اتجاهات

نظام مارديني

اعادت اتهامات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لحركة حماس بالتفجيرات التي شهدتها منازل 15 قيادياً فتحاوياً في غزة، عشية الاحتفال بالذكرى العاشرة لرحيل الرئيس الراحل ياسر عرفات، الخلافات من جديد بين حركتي فتح وحماس. ما يشير إلى أن بذور الثقة بين الطرفين لم تنم جيداً، بدليل تبادل الاتهامات بين الطرفين، فحركة حماس قالت إن التفجيرات ما هي إلا خلافات داخلية فتحاوية، فيما اتهمتها السلطة الفلسطينية وحركة فتح بهذه التفجيرات.

وكان لافتاً أن الأزمة بين الحركتين تأتي بالتزامن مع انفجار الخلاف من جديد بين السعودية وقطر، ما يشير إلى بُعد إقليمي للأزمة الراهنة.

وأثبتت الأيام الماضية أن الهوّة كبيرة بين طرفي المصالحة «فتح» و«حماس» في ما يخص أهم الأمور كالعلاقة بالسلطة الداخلية والأجهزة الأمنية بغزة ومدى انضباطها تحت سلطة وزير الداخلية في حكومة التوافق الفلسطيني رامي الحمد الله. الأمر الذي يؤكد أن ملف المصالحة الفلسطينية سيبقى عالقاً، ورهن إنهاء الصراع بين حركتي «فتح» و«حماس»، والبدء بالتحضير لإعمار غزة وإيجاد حلول لجميع القضايا السياسية والاقتصادية حتى لا تتفاقم الأوضاع بعد أن أصبحت غزة على صفيح ساخن يهددها عدم الاستقرار.

والسؤال الذي يطرحه المراقبون هو هل كانت المصالحة بين حركتي «فتح» و»حماس» شكلية وهشة ولم تقم على أسس متينة، أم أن لا رغبة حقيقية من طرفي الانقسام كليهما في إنهاء ملف الصراع الداخلي؟

لا شك في أن المصالحة الفلسطينية في مأزق خطير بل أصبحت في مهب الريح، ما يشكّل انتكاسة حقيقية لشعبنا الفلسطيني إن لم يجر تدارك من جانب القيادات الفلسطينية المخلصة، وتكبح جماح الأوضاع المتردية، لا سيما أن جميع الملفات الفلسطينية مترابطة، من الإعمار والمصالحة وقضايا سياسية أخرى، حتى وإن كانت اقتصادية، لأنها عبارة عن رزمة واحدة غير منفصلة، وأن أيّ تعثر في ملف المصالحة سيعمل على العودة إلى الصفر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى