مجدلاني: لو انتخبنا رئيساً للجمهورية لما حصل التمديد ولن نذهب إلى أي استحقاق قبل انتخابه
حاورته روزانا رمال
رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني أن «أميركا همها تأمين حماية «إسرائيل» وتأمين مصالحها كدولة عظمى، والتحاور مع إيران للوصول الى تسوية لإزالة العقوبات الاقتصادية ومنع تخصيب اليورانيوم لعدم امتلاكها قنبلة نووية».
وفي الموضوع السوري استبعد مجدلاني اي متغيرات، وان هناك مخططاً لتقسيم الدول العربية، وبالتالي فإن مخطط تقسيم سورية وارد مع ترسيم حدود جديدة على الاراضي السورية».
وعن ملف التمديد أوضح مجدلاني انه «لو ذهبنا الى انتخاب رئيس لما كان حصل التمديد وكنا ذهبنا الى تمديد تقني فقط، ولا يمكن الذهاب الى اي استحقاقات قبل انتخاب رئيس للجمهورية، لأن ذلك يسبب فوضى دستورية وفراغاً في المؤسسات».
في الشأن الرئاسي لفت مجدلاني الى ان عندما أعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ترشيح العماد ميشال عون اصبح على نواب حزب الله الحضور الى المجلس النيابي وتأمين النصاب والاحتكام الى المجلس، مشيراً الى اننا ذاهبون الى مرشح تسوية، ويمكننا حل بعض الامور بتوافق داخلي بلا تدخلات خارجية».
وإذ حيّا مجدلاني وزير الصحة وائل أبو فاعور على هذا الانجاز الذي يظهر الجزء الظاهر من جبل الجليد، دعا الى «وضع قانون سلامة الغذاء على جدول اعمال اللجان في اول جلسة للمجلس، مطالباً وزير الصحة ارسال مراقبين لمراقبة شركات المياه غير المرخصة للضغط للوصول الى تأمين مياه شرب صحية للجميع».
ورفض النائب مجدلاني اتهام تيار المستقبل بتغطية الارهاب او التعاون معه، معتبراً ان «هذا الاتهام لا يمت للحقيقة بصلة لأن تيار المستقبل سياسي منفتح وديمقراطي وليبرالي».
وفي موضوع الهبتين السعوديتين للجيش لفت مجدلاني الى «ان هبة الـ 3 مليارات قدمتها السعودية الى لبنان في عهد الرئيس ميشال سليمان وهو كان لا يزال رئيساً، وهبة المليار سلّمت الى لبنان عبر الرئيس سعد الحريري، والسعودية وفرنسا وقعتا على اتفاق الهبة الأولى بحضور قائد الجيش».
ألا يشعر تيار المستقبل بأن العلاقة الايرانية – الاميركية تتحسن وأن الرئيس بشار الاسد لا يزال موجوداً رغم كل شيء وان هناك اتجاهاً نحو الحلحلة؟
– تيار المستقبل يعي ان علاقات الدول هي علاقات مصالح وعلاقاتنا مع اي دولة صديقة فإنها تقف عند حدود لبنان ولا نبني اوهاماً او نصاب بإحباط، والعلاقة بين ايران واميركا واضح تماماً منذ وصول الرئيس حسن روحاني الى الرئاسة، ان ايران أخذت منحى الاعتدال تجاه الولايات المتحدة الاميركية وهذا جاء بناء على العقوبات المفروضة عليها والاوضاع الاقتصادية والتي تزداد صعوبة بالنسبة الى ايران، والامام علي الخامنئي سمح بوصول رئيس منفتح لتتمكن ايران من التحاور مع اميركا ومن خلاله تستطيع التخلص من العقوبات وحتى لو دفعت ثمناً في ملفها النووي، واميركا همها تأمين حماية إسرائيل وتأمين مصالحها كدولة عظمى، وعدم اعطاء ايران القدرة على امتلاك القنبلة النووية، وأميركا مصلحتها التحاور مع ايران للوصول الى تسوية لإزالة العقوبات الاقتصادية ومنع تخصيب اليورانيوم الذي يمكن ان يتحول الى سلاح نووي، وهذا الاسلوب استعملته اميركا مع النظام السوري في السلاح الكيماوي، واستطاعت ان تنزعه من سورية حماية «لإسرائيل» والآن تحاول نزع السلاح النووي خدمة «لإسرائيل» والأمور سائرة نحو التسوية والتفاهم».
أما في الموضوع السوري اعتقد انه سياسياً النظام السوري لم يعد موجوداً، بل موجود في بقع لا تتجاوز الـ 40 في المئة من الاراضي السورية، ولا اعتقد ان هناك متغيرات في هذا الموضوع، ولا شك في أن الإرهابيين الذين انتجوا داعش والنصرة خرجوا من السجون العراقية والسورية، وبالتأكيد المجموعات الارهابية ليست ضد «اسرائيل»، ونحنا لسنا مع النظام السوري وليس مع المجموعات الارهابية بل مع الشعب السوري.
وهناك مخطط لتقسيم الدول العربية، ومخطط كيسنجير لم يمت وبالتالي مخطط تقسيم سورية وارد ومخطط ترسيم حدود جديدة على الاراضي السورية، وحزب الله تدخل في سورية عندما شعر بأن النظام في خطر، والغرب لم يرد تغيير النظام في اي لحظة وأعلن ذلك في أكثر من تصريح».
لماذ يُتهم حزب الله بارتباطه بإيران ولا يُتهم تيار المستقبل بارتباطه بالمملكة العربية السعودية وظهر ذلك علناً عندما وضعت صورة الملك عبدالله في ساحة الشهداء اثناء احد خطابات الرئيس سعد الحريري؟
– المملكة العربية السعودية هي صديقة للبنان ودائماً كانت الى جانبه في المحن التي مر بها لبنان ولم تتدخل في أي شأن من الشؤون اللبنانية الداخلية، وهي تساعد لبنان الدولة والحكومة، وعلى رغم التشكيك قدمت اليه 4 مليارات دولار الى الجيش اللبناني».
لماذا قدمت السعودية الهبة الأولى الى الرئيس السابق ميشال سليمان والثانية الى الرئيس الحريري؟
– هبة الـ 3 ميلارات قدمتها السعودية الى لبنان في عهد الرئيس ميشال سليمان وهو كان لا يزال رئيساً وموجوداً في قصر بعبدا وقدمتها السعودية الى رئيس الدولة، وهبة المليار سلمت الى لبنان عبر الرئيس سعد الحريري، والسعودية وفرنسا وقعتا على اتفاق الهبة الأولى بحضور قائد الجيش».
ماذا لو تسلم النائب محمد رعد هبة ايرانية ودعا الأجهزة الأمنية للحضور لتوزيعها، ماذا كنتم لتقولوا حينها؟
– الموضوع هو أن السعودية ارتأت ان تكلف الرئيس سعد الحريري بإيصال هذه الهبة للدولة اللبنانية لا أكثر ولا أقل، ووضعت في المصرف المركزي وحصل تفاهم بين الحريري والرئيس تمام سلام للاشراف عليها وكيفية صرفها».
لماذا لم يتم تأجيل الانتخابات بدل التمديد طالما أن وزير الداخلية يقول إن الوضع لا يسمح بإجرائها؟
– موقفنا ليس مبنياً فقط على الظروف الأمنية بل على مبدأ الالتزام بالدستور وفي المادة 95 منه وهي انه عند الشغور في سدة الرئاسة يتحول المجلس النيابي الى هيئة ناخبة، وأولويتنا هي انتخاب رئيس للجمهورية، ولو ذهبنا الى انتخاب رئيس لما كان حصل التمديد وكنا ذهبنا الى تمديد تقني فقط، ولا يمكن الذهاب الى اي استحقاقات قبل انتخاب رئيس للجمهورية، لأن ذلك يسبب فوضى دستورية وفراغاً في المؤسسات ان كان في مؤسسة رئاسة الجمهورية او في مؤسسة المجلس النيابي او الحكومة، وحفاظاً على الدستور والميثاق والكيان ذهبنا للتمديد لكي تبقى مؤسسة دستورية قائمة اذا تعرض البلد لخطر وأول مهمة لهذا المجلس هو انتخاب رئيس للجمهورية، والـ 95 نائباً الذين مددوا للمجلس مقتنعون بأن لا يجوز إجراء الانتخبات لأسباب امنية ودستورية، ونواب التيار الوطني الحر مقتنعون في داخلهم بذلك».
ماذا يقول كل من مدد للمجلس الى شباب المجتمع المدني؟
بالتأكيد التمديد هو ضد الديمقراطية والحريات، وأقول للمجتمع المدني انه اخطأ في المكان والزمان، لأن ليس المجلس النيابي هو مكان التظاهر، بل في الضاحية والرابية لأن منذ بداية الشغور الرئاسي يعطلون نصاب الجلسات، لذلك يجب عليهم ان يضغطوا على من يعطل انتخاب الرئيس، وعندما أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ترشيح العماد ميشال عون بات على نواب حزب الله الحضور الى المجلس النيابي والاحتكام اليه، واذا لم يحصل عون وجعجع على الغالبية المطلقة ننتقل للبحث في مرشح آخر، واعتقد اننا ذاهبون الى مرشح تسوية، ويمكننا حل بعض الامور بتوافق داخلي بلا تدخلات خارجية».
ما رأيك بما صرح به الوزير وائل أبو فاعور؟
أحيي معالي وزير الصحة وائل ابو فاعور على هذا الانجاز الذي يظهر الجزء الظاهر من جبل الجليد، ونحن في لبنان، لدينا مشاكل كثيرة في موضوع الغذاء وفي سلسلة المسؤوليات، ولذلك نحن بأمس الحاجة الى قانون سلامة الغذاء الذي وضع أول مسودة له الشهيد باسل فليحان بعد اجتماعات من خبراء وأكاديميين لبنانيين وعالميين لانشاء هيئة وطنية لسلامة الغذاء التي تعنى بكافة امور الغذاء من الانتاج الى الاستهلاك. ولكن مع الاسف هناك من عرقله ومنع اقرارالقانون، ووزير الزراعة في حكومة الرئيس ميقاتي سحب هذا المشروع من جدول الاعمال، وقدمتُ اقتراح قانون سميته قانون باسل فليحان لسلامة الغذاء في الـ 2012 ولا يزال في ادراج اللجان المشتركة، وادعو الى وضعه على جدول اعمال اللجان لأنه أصبح من الضرورات في ظل ما يحدث في لبنان من حالات تسمم واكتشاف مواد فاسدة ومنتهية الصلاحية».
ويجب ألا ننسى موضوع المياه وهناك تقصير من قبل الدولة في هذا الامر، وهناك شركات كثيرة مرخصة وهناك عشرات الشركات غير مرخصة تبيع مياه وعملنا قانون «مياه الطاولة» لتسوية وضع هذه الشركات في اطار قانوني وليعمل على مراقبتهم ووضع معايير للمياه التي توزع، وهذا القانون لم ينفذ والمياه هذه ملوثة بنسبة عالية، وهناك ضرورة لفحصها، وأطلب من وزير الصحة ارسال مراقبين للشركات للضغط باتجاه ضبط موضوع تلوث المياه للوصول الى هدف تأمين مياه شرب صحية للجميع».
لماذا شنت حملة إعلانات العلاج بالاعشاب المزيفة عندما كان الوزير علي حسن خليل وزيراً للصحة والآن تنشر من جديد؟
– عام 2010 عدلتُ في مهنة مزاولة الصيدلة ومنعت الاعلانات في وسائل الاعلام عن هذه الاعشاب المزيفة والتي هي غش للناس، وعندما صدر القانون كان الدكتور محمد خليفة وزيراً للصحة وأجرينا اجتماعات للجنة الصحة لمعرفة من المسؤول عن هذه الاعلانات، وألغيت التراخيص ولكن تبين ان هذه الاعلانات لا تزال تنشر، وتبين ان هناك ثغرة في قانون الاعلام تختص في البث الفضائي الذي ليس عليه اي رقابة من السلطات اللبنانية، وتنفيذ القانون يقع على عاتق المجلس الوطني للاعلام ويجب ان يأخذ قراراً بحق اي مؤسسة تنشر اعلانات عن هذه الاعشاب ويرسله الى وزير الاعلام، وعلى الأخير ان يعرضه على مجلس الوزراء ليأخذ القرار المناسب».
يبث هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة مساءً ويعاد بثه الحادية عشرة ليلاً على شاشة «توب نيوز» تردد 12036