نحو توحيد مواجهة الإرهاب
بلال شرارة
أود أن أعتقد أن حلب أولاً.
أودّ أن أرى بعينيّ أبا الطيب المتنبي وهو يعود إلى حلب وقد تعب من طرق الأبواب كلّها ولم «يَزهق» روحه، ولم تُزهق روحه على أبواب الصحراء.
أود ذلك، ولكن أود معرفة قصد المبعوث الدولي ديمستورا من وراء حلب ؟ وهل ستكون خطوته الثانية استعادة مصانع حلب التي سرقت ونقلت عبر الحدود؟ وهل ستتوقف الجارة تركيا عن إمرار السلاح والمسلحين عبر الحدود؟
استوقفتني عبارة مفكر عربي أشـار فيها إلى «الربيع التركي» بدلاً من «الربيع العربي»، واستعاد في عباراته ذاكرة «الرجل المريض» في إشارة إلى تركيا.
اليوم أتطلع عبر حدود سورية من الحدود الإقليمية مع تركيا إلى الحدود الإقليمية مع الاحتلال «الإسرائيلي» أرى النار مشتعلة على حدود الجولان السوري المحتل مع الشطر المحرر فيه، وأرى أن تنظيم «النصرة» يتحرك أمام أعين العدو وهو يحاول إحداث نوع جديد من الحروب المذهبية وقد حول المنطقة إلى حزام أمن «إسرائيلي» يحاول أن يمده في اتجاه لبنان .
الحزام الأمني فشل في لبنان.
– 2 –
نحن في لبنان سبق أن انتبهنا إلى أن اليد «الإسرائيلية» التي تحمل الدواء بيد، تحمل السلاح باليد الأخرى وإن تكن اليد هي نفسها التي تستوطن وتقتل في فلسطين وهي من السلطعون ذاته الذي قطعنا له أيادي في جنوب لبنان ولا زال يمد أيادي هنا وهناك .
نأمل أن ينتبه إخوتنا في سورية إلى الخطر «الإسرائيلي» على سورية عبر الجولان، وندرك أن أحفاد سلطان باشا الأطرش لن يكونوا أقل شأناً من أحفاد أدهم خنجر وأن الثورة السورية المستمرة ضد الاحتلال والانتداب هي هكذا في حالة كر وفر منذ مطالع القرن الماضي، وأن مئة عام من الحروب الصغيرة والكبيرة غير كافية لإنجاز حرب التحرير الوطني في المنطقة .
نحن نلمس أن الأصابع «الإسرائيلية» تغتال، مثلما حدث في دمشق لخمسة مهندسين نوويين، وندرك أن العيون «الإسرائيلية» لا تنام، ولكننا نرى حجم الأزمات «الإسرائيلية» ونرى أن الصبر والوقت حليفانا، وأن المشكلة ليست في العديد ولا العتاد وإنما في استخدام الوقت وبناء قناعة بإمكان الانتصار .
يجب أن نعرف أن «داعش» بات الإسم الرمزي للإرهاب، وهو وليد الاستعمار، مثل «الإخوان»، وهو نفسه «القاعدة» والقتلة في ليبيا وتونس والجزائر، و«أنصار بيت المقدس» في سيناء وعشرات الأسماء الأخرى.
– 3 –
المطلوب أن نعرف ونتوحد ونبني تحالفاً عربياً ومن ثم إسلامياً في مواجهة الإرهاب لأن إنهاء الاحتلال ليس مهمة دولية التحالف الدولي ، وهو مثل التغيير، ليس ممكناً أن يكون مهمة إمبريالية، بل مهمة وطنية – قومية إسلامية أولاً وأخيراً .