الكرملين ينفي دور روسيا في قرار الانسحاب الأميركي.. ونريد معرفة موعد ووجهة انسحاب القوات من سورية

نفى المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أنباء نشرتها وسائل إعلام بأن قرار واشنطن الانسحاب من سورية يأتي نتيجة محادثات بين روسيا وعدد من البلدان العربية.

وأكد بيسكوف في سياق تعليقه على ما نشرته وسائل إعلام بأن على روسيا ضبط إيران في سورية، و«إسرائيلـ« تحصل على حق شن ضربات على أية مواقع تريدها مقابل الانسحاب: «لا، الأمر ليس كذلك».

أشار المتحدث باسم الرئاسة الروسية، إلى أن روسيا تريد معرفة موعد ووجهة انسحاب القوات الأميركية من سورية. وأضاف بيسكوف في حديثه للصحافيين: «علينا أن نفهم كيف ستسحب واشنطن قواتها، وإلى أين ستأخذها، وبأي شكل ستسحبها من سورية، وهذا لا يزال غامضاً بالنسبة إلينا، إذ لم توضح واشنطن ما تعنيه بالمرحلة التالية» من محاربتها لـ«داعش».

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أكد أن الحرب ضد المجموعة الإرهابية «داعش»، كانت الهدف الوحيد من بقاء القوات الأميركية في سورية.

كما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، مساء الأربعاء، أن واشنطن بدأت عملية سحب القوات من سورية، وأن القوات الأميركية تستعدّ للمرحلة التالية من محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي.

وقالت ساندرز: «بدأنا إعادة القوات الأميركية إلى الوطن، ونحن ننتقل إلى المرحلة التالية من هذه الحملة».

وكان الموفد الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف، أشار إلى أن روسيا ستراقب عن كثب كيف ستطبق واشنطن قرار سحب قواتها من سورية. وأضاف: «لست مستعداً لوضع خطط افتراضية لاحتمالات هذا الانسحاب، لأننا تعهّدنا مع الأتراك وحتى مع الأميركيين أنفسهم، باحترام سيادة ووحدة أراضي سورية».

وذكّر بوغدانوف بأن الوجود الأميركي في سورية لا يتمتع بأي صفة شرعية.

وفي السياق، أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أن أنقرة تتريّث في بدء عدوانه العسكري ضد الإرهاب شرق الفرات نتيجة قرار ترامب سحب القوات الأميركية من سورية، بحسب تعبيره.

وقال أردوغان في خطاب ألقاه في اسطنبول: «إن تركيا ستؤجل العملية العسكرية المزمَعة في شمال شرق سورية»، مضيفاً أن الحملة ستبدأ في الأشهر المقبلة، «مكالمتي الهاتفية مع ترامب، واتصالات أجهزتنا الدبلوماسية والأمنية دفعتنا إلى التريث لمدة».

وأوضح أردوغان أن لا أطماع لتركيا في أراضي سورية، مشيراً إلى أن موقف تركيا واضح من الهجمات الإرهابية التي تستهدف تركيا من هناك «أولويتنا هي ضمان أمن المنطقة، والخطوات التي نخطوها سواء مع روسيا أو إيران هدفها تحقيق الأمن».

وأشار أردوغان إلى أن العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن ستصل للمستوى المطلوب مع بدء سريان القرار الأميركي، «علاقتنا الدبلوماسية مع واشنطن تصل للمستويات المرغوبة، تزامناً مع بدء القوات الأميركية بالانسحاب من سورية».

ورحّبت الخارجية التركية بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سورية، مشيرة إلى ضرورة التنسيق مع أنقرة خلال انسحاب هذه القوات.

وفي سياق متصل، أعلنت ما يُسمّى بـ «القيادة الكردية» في شمال سورية، أنّها تعوّل على فرنسا للعب دور أكبر في سورية على خلفية قرار واشنطن سحب قواتها من هناك وطالبت باريس بالمساعدة في فرض حظر جوي في المنطقة.

وجاءت هذه التصريحات في مؤتمر صحافي عقده اليوم في باريس رياض درار الرئيس المشترك لـ«مجلس سورية الديمقراطية»، وإلهام أحمد رئيسة الهيئة التنفيذية للمجلس.

وقال درار: «نأمل أن تلعب فرنسا دوراً أكبر في سورية بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من هناك».

بدورها أكدت إلهام أحمد أن المسلحين الأكراد لن يتمكنوا من الاستمرار في احتجاز أسرى «داعش» لديهم في حال خروج الوضع عن السيطرة.

وأضافت: «نطالب فرنسا بالمساعدة في فرض منطقة حظر جوي في شمال سورية لمواجهة التهديدات الإرهابية المحتملة».

كما أكد درار وأحمد، أن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية ستنظم «جولات تطوف فيها على دول أخرى غير فرنسا لبحث الوضع في المنطقة بعد التطورات الأخيرة».

وشدّد المجلس على أن انسحاب القوات الأميركية من الساحة السورية سيؤثر على الجميع، مشيراً إلى أن التدخل التركي في سورية سيؤدي لمزيد من سفك الدماء، فضلاً عن أنه سيعطي مزيداً من حرية التحرك للفصائل المتشددة.

كما حذّر من إعادة توليد تنظيم «داعش» في المنطقة، معبراً عن مخاوفه من تكرار مأساة عفرين، وطالب بـ»اتخاذ موقف أخلاقي تجاه المنطقة» وحمايتها من «التهديد التركي».

على صعيد آخر، دعا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إلى إدراج منظمة «الخوذ البيضاء»، الناشطة في المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين في سورية، على قائمة الإرهاب الأممية.

تصريح نبيبنزيا جاء خلال مشاركته في ندوة نظمتها الأمم المتحدة أمس الخميس في مقرّها بنيويورك لبحث نشاط «الخوذ البيضاء»، التي تدّعي أنها منظمة تطوّعية إنسانية تتولى مهام الطوارئ والدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة في سورية.

وأكد مكسيم غريغورييف مدير مؤسسة دراسة الديمقراطية، وهي منظمة روسية غير حكومية، أن الدراسة الميدانية التي أجرتها مؤسسته في سورية، كشفت أدلة قاطعة على وجود تعاون وثيق بين «الخوذ البيضاء» والتنظيمات الإرهابية.

وقال غريغورييف: «هناك أدلة دامغة تثبت أن مراكز «الخوذ البيضاء» كانت تشارك بشكل دائم في بناء تحصينات الجماعات المسلحة، كما كانت تمدّ هذه الجماعات بالماء والطعام وتقوم بإجلاء جرحاها من الجبهة».

وأوضح غريغورييف أن أحد عناصر «الخوذ البيضاء» في دوما في غوطة دمشق الشرقية أخبره بأن المنظمة كانت تنشط في نصب المتاريس الترابية وحفر الخنادق، إضافة إلى نقل المقاتلين والأسلحة والذخيرة لهم.

واتهم التقرير الذي أعدّه غريغورييف «الخوذ البيضاء» بالتورط في سرقة الأعضاء البشرية وقال نقلاً عن شاهد عيان يقيم في منطقة سبق أن نشطت فيها «الخوذ البيضاء»:

«الناس الذين أجلاهم عناصر «الخوذ البيضاء» لم يعودوا في الغالب على قيد الحياة. على سبيل المثال، كانت هناك حالات عندما يُصاب شخص إصابة طفيفة ويتم إنقاذه، وإجلاؤه، ثم يعيدونه بعد أن فقد أعضاء داخلية».

وأشار غريغورييف إلى أنه وفقاً لشهود عيان كثيرين، وعناصر سابقين في «الخوذ البيضاء»، تورطت المنظمة أيضاً في سرقة ممتلكات المصابين، وخاصة النساء، فضلاً عن نهب المخازن والمباني المتضررة.

ويستند تقرير المؤسسة الروسية، إلى معلومات قدمها أكثر من 100 شاهد سوري، بمن فيهم أعضاء في «الخوذ البيضاء»، ومقاتلون سابقون من جماعات إرهابية وغيرها من الجماعات غير الشرعية، بالإضافة إلى أشخاص يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون وعملت فيها «الخوذ البيضاء».

وكانت موسكو اتهمت «الخوذ البيضاء» مراراً بالوقوف وراء استخدام المواد السامة في مناطق مختلفة من سورية، لاتهام دمشق بها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى