حسن حردان خلال ندوة في دمشق: محور المقاومة انتصر بفعل التضحيات وامتلاك مشروع استراتيجي للتحرر الوطني
بدعوة من حزب البعث العربي الاشتراكي ـ فرع دمشق ـ أقيمت ندوة تحت عنوان عصر المقاومة صناعة النصر والتطورات السياسية، تحدث فيها الكاتب والباحث والمسؤول الإعلامي لرابطة الشغيلة حسن حردان، وقدّم لها الدكتور عفيف دلا مسؤول دائرة الإعداد والثقافة والإعلام في حزب البعث.
أكد الكاتب والإعلامي حسن حردان، انّ الانتصارات المتتالية لمحور المقاومة من لبنان إلى سورية لم تكن بفعل الصدفة وإنما جاءت نتيجة عوامل عديدة في مقدّمتها العوامل الذاتية المجسّدة في توافر قيادة للمقاومة ثورية وشجاعة غير مهادنة أو مساومة تملك مشروعاً استراتيجياً للتحرر الوطني من الاحتلال والاستعمار، وتجسّدت في لبنان بقيادة للمقاومة على رأسها السيد حسن نصرالله، وفي سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد، وفي إيران الثورة بقيادة الأمام علي الخامنئي.
وشدّد حردان على أنّ هذه القيادة وفرت الأساس لبناء ونمو مشروع المقاومة في لبنان وتحقيق الانتصارات على العدو الصهيوني بدءاً من انتصار عام 2000 وانتصار عام 2006.. والذي سبقه انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة على الطريقة اللبنانية…
ولفت حردان إلى أنّ انتصار محور المقاومة في سورية إنما يتوّج هذه الانتصارات المتلاحقة، ويؤكد أنّ المشروع الأميركي الصهيوني الاستعماري بات في مرحلة الهزيمة والتراجع، وأنّ مشروع المقاومة أصبح في مرحلة الانتصار والتقدّم…
وأشار الكاتب حسن حردان إلى الترابط والتلازم بين مقاومة الاحتلال والاستعمار ومشروع التنمية الاقتصادية المستقلة والعدالة الاجتماعية، مؤكداً أن لا تنمية حقيقية من دون التحرّر من التبعية للاستعمار…
ولفت إلى أنّ صمود سورية على مدى أربع سنوات، قبل مجيء الدعم الروسي العسكري النوعي، كان بفعل عوامل ذاتية سورية تمثلت في القيادة الصلبة والجريئة والمقاومة برئاسة الرئيس بشار الاسد، والاقتصاد الإنتاجي المستقلّ، والتقديمات الاجتماعية للمواطن، والعقيدة الوطنية والقومية التي جُبل وبُني عليها الجيش العربي السوري، والثقافة العربية التي تربّى عليها الشعب السوري…
هذه العوامل مجتمعة شكلت الاستراتيجية التي كان قد اعتمدها الرئيس الراحل حافظ الأسد على اثر حرب تشرين التحريرية وخروج مصر من دائرة الصراع واختلال التوازن مع العدو الصهيوني، وقد شملت هذه الاستراتيجية أيضاً بناء التحالفات مع الدول الرافضة للهيمنة الاستعمارية، وفي طليعتها إيران الثورة، وروسيا، والصين، وقد جاء الدعم من الحلفاء في محور المقاومة وروسيا ليعزز هذا الصمود السوري ويسهم في انتقال الجيش السوري من الدفاع إلى الهجوم وتحقيق الانتصارات بتحرير المناطق السورية التي سيطر عليها الإرهابيون…
ولهذا اعتبر الكاتب حسن حردان أنّ انتصارات سورية ومحور المقاومة لم تكن صدفة وإنما نتيجة كلّ هذه العوامل التي ذكرت آنفاً.
وأشار أنّ إلى انتصار سورية ستكون له نتائج هامة على صعيد نهوض خط المقاومة والعروبة ودعم واستهاض المقاومة في فلسطين المحتلة، لافتاً إلى تنامي قوة محور المقاومة وتشكيله بيئة استراتيجية تحاصر الكيان الصهيوني وتكبّل قوته العدوانية وتجعله غير قادر على شنّ الحروب خوفاً من نتائجها الكارثية عليه، مؤكداً أنّ الكيان الصهيوني دخل في مرحلة المأزق الاستراتيجي والتراجع المستمرّ لمشروعه الاحتلالي أمام تزايد قوة المقاومة واتساع دائرة قوى المقاومة في العالم العربي بانتصار اليمن على العدوان الأميركي السعودي وتنامي قوة اطراف قوى المقاومة في العراق…
وأشار حردان إلى أنّ انتصار سورية ومحورها المقاوم قلب المعادلات في المنطقة والعالم وأسّس لولادة موازين قوى جديدة لصالح خط التحرّر من الهيمنة الاستعمار والاحتلال ولصالح إعادة بناء النظام الدولي على أسس من التعددية الدولية والإقليمية… لافتاً إلى أنّ ما تشهده الدول الغربية من احتجاجات اجتماعية يدلّل على دخول الرأسمالية الغربية مرحلة الأزمات البنيوية بفعل تراجع هيمنتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية وفشل حروبها الاستعمارية واشتداد المنافسة الاقتصادية الدولية، مشيراً إلى انتقال مركز الثقل في الاقتصادي العالمي من الغرب إلى الشرق، وهو ما يصبّ في مصلحة سورية التي تسعى إلى إعادة بناء ما دمّرته الحرب بالاستناد إلى دعم حلفائها الذين يملكون القدرات الاقتصادية الكبيرة وفي طليعتهم روسيا والصين وإيران إلخ…
وخلص الكاتب حردان إلى الإشارة إلى التزامن بين انتصارات محور المقاومة في سورية وتأجّج وتنامي المقاومة والانتفاضة في فلسطين المحتلة وسقوط صفقة القرن التي استهدفت تصفية القضية الفلسطينية… الأمر الذي فاقم من الأزمة التي تعصف بالكيان الصهيوني وحكومة نتنياهو على اثر الهزيمة الأخيرة لجيش الاحتلال أمام المقاومة في غزة، وفشل طيران العدو في مواصلة اعتداءاته على سورية بفعل تنامي قوتها الردعية اثر تسلمها صواريخ «أس 300»، وتزايد مأزق العدو في مواجهة المقاومة في لبنان التي تنامت قدراتها الردعية…