قنديل لـ«أن بي أن»: الانفراج في المنطقة كفيل بحلّ الاستعصاء الرئاسي في لبنان
رأى رئيس تحرير صحيفة «البناء» ناصر قنديل ان «العماد ميشال عون حليف لحزب الله وحركة أمل، ولكنه بقي وفياً في الحفاظ على استقلاليته، كما على شرف التحالف وكرامة حلفائه».
واضاف: «الرائج في لبنان أنّ المرشح التوافقي هو الذي لا يكون مع أحد، ولكن أصبح هناك حساسية بعد الطائف اسمها التمثيل المسيحي، ونحن نتفق مع المسيحيين في ان يكون الرئيس مسيحياً قوياً من احد المرشحين، ولكن الوزير سليمان فرنجية يصرّ على أنه يأتي بعد العماد عون طالما العماد عون مرشحاً».
وقال: «ما حدث في المنطقة خلال السنوات الثلاث الماضية أكد أنّ خيار عون هو الخيار الذي حمى المسيحيين في الشرق، كما أنّ امتداد الارهاب الى لبنان هو نتيجة طبيعية لاحتضان فريق سياسي لبناني له».
واشار قنديل الى انّ «العماد عون همّه رئاسي، لكن ليس على حساب ان يبقى قوياً في الشارع وفي اختيار الكتلة النيابية الأكبر في البرلمان، حتى لو حالت الأوضاع الدولية دون ذلك، بينما سليمان فرنجية نجح في ان يقدم نفسه كرمز حواري وحكمة سياسية وهو من صقور الخيارات الكبرى، كما أنه كزعيم ماروني نجح في إقامة علاقة طيبة مع التيار الوطني الحر، وتصرف في موضوع ترشيح العماد عون بتواضع مَن لا يبحث عن الوجاهة، وهذا نوع من الشهامة السياسية».
ولفت الى ان «الشارع العوني يعلم ان لا بديل عن التمديد، ولكن القول انّ الوضع الامني يمنع اجراء الانتخابات كان مجرّد ذريعة، فلبنان وضعه كوضع كل الدول العربية التي أجريت فيها انتخابات».
واضاف: «التفاهمات الكبرى قد تفاجئ الجميع، كما ان المحوري في التفاهمات هو الانفراج الايراني الاميركي، لأنّ السعودي بعد أحداث اليمن والإحساء في السعودية لم يعد هو من يدير معادلة المنطقة، وأيضاً التركي بعد عين العرب، فيما الأميركي بشكل مباشر هو من يفعل ذلك وليس الوكيل».
واعتبر قنديل ان «تفاهم إيران وأميركا هو على الإنجاز السريع لكل الملفات في المنطقة»، متسائلاً: «هل الأولوية للبنان؟ لا نعلم ربما لانّ الملف اللبناني هو الأسهل فلن يكون في البداية، ولكن المناخ في لبنان إيجابي، والرئيس بري متفائل بناء على ما يحدث في المنطقة وهذا الانفراج سيؤدّي الى إنتاج حلول للاستعصاء الرئاسي في لبنان».
وتطرق قنديل الى ملفات المنطقة فاعتبر أنّ «المفاوضات في مسقط أكبر من موضوع النووي بكثير»، مشدّداً على أنّ «هناك إعادة رسم لخريطة العالم، فالثلاثي التركي السعودي «الاسرائيلي»، أصبح مهزوماً بعد معارك عين العرب وأحداث اليمن وحرب غزة 2014، كما أنّ أميركا خائفة من السعودية التي تعتبر البيئة الحاضنة للإرهاب في العالم العربي، وذلك يمنع تدخلها في الملفات الاقليمية في المنطقة، اما ايران فقد اصبحت اللاعب الاقليمي الوحيد لإدارة المنطقة بعد أن استنفدت أميركا خياراتها في المنطقة وتيقنت من عدم قدرة حلفائها».
واضاف: «لم يتعدّ لقاء الرئيسين الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في قمة دول آسيا والمحيط الهادئ المصافحة البروتوكولية، وبوتين يعتبر ان العقوبات على روسيا تعال وتعجرف من الغرب، كما أنّ تدخل أميركا في الأزمة الأوكرانية هو اشارة إلى أنّ النزاع هو أوكراني روسي وليس أوكرانياً أوكرانياً، ويُحل بالتعاون الاميركي الروسي».
واضاف: «نحن اليوم أمام تغيّر كبير وسريع على المستوى الدولي، فالدول التي كانت تعتبر عظمى مقابل دول مهمّشة كلياً نراها اليوم تصبح عظمى وصاحبة سياسة، وهذا التغيّر ليس سهلاً تقبّله برلمانياً أو على مستوى الرأي العام في هذه الدول العظمى، فاسرائيل قد تنزلق الى حرب تختفي فيها اسرائيل، واليوم نرى الاستدارة الاميركية نحو روسيا وإيران كشريكين كاملين، والسعودية ستكون متضرّرة، وربما تلجأ أميركا الى تغييرات في قلب العائلة السعودية، أما تركيا والتي ربما تذهب الى حرب سريعة وقصيرة وتغطي جبهة النصرة بغطاء ناري كما فعلت في حلب، لكن المغامرة في المواجهة ثمنها عال، فيما تجرّع كأس الذلّ يكون صعباً للغاية».