للحبّ وللتسامح… فيينا غنّت بالعربية
طلال مرتضى
هكذا كانت الليلة «الفييناوية» عامرة ودافئة إلى حد أنها كسرت صقيع الشوارع بالصدح الشفيف واللحن الرخيم وقت أحييت عيد الميلاد هذه المرة باللغة العربية.
المؤسسة المشرقية للثقافة والفنون CUP OF KULTURES في فيينا نظمت حفلاً فنياً عامراً وكخاتمة لنشاطها السنوي للعام 2018.
كان اللافت في هذه الاحتفالية هو حضور «كورال الكنيسة المارونية في فيينا» والذي قدّم ترنيمات عدة شدّت الحضور الذي تفاعل معها وهي تبشر بولادة رسول السلام والمحبة على هذه الأرض، هذا وقد رعى الأب ميشال حرب راعي الكنيسة وهو من أصول لبنانية هذه البادرة المهمة حيث خروج الكورال من الكنيسة ليشارك الجمهور العيد وهو ما زاد من ألفة واكتمال فرحة العيد..
جمهور المؤسسة المشرقية النمساوية كعادته كان حاضراً وقد سجل حفل الليلة حضوراً شاباً وهو اشتغال دأبت المؤسسة على التمكين منه لخلق بيئة مناسبة وصحية لدمج كل من وصل النمسا مؤخراً مع المجتمع المضيف وهذا عبر ما يقدّم من نشاطات ودورات مكثفة وترفيهية للجميع.
قدّمت للأمسية السيدة نورا هاشم ومريم حمود من لبنان، حيث رحبتا بالحضور وباللغتين الألمانية والعربية والتي استهلّت مطلعها:
«الليلة هيدي، مش بس عيد وناس
الليلة هيدي، مش فرحة ولمة وقداس
الليلة هيدي، ما بتشبه كل الأجناس
هيدي الليلة
هيدي الليلة، خلّونا نرنّ الأجراس».
الطفلة السورية بنان سقباني عزفت على الغيتار مقطوعات موسيقية عالمية عدة ومنها معزوفة مدوّنة بتوقيع المؤلف الموسيقي اللبناني مفيد نعمة، ورافقها الغناء كلٌّ من النمساوي الشاب Michael Deininger والشاب خالد الأغا، حيث قدّما وصلتين متتاليتين.
لكن الختام كان مع عزف وغناء الواعدة السورية مياس الخطيب، الذي رافقها على آلة الكونترباص النمساوي Reinhard Paar، قدّمت الخطيب عدد ً من أغاني إرث البلاد والتي أثملت حضورها طرباً وشدواً وعزفاً على آلة العود الذي لا يفارق حضنه مطلقاً.
نور خوري السورية التي لم يسمح لها الجمهور بالمغادرة لأكثر من مرة بعد انتهاء وصلتها الفنية، واستجابة لجمهورها الذي يعرفها ويتابعها فقد غنت الليلة للحب والفرح بلغات عدة ما بين الفرنسية والانجليزية والعربية ومن الجدير بالذكر إن الفنانة السورية خوري قد أقامت فعاليات غنائية في بيروت حيث زارتها ممثلة للمؤسسة المشرقية ومن باب التبادل الثقافي والفني بين منظمات لبنان والنمس.
كاتب سوري/ فيينا