بعد معارك عنيفة مع التنظيم.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقصف فيها مقاتلات التحالف الدولي بالخطأ كما تؤكد، مواقع للقوات الكردية في محيط بلدة هجين، في إطار عملية عاصفة الجزيرة التي أطلقتها «قسد» بدعم من التحالف لطرد داعش من شرق الفرات.