ترامب يدعو إلى ضمان سلامة القوات الأميركية مع انسحابها من سورية

جدّد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري، سامح شكري، أمس في القاهرة، عزم بلاده سحب قواتها من سورية، مضيفاً أن الحرب ضد تنظيم «داعش» ستتواصل.

وكان بومبيو تعهد، بأن تواصل الولايات المتحدة شن ضربات على «الإرهابيين» في الشرق الأوسط، وأكد استعداد رئيس البلاد، دونالد ترامب، لتنفيذ عمليات جديدة بسورية، في خطاب ألقاه في الجامعة الأميركية في القاهرة.

وأكد بومبيو أن إدارة ترامب ستعيد العسكريين الأميركيين من سورية إلى بيوتهم، إلا أنه شدد على أن الولايات المتحدة لا تزال متمسكة بمهمة اجتثاث «داعش».

وكان البيت الأبيض قال إن ترامب يريد ضمان سلامة القوات الأميركية مع انسحابها من سورية، وإنه لم يغير موقفه بشأن سحب القوات.

فرنسا ستنسحب من سورية

وفي السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس، إن فرنسا ستنسحب من سورية بعد التوصل لحل سياسي.

وقال لودريان خلال مقابلة أجرتها معه قناة سي – نيوز الفرنسية: «فرنسا ستنسحب من سورية عندما يتمّ التوصل لحل سياسي». وأضاف: «فرنسا متمركزة عسكرياً في العراق وهي متمركزة أيضاً عسكرياً في سورية، لكن بشكل متواضع الى جانب القوات الأميركية».

من جهة أخرى، أعلن وزير خارجية النظام التركي، مولود تشاووش أوغلو، أن بلاده وروسيا قد تنفذان عملية عسكرية مشتركة ضد «جبهة النصرة» في محافظة إدلب السورية حال تطلبت الضرورة ذلك.

وقال تشاووش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية مع قناة «NTV» التركية نشرت أمس، رداً على سؤال حول هذا الموضوع: «نتحدث عما يمكننا فعله ضد التنظيمات الإرهابية، وخاصة في إدلب، مع كل الأطراف وليس فقط روسيا. وهذا الأمر قد يتم عند الضرورة».

النصرة تسيطر على إدلب

وفي سياق الحرب بين الفصائل الإرهابية، أفضى اتفاق بين تنظيم «جبهة النصرة» وميليشيات تابعة لتركيا في إدلب إلى تسليم الأخيرة مواقعها للتنظيم الإرهابي، ما يؤسس لسيطرة تامة للتنظيم الأول على محافظة إدلب بالكامل.

ونقل عن مصادر خاصة في إدلب أنه وقبيل ساعات من انتهاء المهلة التي أعطتها «جبهة النصرة» لمسلحي «الجبهة الوطنية للتحرير» التي شكلها الجيش التركي قبل أشهر.

أعلنت الأخيرة الرضوخ التام لطلبات «النصرة» وتوقيع اتفاق يقضي بإزالة الحواجز والسواتر الترابية من معاقلها محيط مدينتي «أريحا» و»معرة النعمان» بالإضافة إلى تبادل الأسرى بين الطرفين واتباع المنطقتين لما يُسمّى حكومة الإنقاذ التي أسسها فرع تنظيم القاعدة في سورية والتي تسيطر على نحو 70 من مساحة إدلب وريفها، مقابل الفصائل التابعة لتركيا.

وبيّنت المصادر أن الاتفاق أفقد الحكومة التابعة لتركيا المنطقتين اللتين كانتا تسيطر عليهما في إدلب، وبات كامل المحافظة يخضع لمجلس شورى جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة الإرهابي العالمي.

ميدانياً، ردّت وحدات من الجيش السوري عبر ضربات نارية مركزة على تحركات المجموعات الإرهابية التي جدّدت اعتداءاتها على نقاط عسكرية متمركزة لحماية البلدات الآمنة في ريفي حماة الشمالي وإدلب. وذكر مصدر في حماة أن وحدات الجيش المرابطة في ريف إدلب نفذت ضربات مركزة بالمدفعية على أوكار المجموعات الإرهابية في بلدة التح رداً على محاولات تسللها باتجاه المناطق المحررة وأوقعت قتلى بين صفوفها.

وأشار إلى أن وحدات الجيش تعاملت بالأسلحة المناسبة مع خروق الإرهابيين لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح من محور بلدة تل الصخر بريف محردة الشمالي الغربي وأحبطت محاولات تسللهم باتجاه المناطق الآمنة.

ولفت المصدر إلى أن وحدة من الجيش دمرت نقاطاً متقدمة لإرهابيي «كتائب العزة» على محور اللطامنة والتي كانوا يتخذون منها منطلقاً في تنفيذ اعتداءاتهم على القرى الآمنة والنقاط العسكرية المتمركزة في ريف حماة الشمالي.

