فياض: نحن أمام كارثة بيئية تحتاج إلى حلّ
أقامت محمية وادي الحجير الطبيعية واتحاد بلديات جبل عامل احتفالاً قطعت خلاله قالب حلوى بمناسبة عودة تدفق المياه في نبع وادي الحجير، في حضور عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، رئيس اتحاد جبل عامل علي الزين، رئيس المحمية عبد الحمدي الغازي، وعدد من الفاعليات والشخصيات والأهالي.
وتحدث النائب فياض فتساءل: «لماذا نحتفل بخروج أو ولادة نبع الحجير ونضيء له الشموع ونأتي بالحلوى على اسمه، وهل الخطوة مستهجنة وغريبة»، مشيراً إلى أن «نبع الحجير كائن حي ومريض وفي حاجة إلى عناية فائقة، فهو أكثر من مجرد نبع، إنه هوية وتاريخ وثقافة وحياة. بالإضافة إلى كل ذلك هو رافد أساسي من روافد الليطاني. وهو الذي يعطي لهذا الوادي سحره وجماله الاستثنائي، ونحتفل به رمزاً على هذه الطريقة، كي نلفت إلى خطورة الوضع البيئي على المستويات كافة، بما فيها مصادر المياه الجوفية، التي باتت مستنزفة وملوثة، بحيث أن 80 في المئة من مصادر المياه اللبنانية ملوثة».
وأضاف: «إن الحجير مريض وفي حالة خطيرة، وما تشاهدونه اليوم من دفق وتألق وجمال ونضارة، هي مواصفات عارضة لا تخفي الوضع الشاذ إلا موقتاً في موسم الأمطار، أما في مواسم الجفاف، فنحن أمام مشكلة».
ورأى «أننا أمام كارثة تحتاج إلى حل، لماذا حصلت المشكلة، الآبار الجوفية العشوائية هي السبب الأساسي، والأخطر أنّ العبث العشوائي بالبيئة أدى إلى غور النبع، الذي نسمع صوته في الصيف في الأعماق لكن لا نراه، وإذا أردنا أن نعدد الإخفاقات الحالية، فإن الإخفاق البيئي أكثرها خطورة ودماراً لأن البيئة تحتاج إلى عقود من السنوات لمعالجتها، وبعض جوانبها تحتاج إلى أكثر من ذلك، الوطن الجميل الصغير في حال احتضار بيئي، وإن الأمور تزداد سوءاً».
وأكد «أننا نشجع على المضي في الخطة التي باشرها مجلس الجنوب بإعدادها لإعادة تغذية الآبار الجوفية في وادي الحجير، وندعو إلى الإسراع فيها، وندعو إلى إيقاف الأذونات بحفر الآبار الجوفية العشوائية، بل ضرورة مراعاة الشروط البيئية، ونعلن أننا في صدد عقد لقاء موسع لبلديات البقاع المشاطئة لنهر الليطاني لإطلاق مسار معالجة مواز لما يقوم به مجلس الإنماء والإعمار تنفيذاً للقانون 63، وهذا المسار بالتعاون مع المصلحة الوطنية لنهر الليطاني ووزارة البيئة، ونأمل من وزارة الداخلية أن تدخل بجدية على خط المعالجة، وهذا المسار واعد وسريع وقليل الكلفة، ويخفف كثيراً من حجم التلوث في نهر الليطاني، ويسمح لكل بلدية على حدة أن تعالج نفايات الصرف الصحي المنزلي بطريقة بيئية بسيطة، لكنها فاعلة ومنتجة».