غيوم
هكذا الآن تبدُو
علاقتنا التي كانت
جميلة يوم أمس
ملبّدة بالسحب
الغائمة لهذا اليوم
لم أعد أدرك
ما يحصل الآن
ما هذا الفتور المرعب
ما الذي دهاك
حتى بات نظرك
محدوداً لهذه الدرجة
هل من المعقول
بأنك لم تعد تكترث
لذاك الحب الجارف
الذي كان يغمر قلبينا
ما سرّ هذا البرود
الذي أذهب عقلك
إلى ما لا حدود
اليوم تبدو بأنك
تختار الرحيل
إلى عالم فارغ
لن يأتيك منه
لا نفع ولا مردود
إنك تستبدل الآن
حبنا الجارف الودود
بعالم يخلو من
المضمون وتنسى
ما كان بيننا من عهود
حسنٌ يا حبيبي
اذهب إلى حيث
يحلو لك وعسى
أن يكون اختيارك
صائب بهذا المجهود
لكن تذكر جيداً
أنت من زرع الجفاء
بالوقت الذي كنتُ
أرسم كل ملامح
الآتي لمستقبلنا
أنت مَن يهدم
كل حجر أساس
كنت أبنيها لحياتنا
وأنت مَن كان
يقتلع كل الورود
التي كنت أزرعها
في درب حبنا
لهذا… تذكر جيداً
وأنت راحل
بأنه لن يكون هناك
لك خط للعودة إليّ
لأنني…
لم أعتد النظر للخلف
إلا لأتعلم من أخطائي
ولأعود إلى بناء ذاتي
وأبني مجدداً
من الألف
لأكمل حياتي
ولتسير حيثما
شاءت كل الغيوم
فأنا سأكون
مولودة جديدة
من اليوم.
عبير فضة