تقرير
نشرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية موضوعاً يتعلق بما يسمّى «الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ داعش»، واحتلاله المرتبة الأولى عالمياً في الإرهاب بعدما أزاح تنظيم «القاعدة» من موقعه.
وتقول «كوميرسانت»: مع استمرار التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في تنفيذ ضربات جوّية ضدّ «الدولة الاسلامية في العراق وسورية ـ داعش»، يزداد عدد أنصار هذا التنظيم خارج حدود العراق وسورية. إذ أعلنت مجموعات عدّة من «المجاهدين» في شمال أفريقيا، والتي كانت تابعة لتنظيمات «القاعدة»، عن مبايعتها لأبي بكر البغدادي، «زعيم داعش».
ومنذ أن قطع «داعش» علاقاته مع «القاعدة» وأعلن الخلافة في كافة المناطق الواقعة تحت سيطرته في العراق وسوري، أعلنت منظمات إسلامية كبيرة في أفغانستان وباكستان كانت تابعة لـ«القاعدة»، مبايعتها لأبي بكر البغدادي.
كما أعلنت تشكيلات «القاعدة» في الجزائر وتونس وليبيا، عن تشكيل مجموعة «جند الخلافة». وانتقد مسؤول «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» عثمان العاصمي، قيادة «القاعدة» لعدم اندماجها مع «داعش»، ووعد بتأسيس «الخلافة» في الجزائر قريباً.
أما في مصر، فقد تراجع صراع السلطة مع «الاخوان المسلمين» إلى المرتبة الثانية، بعد الاعلان عن تشكيل مجموعة «جند الخلافة» التي انتقدت «الاخوان» بسبب عدم تنفيذهم الشريعة بصورة حازمة، وأعلنت دعمها لمجموعة «أنصار بيت المقدس» التي تنشط في شبه جزيرة سيناء، والتي أعلنت مؤخّراً مبايعتها وطاعتها لأبي بكر البغدادي.
وبحسب قول الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا، بيرناردينو ليون، يسعى مسلّحو «داعش» إلى توحيد المجموعات المسلحة المختلفة في منظمة واحدة. مشيراً إلى أنّ الأوضاع تسير نحو الأسوأ بسرعة، وقد يتطلّب الأمر تدخلاً من جانب المجتمع الدولي.
وبحسب رأي الخبراء، فإن ازدياد شعبية «داعش» خارج حدود العراق وسورية، خصوصاً في شمال أفريقيا واليمن وأفغانستان وباكستان، يشير إلى أنّ «القاعدة» فقدت لقب «المنظمة الارهابية رقم واحد في العالم». لأن زعماءها المحليين يشعرون بضغط كبير من جانب أنصارهم، الذين يطالبون بالتقارب مع «داعش»، ويعتبرون قادة «القاعدة» غير عصريين.
ويقول خبير من «مركز بيغن ـ السادات للدراسات الاستراتيجية»، إنّ ضعف الحكومة في العراق، وما يجري من قتال في سورية، ساعدا في تعزيز مواقع «داعش» وإعلانه «الخلافة» باعتبارها الهدف النهائي. ويضيف: واسم «الخلافة» مسألة دعائية تهدف إلى إظهار توسّع «الدولة الاسلامية» المستمر، وهذا يشير إلى أنّ «داعش» أخذ من «القاعدة» لقب «المنظمة الارهابية الدولية رقم واحد».