المقداد: متفائل بشأن الحوار مع القوى «الكردية»

كشف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أن حكومة بلاده فعّلت اتصالاتها مع الأكراد بعد التدخل التركي»، لافتاً إلى أنه لا بديل عن الحوار مع الفصائل الكردية.

وقال المقداد: «التجارب السابقة لم تكن مشجعة، ولكن الآن أصبحت الأمور في خواتيمها. وإذا كان بعض الأكراد يدّعي أنه جزء لا يتجزأ من الدولة السورية ومن شعب سورية فهذه هي الظروف المواتية. لذلك أنا أشعر دائماً بالتفاؤل»، وذلك وفقاً لمصادر.

وعبّر المسؤول السوري عن قناعته بأن القوات الأجنبية الموجودة في بلاده ستغادر قريباً.

وعلى الفور، اعتبرت حركة المجتمع الديمقراطي الكردية تصريحات فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري إيجابية.

وصرّحت الحركة رداً على كلامه لقناة «روسيا اليوم» إن كلام المقداد إيجابي، ونتمنى أن تتفعل قنوات الاتصال ونصل إلى نتائج عملية. وأضافت «عملنا منذ بداية الأزمة للحفاظ على وحدة سورية ومصّرون على ذلك وقمنا بواجبنا الوطني في حماية وحدة سورية والوقوف في وجه الإرهاب والاحتلال التركي».

من جهة أخرى، نقل عن مسؤول كردي عن اعتقال 6 تكفيريين في سورية بينهم أميركي وألماني.

إلى ذلك، جدّد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أمس، دعوة موسكو إلى البدء في العمل على إعادة إعمار سورية.

وفي كلمة ألقاها في «مؤتمر رايسينا» الدولي المنعقد في العاصمة الهندية نيودلهي، أكد ريابكوف استعداد خبراء روس للمشاركة في إزالة آثار الحرب في سورية، قائلاً: «يجب البدء بإعادة إعمار سورية دون إبطاء. وتبذل روسيا جهوداً حثيثة في هذا المجال ، بالاعتماد على عسكرييها ومهندسيها وغيرهم الخبراء، في المناطق المحررة من الإرهابيين».

ولدى تطرقه إلى موضوع انسحاب القوات الأميركية المعلن من سورية، اعتبر الدبلوماسي أنه من السابق لأوانه الحديث عن نتائج قرار واشنطن هذا. وقال ريابكوف «أما فيما يتعلق بسحب القوات الأميركية من سورية، فإننا نتابع تطورات الأحداث باهتمام كبير. ومن وجهة نظرنا من الصعب للغاية التنبؤ بالنتيجة الآن».

وتابع: «كما في كل الأمور المتعلقة بالمصالح الروسية أو العلاقات الروسية الأميركية، فإننا نقيّم الأعمال وليس الأقوال»، مشيراً إلى أن «الثقة مفقودة تماماً اليوم بين موسكو وواشنطن».

واعتبر ريابكوف أن دول «المجموعة المصغرة» حول سورية بريطانيا، ألمانيا، الأردن، السعودية، الولايات المتحدة، فرنسا تحاول عرقلة عملية تشكيل اللجنة الدستورية السورية، من أجل تغيير تشكيلتها.

وأعرب الدبلوماسي عن أسف موسكو لهذه المحاولات، مشيراً إلى أن الإخفاق في تشكيل اللجنة سيجعل عملية التسوية السياسية المتكاملة في سورية مستحيلة.

وأكد ريابكوف أن موسكو ستواصل الحوار مع واشنطن حول سبل خفض التوتر في سورية، إضافة إلى تمسك روسيا بتبادل المعلومات مع جميع أطراف التسوية السورية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأوروبية، مشيراً إلى عدم وجود أي «أجندة خفية روسية في سورية».

كما شدّد المندوب الروسي الدائم على ضرورة مواصلة التعاون بين موسكو وطهران وأنقرة، كالدول الضامنة لعملية أستانا، بشأن إعادة الأوضاع في سورية إلى طبيعتها.

بدوره، قال وزير خارجية النظام التركي جاويش أوغلو، إن واشنطن تواجه صعوبات في الانسحاب من سورية أهمها تقاربها مع التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أن بلاده لن تتردّد في تنفيذ خطواتها شرق نهر الفرات.

ولفت أوغلو إلى أنه لم تحدث أي مشكلة في تطبيق اتفاق إدلب المبرم مع موسكو حتى اليوم. وأمل في بقاء الأمور كما هي مستقبلاً، مجدداً التأكيد على دعم بلاده لوحدة أراضي وحدود سورية.

كما أكّد أوغلو أن أنقرة تدعم وحدة أراضي وحدود سورية، مضيفاً أن التحضيرات مستمرة للقمة الثلاثية الروسية التركية الإيرانية المقررة قريباً في روسيا.

على صعيد التصفيات القائمة بين الجماعات الإرهابية في إدلب وريفها، سيطرت «هيئة تحرير الشام» الإرهابية على سهل الغاب وجبل شحشبو بالكامل بعد استسلام حركة «أحرار الشام» التي خسرت أكثر من 20 قرية خلال المعارك التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.

وجاءت سيطرة الهيئة على تلك المنطقتين بعد اتفاق يقضي بحلّ الحركة لنفسها في المنطقتين وتسليم سلاحها الثقيل والمتوسط وخروج من يريد إلى مناطق درع الفرات حيث الاحتلال التركي.

وتضمنّت بنود الاتفاق التي جرت بحضور وجهاء من سهل الغاب، وممثلين عن الهيئة، والجبهة الوطنية للتحرير كلاً على حدة أن تحل الحركة نفسها في سهل الغاب، وجبل شحشبو، وإتباع المنطقة إدارياً وخدمياً لما يسمى حكومة الإنقاذ.

كما جاء في بنود الاتفاق أن تقوم الحركة بتسليم سلاحها الثقيل والمتوسط، والإبقاء على السلاح الفردي، والتنسيق على خروج من يريد باتجاه مناطق درع الفرات.

وفي ريف إدلب الجنوبي، تشهد المنطقة هدوءاً حذراً بعد المعارك العنيفة بين الهيئة والجبهة في مدينة الهبيط التي مازالت السيطرة فيها مناصفة بين الطرفين، ومن ثم توقف الاشتباك لإجراء عملية تبادل للأسرى، وسحب الجثث، وإسعاف الجرحى.

كما شنّ ما يسمى «الجيش الوطني السوري» الذي أسسته تركيا هجوماً على مواقع «هيئة تحرير الشام» في منطقة جبل سمعان غرب حلب، وأطمة شمال إدلب، حيث تدور معارك عنيفة استهدفت فيها فصائل تركيا بالدبابات والصواريخ تحصينات الهيئة، في حين سقطت العديد من تلك القذائف على مخيم أطمة، ما أدى إلى سقوط جرحى مدنيين.

وأحرزت فصائل تركيا تقدماً على محور أطمة بسيطرتها على «تلة سيريتيل»، بالتزامن مع التقدم باتجاه قلعة جبل سمعان غرب حلب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى