أحمد زين الدين أرشفة التأريخ السياسي..

صباح محسن كاظم

حضرت عشرات الندوات، الثقافية، الفكرية، وتوقيع الكتب بلبنان، ومن الكتب المهمة جداً التي قرأتها أعد كتاب الإعلامي والكاتب أحمد زين الدين وثائق تأريخية كتبت بحرفية.. هناك تجارب مشابهة لما جرى بلبنان من وقائع كما في العراق وفي شعوب أخرى.. وقد تجاوزت محنها، وآلامها، في آسيا، أفريقيا وكل بقاع الأرض.. نعم نحتاج ثقافة ديموقراطية حقيقية.. في كتاب أحمد زين الدين رئاسات وانتخابات حضرت توقيعه ببيروت ضمن حضور كبير من السياسيين والكتاب.. يعالج قضايا مهمة، الانتخابات.. الحريات.. الديموقراطية وجوانب كثيرة متنوّعة بالخروق التي تحصل كما حصلت لدينا، التوجهات السياسية، المذهبية، الصفقات، الطوائف، التحولات، العنف، قوانين الانتخاب، مجالس النواب، الصلاحيات، كيف صنع القنصل نواباً، إصلاح التمثيل الشعبي، فضائح سياسية من عام 1947، عهد الاستقلال، وشخصيات الرئاسة بفصول ثمانية شيّقة.. تجربة لاغنى لكل سياسي ومثقف عربي من الاطلاع عليها، التي تشابه إلى حدّ ما تجربتنا، كتاب ثري بمعلوماته الغزيرة بكل فصوله الثمانية بـ 225 صفحة عن دار أبعاد جاء بمقدمته بقلم نقيب المحررين للكاتب «الياس عون» ص. 7: «يفخر لبنان بنظامه البرلماني الديموقراطي. وسن القوانين داخل المجلس النيابي منذ وضع الدستور عام 1926 والتشريعات التي رافقته حتى يومنا هذا، هو عرفان بأن هذا الوطن الصغير المساحة والكبير بأبنائه، سواء وجدوا على أرضه أو كانوا في عالم الانتشار، بإمكانه اختراع العجائب».. فيما أكد الصحافي والكاتب المخضرم أحمد زين الدين ص9: «هي مجموعة من المواضيع والمقالات كنت قد كتبتها في فترات مختلفة»… رغم غزارة قلمه يضيف بتواضع جمّ: لا أزعم أني أقدّم فتحاً جديداً في هذا المجال، وأنا سبق لي، أن وضعت كتابين في السياق نفسه: «رؤساء لبنان كيف وصلوا؟»، الصادر عن مؤسسة نوفل عام 2005، و»تطور قانون الانتخاب في لبنان 1840-2000» الصادر عن دار ليلى عام 2000…. يكتب عن الأزمات بحيادية، وتحليل موضوعي، يبتغي لوطنه الرفعه وللإنسان الكرامة، بالطبع تتشابه ظروف بلدينا في تعقيدات السياسة إلى حد ما، فكل مكوّن يريد إثبات هويته، رغم أن رؤيتي الهوية الوطنية هي الجامعة كما مر في أكثر من 30 حلقة بصفحة صناعة السلام التي أتحدث عن اهميتها للفضائيات والحوارات في لبنان. في ص. 11 يؤكد زين الدين أي لبنان نريد؟ الذي استعرت منه اسم هذه الحلقة.. يكتب مستغرباً «أنتم على الشاشات، بأكثركم تشبهون صواريخ عابرة للأزمة. لا يذهب أحد بعيداً، فصناديق الاقتراع، في أحسن الظروف، في ظل قوانين الانتخاب السائدة، لن تتقيّأ سوى نفس الوجوه… وبالتالي الأزمات المستمرة. ماذا نريد من قانون الانتخاب؟ وأي قانون انتخاب نريد؟..».

هذا الكتاب كما جاء على الغلاف الخلفي.. تجارب وخفايا وأسرار عن صناعة رؤساء لبنان وتطور قانون الانتخاب، هو ما يحاول هذا الكتاب كشفه، وإبراز مدى الخلل السياسي وسوء الممارسة والتجربة التي تجعل اللبنانيين يعيشون في نظام سياسي، بات عائقاً أمام تطوّرهم وتقدمهم ورفاهيتهم، لأن هذا النظام ببساطة متناهية مولد ومنتج للأزمات، وبالتالي باتت الحاجة ملحّة لإصلاح النظام بشكل شامل بما فيه من مؤسسات وإدارات ومصالح وعلاقات. بالطبع مثل تلك المؤلفات تعزز النظام الديموقراطي، تشخيص الخلل، مواطن الإخفاق، السبل لتطوير التجربة الديموقراطية، وبالأخص بعراق المقدسات. فالتجربة فتية من 2003 تتخللها السلبيات والإخفاقات. يؤكد ذلك كل سياسي عراقي أراه بالإعلام الوطني العراقي أو يكتب بصحيفة الصباح صوت الشعب العراقي.. المرتجى المؤمل أن يتعلم السياسي من تجارب الشعوب لينهض بالبلاد من أزمنة الحروب، والفاشستية، وتحقيق الحلم الجماهيري بعراق آمن يحقق العدل فيه بكل جوانب الحياة لكل مدننا من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها. السياسي..

صحافي وأديب عراقي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى