المطلوب «أن نكون أحراراً في أمة حرة»

يكتبها الياس عشي

لا تصدّقوا، يا سادتي، أبداً أنّ عصر ما قبل الإسلام المسمّى خطأً بالعصر الجاهلي كان عصر الغضب والسّفه والنّزق فقط، إنما هو أيضاً عصرٌ شعريّ حضاريّ، لأنّ الشعراء فيه قالوا وغنّوا كما يحلو لهم دون أن يرهبهم شيخ القبيلة، ودون أن يحسبوا حساباً لولائم «الخدم» التي كانت تولم لشعراء ما بعد الجاهلية. سمّوا لي شاعراً واحداً من هذا العصر قتل لبيت شعر قاله، أو لقصيدة قيلت في عكاظ.

فيما أنا قادر على تسمية مئات الشعراء والكتاب والفلاسفة وأصحاب الرأي قتلوا على يد الخلفاء والولاة والأمراء والملوك والرؤساء منذ العصر الأموي، مروراً بالعباسي، وانتهاءً إلى ما نسمّيه اليوم بعصر الحداثة والتنوير.

فيا سادتي… لا تستغربوا حجم الهزائم العربية في دول لا تحمي مفكريها، ولا تخطط، تاركة أمورها للغيب، ألم يقل فيهم نزار قباني:

«اللهُ يؤتي النصرَ من يشاء

وليس حداداً لديكم

يصنع السيوفْ»؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى