موسكو: انسحاب القوات الأميركية يجب أن يتمّ بإشراف الحكومة السورية.. وبولتون وبومبيو يقولان ان وضع الأكراد صعب ويطالبان بضمانة تركية لهم!
اعتبرت الخارجية الروسية أمس، أنّ «مغادرة القوات الأميركية للمناطق السورية يجب أن تتمّ تحت إشراف الحكومة السورية»، مشيرةً إلى أنّه «من المهم عدم السماح بتعطيل المفاوضات بشأن ادلب».
وقالت الخارجية: «لا يمكن الوثوق بمغادرة القوات الأميركية لسورية لأننا لم نشهد استراتيجية رسمية».
كما تحدثت الخارجية الروسيّة عن أنّه «من المهم تحقيق الانسحاب الكامل للإرهابيين من منطقة خفض التصعيد في إدلب»، معبرةً عن أنّ «موسكو قلقة بشأن ارتفاع عدد انتهاكات نظام وقف إطلاق النار في إدلب والذي وصل ألى أكثر من ألف».
وأكدت الخارجيّة الروسيّة، أنّ «الحكومة السورية يجب أن تسيطر على المناطق التي تنسحب منها القوات الأميركية في شمال البلاد»، وأضافت: «نحتفظ بحق الردّ بشكل مناسب في حال وجود أيّ تهديدات عسكرية لأمن روسيا من قبل القوات البريطانية».
ورأت الخارجية أنّ «من المهم إقامة حوار بين الكرد ودمشق في ضوء نيات الولايات المتحدة سحب قواتها من سورية».
وكانت أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أشارت إلى قرار واشنطن سحب قواتها من سورية قائلة: «نرى أن تنفيذ نية واشنطن المعلنة سيكون خطوة في الاتجاه الصحيح. وننطلق من أن الوحدات العسكرية الأميركية والأجنبية الأخرى الموجودة في سورية بشكل غير شرعي، يجب في نهاية الأمر أن تغادر أراضي هذا البلد».
وتابعت: «نعتقد أنه من المهم أن تنتقل الأراضي التي ستتحرر بعد الانسحاب الأميركي، إلى سيطرة الحكومة السورية. وبهذا الصدد يكتسب تنظيم الحوار بين الأكراد ودمشق أهمية خاصة».
وفي سياق متصل، نقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مسؤول عسكري أميركيّ «تأكيده بدء عملية سحب قوات بلاده من سورية».
وكان المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة قال، إن التحالف بدأ عملية الانسحاب من سورية.
ونقلت وكالة غربية عن الكولونيل شون رايان قوله إن التحالف «بدأ عملية انسحابه المدروس من سورية. حرصاً على أمن العمليات، لن نعلن جداول زمنية أو مواقع أو تحركات محددة للقوات».
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد قال، في تصريحات صحافية من البيت الأبيض، «سوف نعيد قواتنا من سورية بعد أن قضينا على داعش». وأضاف ترامب «سنترك سورية ولكنني لم أقل إن ذلك سيتم على وجه السرعة.. لن ننسحب بالكامل حتى يتم القضاء بالكامل على تنظيم داعش».
وتابع ترامب، «نحن نساعد دولاً أخرى عندما تقوم بالقضاء على تنظيم الدولة، مثل روسيا وإيران اللتين تكرهان التنظيم».
وأعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أن الولايات المتحدة بدأت بسحب قواتها من سورية، لكن الانتصار على «داعش» لا يعني نهاية وجود التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتأكيداً للخبر، أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن الجيش الأميركي بدأ أمس، بسحب معداته من سورية.
كما أكد مسؤولون في البنتاغون لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن الاستعدادات العملية لانسحاب «كامل» القوات الأميركية من سورية تمضي قدماً على الرغم مما يرافقها من تصريحات وتوترات جديدة مع تركيا.
وفي السياق، أعرب مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية، جون بولتون، استعداد الولايات المتحدة لبحث مسألة أمن أكراد سورية مع الجانب الروسي إذا اقتضى الأمر ذلك.
وقال بولتون، في مقابلة أجراها معه أمس الصحافي هيو هيويت الذي رافق المستشار في رحلته الأخيرة إلى فلسطين المحتلة وتركيا، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طالب نظيره التركي رجب طيب أردوغان في مكالمة هاتفية جرت بينهما في 23 ديسمبر الماضي بضمان عدم استهداف الأكراد الذين حاربوا تنظيم «داعش» في سورية إلى جانب التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وتابع: «وكما قد ذكرنا علناً أنا ووزير الخارجية مايك بومبيو، نعتقد أن الرئيس أردوغان التزم بذلك».
وأعرب بولتون عن أمله في أن تؤتي هذه المشاورات التي ستتواصل الأسبوع المقبل ثمارها المقبولة لكلا الطرفين.
وذكر المستشار: «كما هو معروف، الأكراد في وضع صعب للغاية».
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، كشف بأن الرئيس التركي وعد على ضوء انسحاب القوات الأميركية من سورية، ضمان أمن المقاتلين الأكراد حلفاء واشنطن ضد «داعش».
إنشاء منطقة نزع السلاح؟
إلى ذلك، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن روسيا تعتقد أن إنشاء منطقة نزع السلاح في سورية يحمل طابعاً مؤقتاً، مشيرة إلى أهمية منع تحولها ملجأ للإرهابيين.
وقالت زاخاروفا في موجز صحافي أسبوعي، أمس: «نؤكد تمسكنا بتنفيذ الاتفاق الروسي التركي حول استقرار الوضع بمنطقة خفض التصعيد في إدلب والذي تم التوصل إليه في 17 سبتمبر عام 2018… ومن المهم منع إفشال نظام وقف إطلاق النار وضمان الانسحاب الكامل للجماعات المتطرفة والأسلحة من منطقة نزع السلاح».
وأشارت إلى أن «ذلك لا يجب أن يكون حجة لتحويل منطقة خفض التصعيد في إدلب إلى ملجأ لآلاف الإرهابيين من «النصرة». ننطلق من أن إنشاء منطقة نزع السلاح ومنطقة خفض التصعيد يحمل طابعاً مؤقتاً».
وفي سياق متصل، أرسل الجيش التركي، أمس، وحدات من قوات «الكوماندوز» إلى الحدود مع محافظة إدلب السورية التي شهدت مؤخراً أعمالاً قتالية عنيفة وسيطرة لـ «جبهة النصرة» الإرهابية على فصائل تابعة للنظام التركي.
وأوضحت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية أن تعزيزات جديدة للجيش التركي وصلت إلى المنطقة، وسط تدابير أمنية مشددة، مشيرة إلى أن التعزيزات الجديدة للجيش تشمل وحدات من «كوماندوز» ومركبات عسكرية مدرعة، وجرى إيصالها إلى تلك الأراضي بهدف توزيعها على الوحدات المتمركزة في الحدود مع سورية.
ميدانياً، ذكرت وكالة «سانا» أن الجيش السوري وجه أمس ضربات جديدة إلى الارهابيين في ريفي إدلب وحماة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بينهم رداً على هجومهم على نقاط عسكرية للقوات الحكومية.
وقالت «سانا» إن مجموعات الارهابيين «جددت خرقها لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح» واعتدت «على نقاط عسكرية متمركزة لحماية البلدات الآمنة في ريفي حماة وإدلب».
وأفادت «سانا» بأن وحدات الجيش المرابطة في ريف إدلب «ردت بالأسلحة المناسبة على خروق الإرهابيين لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح في أطراف بلدات جرجناز والخوين والغدقة» بريف المحافظة الجنوبي «موقعة في صفوفهم قتلى ومصابين ومدمرة أوكارا وعتادا لهم».
وفي ريف حماة الشمالي نفذ الجيش، حسب الوكالة، «صليات صاروخية على أوكار ومحاور تحرك» مسلحي ما يسمى «كتائب العزة» على أطراف بلدة اللطامنة وأفشل محاولتهم في التسلل باتجاه القرى الآمنة والنقاط العسكرية وكبدهم خسائر بالأفراد والعتاد.
وكانت «النصرة» والفصائل الارهابية الموالية لها، وبعد يوم من إتمام سيطرتها على كامل محافظة إدلب، بدأت، بمحاولة إشعال جبهات المحافظة والاشتباك مع الجيش السوري.
وذكر مصدر أن قوات الجيش السوري رصدت قيام مسلحي «جبهة النصرة» الارهابية باستقدام تعزيزات عسكرية لها على محور بلدتي جرجناز والغدقة بريف إدلب الجنوبي الشرقي، حيث تعاملت قوات الجيش السوري مع هذه التعزيزات عبر سلاحي المدفعية والصواريخ ما أدى لتدمير آليات عدة ومقتل وإصابة عدد من إرهابيي التنظيم.
ونقل عن مصدر عسكري سوري قوله: «إن قوات الجيش أحبطت محاولة تسلل نفذها مسلحو «جيش العزة» باتجاه النقاط العسكرية السورية على محور بلدة اللطامنة شمال حماة، حيث تم رصد محاولة مجموعة مسلحة التقدم باتجاه نقاط للجيش السوري تم استهدافها عبر عدة وسائط نارية مناسبة ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المسلحين وانسحاب من تبقى باتجاه مناطق سيطرتهم شمال حماة».
تطور أوروبي جديد
وفي تطور أوروبي جديد، أعلنت إيطاليا عن أنها تبحث إمكانية استئناف عمل هيئاتها الدبلوماسية في الدول التي أوقفت عملها فيها سابقاً، ومن بينها سورية.
وأعلن وزير الخارجية الإيطالي، اينزو موافيرو ميلانيزي، أمس، أن روما تبحث إمكانية استئناف عمل هيئاتها الدبلوماسية في الدول التي أوقفت عملها فيها سابقاً، ومن بينها سورية.
وقال الوزير في الأكاديمية دي لينسي الوطنية: «إيطاليا تبحث إمكانية فتح السفارات حيث تم إغلاقها. أما في ما يتعلق بسورية، فذلك يعتمد كلياً على تطور الوضع في هذا البلد».
وتابع: «بالطبع، من غاية الأهمية أن يتطور الوضع نحو أفق طبيعي أكثر». وفقا للوزير، فإن الوضع في هذا البلد ما زال بعيداً عن الاستقرار، واستئناف عمل البعثة الدبلوماسية يتطلب تطبيعاً أكثر جدية.
وكانت السفارة الإيطالية لدى سورية قد أغلقت أبوابها في عام 2012 بعد بداية الأزمة السورية، دون أن توقف عملها رسميا. ووفقاً لوسائل الإعلام، في نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي تم إرسال أول دبلوماسي إيطالي إلى سورية.
وأصبحت إعادة تشبيك العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، بعد سنوات من القطيعة على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية، أمراً واقعاً بالنسبة للكثير من الحكومات في العالم وذلك بعد الانتصارات التي حققتها الدولة السورية على المجموعات الإرهابية التي كان البعض ينتظر سيطرتها على كامل الجغرافية السورية.
وعلى شاكلة ما جرى بخصوص افتتاح السفارة الإماراتية في العاصمة السورية مؤخراً، بدأت قبل أيام أيضاً أعمال الترميم في سفارة بريطانيا بحسب ما علم من مصادر مطلعة.
الجدير بالذكر أن مملكة البحرين أعلنت بعد ساعات على افتتاح السفارة الإماراتية بدمشق، عن استمرار العمل في سفارتها التي قالت إنه لم ينقطع أبدا.
تسوية اوضاع الفارين من الخدمة
على صعيد آخر، شهدت الأيام الأخيرة عودة آلاف السوريين المهجرين من أبناء محافظتي دير الزور والرقة إلى مناطقهم الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية.
قال المسؤول الإعلامي في مبادرة «أشبال العرين الوطني» طه علي محمود: إن آلاف الأهالي عادوا عبر ممر الصالحية إلى قراهم وبلداتهم التي تهجروا منها بفعل اعتداءات تنظيم «داعش» الإرهابي المحظور في روسيا ، من ضمنهم 1200 من العسكريين الفارين أو المتخلفين عن الخدمة الإلزامية من مناطق شرق الفرات، تمت تسوية أوضاعهم مستفيدين من مرسوم العفو تمهيداً للالتحاق بالقطعات والتشكيلات العسكرية.
وتعد مبادرة «أشبال العرين الوطني» منظمة شعبية لا تمتلك أي صفة رسمية أو سياسية، تستقطب المهجرين من الأهالي السوريين في شرق الفرات للعودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية في المناطق التي هجروا منها بفعل الأعمال الإرهابية.
وأوضح محمود أن المبادرة تقوم بالتواصل مع الأهالي المهجرين الراغبين بالعودة إلى حضن الوطن لضمان عودة آمنة لهم إلى مناطق سيطرة الدولة السورية، وتسوية أوضاع كل مَن يحتاج لذلك، وتشميل المتخلفين عن خدمة العلم بمرسوم العفو الأخير لإلغاء أية عقوبات مفروضة بحقه ولعودته لأداء واجبه الوطني، مشيرا إلى أن العائدين إلى بلداتهم وقراهم والملتحقين بقطعاتهم العسكرية بعد تسوية أوضاعهم من المستفيدين من مرسوم العفو، جاؤوا بناء على رغبتهم بالعودة إلى كنف الدولة السورية، لأنها الضامن الوحيد للأمن والاستقرار. وأضاف محمود أن أعداد العائدين إلى مناطق سيطرة الدولة من الضفة الشرقية لنهر الفرات تتزايد بشكل كبير جداً، فمنذ أيام كانت المجموعات العائدة لا يتجاوز كل منها الـ 15 مواطناً بينما يعود كل يوم في هذه المرحلة مئات أو آلاف المواطنين.
موضحاً أن الشهر الأخير شهد عودة أكثر من تسعة آلاف مواطن، أربعة آلاف منهم عادوا إلى قراهم في مناطق سيطرة الدولة، بينهم 1200 متخلف عن خدمة العلم، إضافة إلى نحو خمسة آلاف مواطن عادوا إلى قراهم الواقعة في الضفة الشرقية لنهر الفرات، بعد تسوية أوضاعهم.
وأشار محمود إلى أن شيوخ العشائر العربية في منطقة شرق الفرات أصدروا مؤخراً العديد من البيانات يطالبون فيها بدخول الجيش العربي السوري إلى بلداتهم وقراهم وتحريرها من المجموعات الإرهابية، رافضين أي وجود للاحتلال التركي أو الأميركي كما يرفضون أي «صيغة حكم ذاتي» في هذه المناطق.