ونفذت وحدات من الجيش أول أمس، ضربات دقيقة على محاور تسلل مجموعات إرهابية انطلقت من مدينة اللطامنة ومحيطها باتجاه نقاط عسكرية وقرى آمنة للاعتداء عليها بريف حماة الشمالي.

مخيم الركبان

قالت مسؤولة الإعلام في الهلال الأحمر العربي السوري، رهف عبود: إن المنظمة على أتم الجهوزية لإرسال قافلة مساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان، حال سمحت الظروف بذلك.

وأشارت عبود في تصريح لها إلى الصعوبات التي تواجه فرق الاستجابة الإنسانية في المنظمة لتلبية احتياجات مدنيي مخيم الركبان، كاشفة أن المنظمة استنفدت حوالي 10 أشهر لإيصال القافلة الإنسانية التي تم إرسالها الشهر الأخير من العام الماضي إلى المخيم، مؤكدة أنه: «وحتى بعد الحصول على موافقة القوى المسيطرة على الأرض، فقد بقيت القافلة لنحو 10 أيام في عرض الصحراء السورية لحين تمكنها من الوصول إلى المخيم».

وأكدت عبود أن «المنظمة لا تملك حالياً أية معلومات عن الظروف الإنسانية في مخيم الركبان»، مجددة تأكيد منظمة الهلال الأحمر السوري على أن فرق الاستجابة التابعة لها على أتم الجهوزية لإرسال قوافل مساعدات إنسانية نحو أية منطقة في سورية بما فيها مخيم الركبان، حال توافرت الظروف لذلك.

ويسيطر على مخيم الركبان الواقع عند منطقة التنف على المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني، قوات أميركية وبريطانية، كما تتخذ بعض التنظيمات الإرهابية التابعة، من المخيم قاعدة لها.

ويعاني المخيم من تعتيم أميركي كامل على ظروفه ومعيشة سكانه، فيما يعاني نحو 54 ألف مدني يقطنونه من ظروف مادية ومعيشية وصحية صعبة، وخاصة خلال فصل الشتاء، ومؤخراً، ذهبت القوات الأميركية إلى تجنيد مدنيين من نزلائه مقابل 600 دولار أميركي، على أن يواجهوا أي احتمالات عسكرية في محيطه.

كلام عبود جاء خلال حفل تسلم المنظمة لـ 16 سيارة إسعاف مع كامل تجهيزاتها ضمن منحة يابانية تم إرسالها عبر منظمة الصحة العالمية.

الممثلة المقيمة لمنظمة الصحة العالمية في سورية إليزابيت هوف نوّهت بالمنحة اليابانية التي ستدعم القطاع الصحي وتسمح للهلال الأحمر بتوفير خدمات إسعافية ولا سيما في المناطق الأكثر احتياجاً، بما يساعد على إنقاذ حياة المزيد من الأشخاص.

وقالت هوف: جاءت المنحة في مرحلة دقيقة حيث المطالب الصحية تتزايد باستمرار مع توسّع المناطق التي يمكن الدخول إليها، بالتزامن مع عودة آلاف الأشخاص إلى بيوتهم فيما المؤسسات الصحية متضررةً بشكل كبير.

من جهته، عبر خالد حبوباتي رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري عن تقديره لمبادرة الشعب الياباني في دعم الخدمات الإسعافية في المنظمة لتبقى على جاهزية تامة وتغطي كل الأراضي السورية.

وأضاف حبوباتي: نقدّر بروح عالية المساعدة التي قدمها الشعب الياباني والحكومة اليابانية عبر منظمة الصحة العالمية، بالتأكيد فإن سيارات الإسعاف الجديدة التي تضمنتها المنحة ستدعم العمليات الإنسانية ومنظومة الإسعاف في الهلال الأحمر السوري ليكون في جاهزية كاملة لتقديم الخدمات الصحية.

وأشار حبوباتي في تصريح له إلى أنّ المنحة سترفع حجم أسطول المنظمة الإسعافي إلى 110 سيارات، مبيناً حاجة فرق الاستجابة في المنظمة للتجهيزات الصحية لتغطية المنطقة الشرقية في سورية: «بعد هذه المنحة، سيكون بالإمكان تغطية تلك الاحتياجات بمساعدة الحكومة اليابانية».

مدير إدارة الخدمات الطبية في منظمة الهلال الدكتور محمد الجراح أوضح أنّ سيارات الإسعاف مزودة بأحدث تجهيزات الإسعاف الأولي وسيتم توزيعها على مراكز الإسعاف في جميع المحافظات التي تستجيب لحالات الطوارئ على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع، مبيناً أنّ المنظمة خسرت خلال الحرب الكثير من سيارات الإسعاف والمتطوعين لكنها واصلت عملها في إنقاذ حياة المصابين والمرضى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى