حكومات العهد الاستقلالي خطفت الاستقلال وهجّرت شباب لبنان

عمر عبد القادر غندور

بعد أن وصل الاهتراء في مساعي تشكيل الحكومة الى ما تحت الصفر، وبعد أن سقطت الطبقة السياسية في شرّ نهجها ونهمها واحتكارها، وبعد أن سقط شعار الديمقراطية الذي كان شعاراً من غير مضمون، ولطالما تباهينا به، كمدخل وادّعاء فارغ يخفي نظاماً عائلياً وعشائرياً وطائفياً واستبدادياً رأيناه في هذه الطبقة التي لا علاقة لها بوجع الناس ولا بمصالحهم وحاجاتهم الاقتصادية والاجتماعية ولا بأدنى إحساس وطني ومسؤولية، بات من حق اللبنانيين أن يلعنوا هذا الاستقلال الذي كشف عجزنا عن تدبّر أمور وطننا، وحاجتنا إلى من يرعانا حتى نبلغ سنّ الرشد…

بالأمس نطق الرئيس نبيه بري بالحقيقة كاملة عندما قال في لقاء الأربعاء النيابي إن «لا حلّ الا بالدولة المدنية، مع المحافظة على خصوصيات الطوائف لممارسة عباداتها وشرائعها»، مؤكداً أنّ كلّ المصائب التي نعانيها ناجمة عن الطائفية والمذهبية اللتين تستشريان أكثر فأكثر!

وليعذرنا الناس على كفرنا بالاستقلال الذي لم يأت بدولة يكون فيها الولاء للوطن وليس للطائفة والمذهب، وهو ما عبّر عنه رئيس المجلس النيابي.

سبعون عاماً من الاستقلال ومن هجرة شبابنا إلى مشارق الأرض ومغاربها بحثاً عن لقمة عيشهم بينما وطنهم نهباً لطبقة سياسية وأزلامها، جعلوا العزيز مهاناً واللص مهاباً! دولة تغرق في النفايات ولا تملك معالجة لها! وليس فيها كهرباء ولا ماء ولا استشفاء ولا ضمانات رعوية تنبئ بغد أفضل، بل دولة هي اليوم تحتلّ المرتبة الثالثة في المديونية على مستوى العالم، بينما الهدر في المؤسسات ودوائر الدولة يتواصل، وتتواصل معه مئات الفضائح الموصوفة ولا من يحاسب السماسرة وحيتان الالتزامات والصفقات والمتعهّدين لوكالات الدواء والنفايات والأزلام على المعابر والجمارك يسرحون ويمرحون ولا من يحاسب!

أما من يعتقد أنّ تشكيل الحكومة بعد سبعة أشهر على المناكفة، وحتى بعد سبعين شهراً لن تأتي بالمنّ والسلوى وستكون على شاكلة 74 حكومة من حكومات العهد الاستقلالي، وخاصة الحكومات التي تشكلت بعد العام 1992، لأنها كما تعوّدنا، لا تملك الإخلاص والحسّ الوطني ولا الخطط والسياسات والرؤى العلمية ولا حتى مخافة الله…

رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى