ما قيمة الإنسان بلا وطن؟
الوطن ليس مسقط الرأس فقط، بل هو المكان الذي نشأت فيه وترعرعت، ارتبط مصيرك به وأصبح لك فيه أهل وأصدقاء ومنافع مادية ومعنوية… ومن يقول الوطن يقول كذلك التاريخ والتراث والأمجاد والبطولات…
والوطنية، هي تلك المشاعر النبيلة التي تهزّ كيان البشر وتشعره بالانتماء، وبترسيخ هويته، وتقوّي فيه أواصر الاتصال بأرضه وأهله وشعبه. وليس أجلّ للمرء من أن يكون وطنياً في حسّه وفي سلوكه اليوميّ، إذ لا يكفي أن يفخر الإنسان بأنه وطنيّ، إنما يجب أن يترجم ذلك الشعور إلى واقع، وأن يتحمل التضحيات التي تترتب عن ذلك مهما كانت جسامتها. فالتعبير عن حب الوطن بالكلام والخطابات الجوفاء من دون قرنها بالعمل، هو في الحقيقة تمويه وكذب وبهتان.
من هنا تبرز أهمية ما قاله الشاعر الكبير الراحل محمود درويش في قصيدة «رسالة في المنفى»، لنشعر بأنها تخاطب كلّ واحد يجهل فعلاً معنى الوطن اليوم، ويتعامل مع الأعداء من أجل تحقيق مطامعه الخاصة. وكما ختم درويش قصيدته نبدأ نحن من هنا بسؤال كبير: «ما قيمة الإنسان بلا وطن؟».