الناشف: لا مصلحة للبنان بالقمة العربية الاقتصادية ولا قيمة لها دون مشاركة سورية

أقام رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف، مأدبة عشاء على شرف السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان، بحضور الرئيس الأسبق للحزب مسعد حجل، والعميدين قيصر عبيد ود. مروان فارس، عضو الكتلة القومية النائب سليم سعادة ورئيس الاتحاد العمالي العام د. بشارة الأسمر وعقيلاتهم. وتخلل اللقاء عرض للأوضاع العامة على الساحتين القومية والدولية، والتحديات التي تواجه دول وشعوب المنطقة والعالم من جراء الإرهاب ونتيجة سياسات الهيمنة التي تهدّد الاستقرار الدولي.

وثمّن الناشف مواقف جمهورية الصين الشعبية تجاه بلادنا، مشدّداً على أنّ الصين أدّت دوراً محورياً الى جانب روسيا الاتحادية لكبح جماح سياسات الهيمنة الغربية التي عرّضت الأمن والسلم الدوليين للخطر، من جراء دعم الإرهاب والتطرف، والاعتداء على سيادة الدول خلافاً للقوانين الدولية التي تؤكد احترام سيادة الدول.

وقال الناشف: نحفظ للصين الشعبية وقفتها إلى جانب الحق واحترام سيادة الدول، من خلال استخدام حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن بوجه مشاريع قرارات تستهدف تشريع الحرب الإرهابية الكونية على سورية، وهذا الموقف الصيني المشرف، هو مدعاة تقدير من قبلنا وكلّ شعبنا الذي واجه الإرهاب والتطرف.

ولفت الناشف إلى أنّ الحرب الإرهابية الكونية التي استهدفت سورية هي حرب ضدّ كلّ قوى ودول المقاومة، وإنّ صمود سورية رئيساً وقيادة وجيشاً وشعباً ونسوراً ومقاومين، بدعم من الحلفاء، أسقط أهداف الحرب الكونية، وها نحن نشهد انتصار سورية على الإرهاب والتطرف وعلى مشاريع التفتيت والتقسيم، وهذا الانتصار خلق معادلات جديدة ليس على مستوى المنطقة وحسب، بل على المستوى العالمي.

وختم الناشف مؤكداً أنّ الصين قوة اقتصادية كبرى، وهذه القوة التي تتقدّم بثبات في الاقتصاد، هي دولة متقدّمة في السياسة للوصول الى عالم جديد مرتكزه قيم الحق والحرية، ونحن سعداء حين تتكرّس معادلات الحق، لأنّ حقنا ثابت وراسخ في تحرير فلسطين كلّ فلسطين من الاحتلال الصهيوني.

عواصف الطبيعة وعواصف السياسة!

من جهة أخرى أكد الناشف أنّ العاصفة التي تضرب لبنان في هذه الأيام، ستنحسر بعد أيام، وهذا هو قانون الطبيعة، لكن ما هو غير طبيعي العواصف «السياسية» التي تحول دون تشكيل حكومة جديدة، وتبقي البلد غارقاً في الأزمات والمشكلات والناس مثقلة بالمعاناة.

أضاف: المصلحة الوطنية للبنان، تتطلب الإسراع في تشكيل حكومة تحظى بثقة كلّ القوى السياسية، وليس حكومة حصص منتفخة طائفياً وجهوياً، ولذلك نجدّد التأكيد، بأنّ حكومة الوحدة الوطنية، تعني تمثيل القوى اللاطائفية، وفي مقدّمها الحزب القومي. وعليه، نشدّد على اعتماد المعيار الوطني قاعدة لتشكيل الحكومة، وأن يتخلى البعض عن الكيدية السياسية والاستئثار المذهبي.

وعن القمة العربية الاقتصادية قال الناشف: للأسف البعض في لبنان يقارب بخفة، ويتعاطى بعدم مسؤولية مع مسائل أساسية تتصل بمصالح لبنان واللبنانيين، كخروج بعض الأصوات التي تطالب بعدم دعوة سورية للمشاركة في القمة العربية الاقتصادية التي من المفترض عقدها في بيروت.

وقال: إنّ لبنان الرسمي معنيّ بأن يضغط بكافة الوسائل وعلى جميع الصعد، ليمسك بزمام دعوة سورية للمشاركة في القمة العربية الاقتصادية، لأن لا قيمة، ولا مصلحة للبنان من دون مشاركة سورية.

أضاف: بين لبنان وسورية علاقات مميّزة نصّت عليها معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق، واتفاقات مشتركة على كلّ الصعد، ولبنان معنيّ باحترام هذه العلاقات المميّزة وتزخيمها تحقيقاً لمصالحه، لا أن يبقى خاضاً لإملاءات القطيعة مع سورية، وبصورة نافرة وغير مبرّرة.

وتابع: في ظلّ عودة دول عربية عديدة إلى سورية من بوابة التمثيل الدبلوماسي ومن بوابات أخرى عديدة، فإنه من الحكمة والمصلحة مغادرة سياسة النأي التي انتهجت بناء لرغبات بعض الدول العربية التي دعمت المجموعات الإرهابية وكانت لها أياد سوداء على سورية، وأن يمارس لبنان ضغطاً قوياً لكون القمة تعقد على ارضه، بما يؤدي إلى دعوة سورية.

وختم قائلاً: إذا كانت جامعة الدول العربية هي التي تقرّر الدعوات، فهذا لا يلزم لبنان بأن يتخلى عن مصالحه وعلاقاته المميّزة بسورية، ولا يجوز بأيّ شكل من الأشكال أن يستمرّ لبنان بـ «النأي» في وقت يذهب بعض العرب الى سورية بعد فشل مخططاتهم ومشاريعهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى